أن تناديه بأحب الأسماء إليه :
كل إنسانٍ يحب اسمه أو اسماً أو كنية يشتهر بها ، ويحب كذلك أن ينادى بها
وبأحب الأسماء إليه ، وقد جاء في الحديث : { ثلاث يصفين لك ود أخيك : تسلم
عليه إذا لقيته ، وتوسع له في المجلس ، وتدعوه بأحب الأسماء إليه } . وهذا
سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم يقول لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
: { إني أعرف عندما تكوني غاضبة مني تقولي ورب إبراهيم ، وعندما تكوني
راضية عني تقولي ورب محمد } .
اللحظات الأولى لدخول الزوج المنزل يكون لها أبلغ الأثر في سلوكه بقية
الوقت ، وحين تلقى المرأة زوجها متهللة الوجه مرحبة ، تهون عليه التعب
والكدح خارج البيت ، وتأملي أيتها الزوجة الكريمة حال امرأة من اهل الجنة
كيف أحسنت لقاء زوجها عند رجوعه ولم تشأ أن تعكر عليه صفو فرحه بعودته إلى
داره ، ألا وهي أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها . فقد مرض ابنها أبو عمير
، وحضر زوجها أبو طلحة سفراً مفاجئاً اضطر أن يغادر المدينة ، فتطمئن
زوجها أن ابنها بخير حتى لا يتعطل عن سفره ، ويسافر الزوج ويشتد المرض على
الوليد فيُسلم روحه لباريها ، ويحكي ابنها أنس فيقول : قالت لأهلها : لا
تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه ، فجاء فقربت إليه العشاء فأكل
وشرب ، ثم تصنعت إليه أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك ، فوقع بها ، فما رأت أنه
قد شبع وأصاب منها ، قالت : يا أبا طلحة ، لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل
بيت فطلبوا عاريتهم ، ألهم أن يمنعوهم ؟ قال : لا ، قالت : فاحتسب ابنك ،
قال : غضب أبو طلحة ، وانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فأخبره بما كان ، فقال : صلى الله عليه وسلم : { بارك الله لكما في غابر
ليلتكما } قال أنس : فحملت وأنجبت بعد ذلك عشرة أولاد كلهم يقرأون القرآن .
أوصت أم إياس بنت عوف ابنتها ليلة زفافها وكان مما قالت : ( فلا تقع عينه
منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح ) . وأوصى عبد الله بن جعفر بن
أبي طالب ابنته فقال مما قال : ( وعليك بالكحل ، فإنه أزين الزينة ، وأطيب
الطيب الماء ) . وقالت إحداها لابنتها : ( عطري جلدكِ وأطيعي زوجك واجعلي
الماء آخر طيبِكِ ) . والرجل حين يرى زوجته في هيئة تعجبه يزداد حبه لها
وقربه منها . وكيف تبدوا الزوجة في أحسن صورة ؟ أ ـ الابتسامة : كم يشرق
الوجه حين تعلوه البسمة ، وكم يشعر المرء بالسرور حين تقابله زوجته
بابتسامة رقيقة تزيل عنه همَّ الطريق وعناء المسير ، قال النبي صلى الله
عليه وسلم : { وتبسمك في وجه أخيك صدقة } . ب ـ العطر : حين يدخل الرجل
بيته فيرى زوجته في أحسن هيئة مبتسمة يسبقها عطر جميل ورائحة زكية ،
حينذاك ترتاح نفسه ويهدأ باله ويحمد الله على نعمه ، وقد كان عليه الصلاة
والسلام يحب الطيب ، ويضع أحسن الروائح ، وقد أوصى بالعطر ، فالرائحة
الزكية لها أثر السحر على النفس الإنسانية . ج ـ إكرام الشعر : وإكرامه
تصفيفه ، وتسريح الرأس سنة حسنة ، ومأمور بها الرجال قبل النساء فكيف
بالزوجة ؟ . قال صلى الله عليه وسلم : { إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن
أهله ليلاً } وفي رواية : { نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً كي تمشط الشعثه
وتستحد المعينة } . د ـ نظافة الثوب : ألا تقابل زوجها بثياب المطبخ أو
بثياب كانت تلبسها أثناء تنظيف البيت ، فلذلك أبلغ الأثر عند الزوج ، ولبس
اللون الذي يحبه الزوج من الثياب يحبب فيك زوجك ويقربك من قلبه . هـ ـ
نظافة الأسنان : الفم مكان تنمو فيه البكتريا بسرعة ، إن لم تتم العناية
به وتنظيفه من بقايا الطعام ، وقد اوصى الإسلام باستعمال السواك ، وكان
يستعمله صلى الله عليه وسلم ويوصي بها أصحابه وزوجاته رضوان الله عليهم
جميعاً . حاولي أيتها الزوجة أن تحافظي على السواك ، ولا بأس باستعمال
فرشاة الأسنان والمعجون ، حتى يطهر الفم وتزكوا رائحته وتصبح الأسنان
لامعة ناصعة ، فكم تعطي جمالاً للوجه
إن حبك لما يحب زوجك من أنواع الطعام والشراب وغيرها له أكبر الأثر في
التقارب الوجداني بينكما وله أكبر الأثر في زيادة حب زوجك لكِ .
تعلمي كيف تتوددي إليه وتجامليه وتمدحينه ، فالرجال يحبون المديح والثناء
كما يحبه النساء ، فقولي له مثلاً : إنني فخورة بك ، أنت عندي أغلى إنسان
في الدنيا ، وأحب إنسان إلى قلبي ، أنت زوجي الغالي .... الخ . ولا أقصد
من قولي أن تجامليه أنك غير مقتنعة بتلك الكلمات التي ذكرتها ، وإنما يجب
أن يكون لك زوجك كما تقولين ، ولكن الكلام نفسه يأخذ شيئاً من المبالغة ،
فلا بأس من ذلك
عندما يريد الإنسان أن يخلد إلى النوم يكون قد بلغ منه التعب مبلغه ، وتقل
قدرته على التركيز ، وتضيق أخلاقه ، فإياك أن تختلقي مواضيع للمناقشة في
هذا الوقت ـ وتلحين عليه أن يسمع لك ويدلي يرأيه ، كذلك وقت الجوع ، فيكون
كل همه أن يأكل ويسد جوعته ، ويذكر علماء النفس أن الإنسان حال جوعه يفسر
ما يراه على أنه يشبه كذا من انواع الطعام ، وكذلك ما يشمه من روائح ،
فالجائع تنطلق مشاعره كلها نحو الطعام ، وصدقت أم امامة بنت الحارث حين
قالت : ( فالتفقد لوقت منامه وطعامه ، فإن تواتر الجوع ملهبة ، وتنغيص
النوم مغضبة ) .
يقول الأستاذ / محمد حسين في كتابه ( العشرة مع الرجل ) : ( والعتاب في
أوقات الصفاء من الجفاء ، فقد تعمد الزوجة إلى عتاب زوجها عند قدومه من
خارج البيت لتأخره أو لعدم احضار المطلوب ... الخ ، وهذا من تعكير الصفو ،
وسوء الفهم ، لقد أوصدت هذه الزوجة بسلوكها أبواب القبول والرضا عند
الزواج ) .... ( كما تظن زوجة حريصة أن اوقات الصفاء مع الزوج هي المناسبة
لمعاتبته على أمورٍ أخَّرتها بحرص حتى ذلك الوقت المناسب ، وهذا خطأٌ شائع
تقع فيه الزوجات ، فعليها أن تعلم أن أوقات الصفاء مع قلتها فرصة للهناء
والسرور والبهجة ، وليست فرصة للكدر وتعكير الصفو وتغيير النفس ) . أيتها
الزوجة المخلصة : إن كثرة العتاب تورث البغض ، ويجب عليك ان تتنازلي
قليلاً وتقبلي لزوجك بعض العثرات ، وتذكري حين قال أحد السلف لأخيه : تعال
يا أخي نتعاتب ، فرد عليه قائلاً : بل قل يا تعال أخي نتغافر ، فليغفر
بعضنا لبعض ولنتسامح ، ولنعش لحظات الحب بكل الحب والسعادة .
قد تكون الزوجة عاملة ، وتدخل البيت مقدراً من المال ، وربما يصدر منها
بقصد أو بغير قصد ما يدل على أنها تمُنُّ عليه بهذا ، وهذا فيه من الإساءة
للرجل ما فيه ، وقد يكون معسراً لا يكفي وحده حاجاتها ، بخاصة إذا كانت
ترهق نفسها وبيتها بالكماليات ، ومنُّ المرأة على زوجها بمساعدتها في
المنزل يسيء للزوج ويؤذي مشاعره ، ويحدث شرخاً في العلاقة الزوجية لا
يلتئم ، وجرحاً لا يندمل ، ولتعلم الزوجة أنها ووقتها كله ملكاً لزوجها ،
وله في ذلك المال حق ، ولا يجوز أن تمُن عليه بذلك ، وقد كانت السيدة
خديجة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تضع مالها كله تحت
يده عليه الصلاة والسلام ، فكان مما قاله في حقها : { وواستني بمالها إذ
حرمني الناس }
بعض الزوجات تعمد دائماً أن تقول : لقد كنت ألبس في بيت أبي كذا ، وآكل
كذا ، وكنا نفعل كذا ، ... وهي تقصد بذلك أنها بعد زواجها منه تغير حالها
إلى الأسوأ ، وهذا فيه نوع من عدم الرضا بالواقع الذي تعيشه ، وهذا أخطر
شيء على استقرار الحياة الزوجية . أقول لها : أين أنت أيتها الأخت الفاضلة
من نساء السلف الصالح حين كانت توصي الواحدة منهن زوجها عند خروجه من بيته
طالباً رزق ربه ، فتقول له : يا فلان ، اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا
حلالاً ، فإنا نصبر على الجوع في الدنيا ولا نصبر على النار يوم القيامة .
ولتعلمي أيتها الزوجة المسلمة أنكِ بعدم رضاك عن عيشتك وكلامك ذاك ، قد
تدفعين زوجك لأن يسلك غير سبيل المؤمنين فيقبل الحرام فيخسر الدنيا
والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين ، واعلمي أن الأيام دولٌ بين الناس ، من
سرَّه يومٌ ساءته أيام ، وأن السعادة في النفس وفي الرضا والقناعة .
قال صلى الله عليه وسلم : ( ما عال من اقتصد ) . ومعناه ما افتقر من اقتصد
في عيشه وحياته ، ولم يسرف فالله لا يحب المسرفين ، والإسلام لا يحض على
الفقر وترك زينة الحياة الدنيا ، قال تعالى : { قل من حرم زينة الله التي
أخرج لعباده والطيبات من الرزق } . ولكنه في الوقت ذاته لا يريد منهم
أناساً متخمين ممتلئة بطونهم بكل ما لذ وطاب ويركنون إلى الدنيا ولذَّاتها
، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : { أكثر الناس شبعاً أطولهم جوعاً
في يوم القيامة } . إن الرجال الذين يتمتعون في التشبع والإمتلاء ،
ويبتكرون في وسائل الطهي وفنون التلذذ ، لا يصلحون لأعمالٍ جليلة ، ولا
ترشحهم هممهم القاعدة لجهادٍ أو تضحية . وقد ابتلينا بأناسٍ كل همهم
الطعام والشراب واللباس والزينة ، فهم يفتخرون بأنهم يأكلون ألواناً من
الطعام لا يعرفها كثيرون غيرهم ، ويتكلمون باستعلاءٍ على الخلق ، وبعض
النساء يكلفن أزواجهن بشراء العديد من الكماليات ، ويرهقن البيت المسلم
بتحميله فوق طاقته ، قال عليه الصلاة والسلام : { السَّمت الحسن ، والتؤدة
، والإقتصاد جزء من أربع وعشرين جزءاً من النبوة }
3 ـ أن يراكِ في أحسن صورة :
4 ـ أحبي ما يحبه :
5 ـ لابد من المجاملة :
6 ـ احذري وقت النوم ووقت الجوع :
7 ـ لا تعكِّري أوقات الصفا :
8 ـ إياكِ أن تَمُنِّي عليه :
9 ـ لا تذكري دائماً حالك في بيت أبيك قبل الزواج ممتنة على زوجك :
10 ـ عليكِ بالقصد ولا تسرفي :