سنن الحياة يكابر الكفار
ياذا الذي سب النبي محمدا
أتذم في الليل البهيم وفي الدجى
كل الكواكب سبحت قدومه
هذا الذي بعث الإله هداية
بعث النبي إلى البرية رحمة
لولاه ما ارتشف الفؤاد حلاوة
والناس في ذل تنافر ودهم
لتظل تهتف باسمك الأغوار
أتذم ما جادت به الأقدار
صبحا وقد حلت به الأنوار
والأرض والثقلان والأقمار
للناس فاستهدت به الأمصار
وعلى يديه تفتح النوار
لولاه ما قام لنا آثار
وأتى الهدى فإذا هم أحرار
والكون يغرق في الضلالة والعمى
وانسب إلى ذات الرسول محمد
وانسب إليه من المفاخر أنه
وانسب إليه من المحامد أنه
يا ذاك حسبك أن تقول محمد
وشدا الزمان ترنما بقدومه
غنت له الدنيا تبوح بحبه
دوى صدى الميلاد فانتشت الربى
وغدا المكان يجل اكرم مرسل
صلوا على هذا النبي وسلموا
بالقدس أم الأنبياء معرجا
حظ الوجود بأن يجيء محمد
دوى بمكة مولد فرتنمت
قالت لقد بعث النبي محمد
سل عن رسول بالمحامد مرسل
هم خير ما عرف الزمان رحابة
كل النجوم بحسنها فتنت به
يتقدم الصديق قبل محمد
واقصص رؤاك أياسراقة إنها
نبئ قريشا أن دعوة أحمد
أنبئ قريشا يابلال عن التقى
وثرى المدينة قد تضوع مسكه
هدي النبوة فالقلوب تدفأت
نبض الفؤاد يريد دين محمد
عطر الحياة ونفحها وبهاؤها
ونقاؤها وصفاؤها وضياؤها
وسلوا الدنا فجمالها وجلالها
قطر الندى لا شيء ينصف فضله
ما قيل فيه سوى تزاحم أحرف
أو جاهل نثر الكلام صحائفا
هذا الرسول يد تفجر نبعها
مأساتنا ليست بسب محمد
لكنها الذل يضرب عرقنا
وخزائن المال المكدس عندنا
ولأننا عند الشدائد تقتفي
وضباعنا مشغولة بقروشها
وخيولنا للرقص نفتح أسرها
وسيوفنا قصب تراقص خصمنا
كنا نموت فلم نجد من مسعف
ونقول للناس انظروا وتأملوا
كمن قناة في الفضاء يهزها
ذا طارق بن زياد يقرأ سطرنا
يابحر قف إن الرجال عزائم
أيسب عرض محمد؟ أين الإبا؟
قولوا فقط أف فأنتم أمة
أما إذا غضبت لعرض محمد
لكن هنا وهنا يقوم منافق
فسيخنق الذل المعربد صوتنا
وتعانق الجمل السكون فينتهي
فالجهد ضحل يحتمي بهزالنا
وأتى الهدى فتحدد الإبحار
ما شئت مما جادت الأشعار
في العالمين السيد المختار
عند الملمة صارم بتار
فمحمد سعدت به الأقطار
والناس والفلوات والأطيار
وحلا النشيد ليعذب المشوار
وأتى الصفاء فزالت الأكدار
والجذع حن فلانت الأحجار
طابت بذكر نبينا الأذكار
نحو السماء فدانت الأسرار
و الله إن مجيئه لفخار
بطحاؤها وتوالت الأخبار
وتحدث الرهبان والأحبار
أما الرفاق فصحبه الأخيار
في الصدر حين تأصل الإيثار
والمشتري والكوكب السيار
لا تكتم الخلوات لا ياغار
لحن الخلود إذا شدت أوتار
تمحو الدجى فلتشرقي يادار
أو يصطفي عذب الندى عمار
والجذع حن وطابت الأسفار
لم يبق إلا الكفر والإصرار
وسلا فقد غشى الظلام نهار
وغرامها المتدفق الموار
والغيث والنفحات والأمطار
ذا الهاشمي القاسم المغوار
إلا الغرام الصادق الهدار
يختارها متحامل مهذار
لن تستقيم لنثره الأفكار
بالخير حين تطاول الأشرار
أو ما يقول منافق غدار
وفقط لأن عدادنا مليار
والنفط والثروات والأثمار
آثارنا الأنياق والأبقار
جبنت وخلد جبنها الدولار
ليعاف وقع سباقها المذمار
تبكي فحامل سيفنا قمار
والناس تملأ وقتها الأسمار
ذا جيشنا متأهب جرار
طبل ويرفع ذكرها المزمار
ويقول أين ترى الدم الفوار
قل أين غاب أسودنا الأغيار؟
إن الضباع على الحمى لتغار
بالأف يرجع مجدها المنهار
فستعرف الدنيا من الثوار
وهناك يخطب في النهى ثرثار
وبهكذا تتآكل الأعمار
عز ولا يتواصل الإعمار
ولنصركم تتعدد الأعذار