لمحة تاريخية حول المسرح الجزائري

شاطر
 

 لمحة تاريخية حول المسرح الجزائري

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نبض الأمل

نبض الأمل

نوع المتصفح موزيلا

صلي على النبي

صل الله عليه وسلم


انجازاتي
لايتوفر على اوسمة بعد:  

لمحة تاريخية حول المسرح الجزائري Empty
مُساهمةموضوع: لمحة تاريخية حول المسرح الجزائري   لمحة تاريخية حول المسرح الجزائري Empty2011-02-10, 20:15



لمحة
تاريخية حول المسرح الجزائري



تعتبر الكتابة حول المسرح
مهمة صعبة ومضنية، لا تخلو من العراقيل نتيجة قلة المراجع والدراسات الأكاديمية،
التي يمكن اعتمادها في تقصي الدقة والموضوعية حول خصوصيات المسرح الجزائري، خاصة
فيما يتعلق بالتأسيس والتأصيل والدور المنوط به في المجتمع، باعتبار المسرح يمثل
مؤسسة تربوية، ورسالة تثقيفية تهم جميع الطبقات الاجتماعية خاصة المهتمين بتاريخ
واستقصاء العبر من آثار الماضي، وتاريخ الأجداد في حياتهم اليومية، وفي صلتهم
بالأمم والأجناس المعاصرة، والمواكبة لهم لكن شرط أن تكون هذه المآثر المهمة تهدف
إلى وصول حياتهم بحياة السابقين، فمهمة المسرح إذن من هذه الناحية تتلخص في إحياء
التراث والماضي بصورة تتلاءم ومطامح جمهوره الذي يريدها حية ومشروعة في كل زمان.

يتفق الباحثون في
الجزائر على أن البداية الفعلية للمسرح كانت عام 1921 عندما "زارت فرقة جورج أبيض
الجزائر، ضمن جولة قامت بها في ذلك العام في الشمال الإفريقي بدأت بليبيا وانتهت
بالمغرب"
هذا ما دفع بعض البرجوازيين المثقفين والطلاب إلى محاولة المضي في طريق الإبداع
المسرحي بهدف تحرري، لتنمية الذوق المسرحي والحس الوطني، لكن محاولاتهم باءت بالفشل
نظرا لعدة أسباب منها نقص الخبرة إضافة إلى التضييق الذي مارسته السلطات
الاستعمارية على اللهجات العربية والفصحى، وكل هذا أدى فشل المسرح في مهده.


مع مطلع سنة 1925
بدأت مرحلة المسرح الشعبي أو العامي، الذي ذهب أعلامه إلى البحث في كشف المضامين
الحديثة، حيث تميز بالنظرة الشاملة الكلية للوجود لا بالنظرة التحليلية معتمدا على
الفرجة والكوميديا والغناء، وما ميز المسرح الجزائري في هذه الفترة، أنه لم يلجأ
إلى الاقتباس عن المسرحيات الأجنبية، بل اقتبس من الفلكلور المحلي، فكتب الممثلان
علالو(علي سلالي)و داحمون(سعد الله ابراهيم) مسرحية عن مقالب "جحا" بطل الحكايات
العربية، عرضت هذه المسرحية بعنوان جحا عام 1926 بالغة العامية(الدارجة)، بحيث
اجتذبت جمهورا غفيرا، كما شاركهما في هذه الفترة كل من محي الدين بشتارزي و"رشيد
قسنطيني"، اللذين قدما أعمالا جليلة ومهمة في هذا الميدان.


بقي المسرح في
مرحلته الأولى محصورا في المدن الكبرى، ينمو في صمت بعيدا عن الرتابة، ويبحث عن
ذاته وجمهوره الذي لفت انتباه السلطات الاستعمارية، التي راحت تشدد الخناق عليه
أكثر حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية، مشكلة قطيعة في تاريخ المسرح بغياب الكتاب
المسرحيين أو انشغالهم بأمور أخرى إذ تناقص إنتاجه ونشاطه بشكل ملحوظ، ولم يحض
بالانتشار والازدهار إلا ما بين سنتي 1947و1956، فتميزت بتكثيف نشاطه والاعتراف به
على المستوى الرسمي من قبل فرنسا، وسمح للقائمين عليه بتنظيم مواسم للمسرح العربي
بقاعة الأوبرا بالعاصمة، مما أدى إلى تطوره من حيث الكم والكيف، نتيجة ارتفاع عدد
مؤلفيه الذين كتبوا باللغة الفصحى، أمثال مصطفى طاهر فضلاء، عبد الرحمان الجيلالي،
أحمد رضا حوحو، توفيق المدني…و غيرهم، وكانت لغة ومواضيع المسرحيات اجتماعية،
تاريخية، سياسية ودينية، لكنها في العمق رافضة لسياسة الاستعمار، ونافذة لكل
جوانبها، وداعية لميلاد فكر تحرري فتي، خاصة وأن العديد من الفنانين ينتمون إلى حزب
جبهة التحرير الوطني.


وفي المرحلة الممتدة
ما بين 1957و 1962 شهد المسرح تأسيس الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني بتونس
سنة1958، التي كانت سفير الجزائر في الخارج، والناطق الرسمي عن واقع وطموح الثورة،
وقد عرفت الفرقة ازدهارا كبيرا بحكم المكان في تعميق الكفاح النضالي ضد الاستعمار
الفرنسي، وكانت بمثابة المنبر الذي يعلو منه صوت الشعب، ومن أهم المسرحيات التي
عرضتها: أبناء القصبة، دم الأحرار، الخالدون، وغيرها من الأعمال الفنية التي ساهمت
في كسب المزيد من التأييد الديبلوماسي للقضية الجزائرية في العديد من البلدان
الشقية والصديقة.



وبعد الاستقلال مباشرة، وفي الفترة الممتدة ما بين 1962و1972 التي عرفت مرحلة(إعادة
البناء والتنمية الوطنية وازدياد الوعي الوطني) برزت أهمية النهوض بالثقافة الوطنية
في البناء والتطور، التفتت أنظار السلطات إلى المسرح باعتباره أحد أعمدتها
الأساسية، لما له من قيمة كبرى في توعية وتعبئة وعي الجماهير لمهام التنمية
الوطنية، وتم تأميم قاعات العرض(المسارح الجهوية) وبدأت الانطلاقة التي كانت مندفعة
في التيار الثوري والمرحلية، وهذا ما قلل من شأن المسرحيات المعروضة حسب الظروف
المتغيرة، مما أدى إلى البحث عن مسرح إنساني ثابت، وبدأت فترة الفتور والركود خاصة
بتطبيق قانون اللامركزية1972 الذي جاء سابقا لأوانه نتيجة قلة الفنانين المحترفين
وقلة الإمكانيات وخاصة المالية، وهذا ما جعل المسرح يتخبط في مشاكل عويصة شهدت
خلالها 18 مسرحية، وبرزت أسماء عديدة جديدة وقديمة أمثال رويشد، مصطفى كاتب، كاتب
ياسين، علال المحب، الحاج عمر، عبد القادر علولة وغيرهم… ومن مسرحيات هذه الفترة :
البوابون التي تعالج مشاكل شريحة من الناس البسطاء فيها مشاهد واقعية في إيقاع
سريع، وفق كاتب ياسين في إخراجها بالتركيز على الجهد الاجتماعي، قصد تصويرها محاولا
إبراز معاناة شخصياتها من خلال صراعهم مع الحياة لربح لقمة العيش.


قدم علولة في نفس
الإطار الاجتماعي مونولوج حمق سليم، العامل الذي قضت البيروقراطية على أحلامه، ثم
مسرحية الرجل ذو النعل المطاطي لكاتب ياسين، التي يستعرض فيها جملة الأحداث
التاريخية، وتوظيفه أفكار تقدمية عبر عنها بجمل قصيرة، تميل فيها اللغة إلى
الشفافية أحيانا والرمز أحيانا أخرى، لكن دعوته إلى التحرر من عبودية الاستعمار
وتبعيته، كانت واضحة وكذلك دفاعه عن المرأة بإعطائها مكانة اجتماعية لائقة،
باعتبارها رمزا من رموز الحرية.


-وكما يبق وقلنا- أن
قانون اللامركزية كان له تأثير سلبي نجم عنه تشتيت قدرات المسارح ماديا وبشريا
وجعله يجتر الأعمال السابقة دون أي جديد، ويعقد المهرجانات المسرحية لتنشيط الحياة
الثقافية فقط.


لكن ابتداء من 1983،
لاحت بوادر انتعاش وديناميكية المسرح حيث قدمت أعمال ذات جودة عالية ومغايرة
للسابقة منها: قالوا العرب قالوا، الشهداء يعودون هذا الأسبوع، العيطة، الأجواد،
عودة الحلاج، معروض للهوى، وغيرها من الأعمال، وهنا لجأ الفنانين إلى التراث
الشعبي"ليس لمجرد الترصيع والتزيين، بل له أهداف وأغراض عميقة في التأثير على
القارئ، بل ومبدلة لما يرجوه البطل نفسه من التوظيف التجريدي المركز"

،
غير أن الظروف الناجمة عن سوء التسيير وانعدام سياسة ثقافية واضحة انعكست سلبا على
الإنتاج المسرحي الذي تزامن وقلة الكتاب، فأفرز ظاهرة التأليف الجماعي بالنسبة
للمسارح الجهوية، وطغيان الاقتباس عموما في بعض مراحله المتعاقبة.


فعدم تأسيس تقاليد
ثقافية ومسرحية بصفة تحكم هذا القطاع، يصدق المثل القائل"كل واحد يحكم باحكاموا"أي
أن

كل واحد يحكم بحكمه،

ومع ذلك استطاع المسرح الجزائري أن يشق طريقه، ويفرض نفسه كمسرح على المستوى
المغربي والعربي، "وكان شيئا طبيعيا أن يتجه فرسان المسرح العربي، كتابا ومخرجين
إلى البحث عن صيغة عربية للمسرح،و إلى استقراء التراث الشعبي، ويستمد كلمته من
القصص والحكايات الشعبية والأساطير العربية"

ومن بين هذه الفترات
التي عرفها المسرح -في جملتها- كان العصر الذهبي في سنواته الأخيرةأي مابين
1980-1990، حيث ظهر كتاب حاولوا البحث والتنقيب في التراث، لإبداع قالب جزائري
محلي، ويمكن الإشارة في هذا المجال إلى أساتذة كانوا السباقين في هذا الميدان، على
رأسهم عبد الرحمان ولد كاكي، كاتب ياسين، وغيرهم…على أن أهمهم من حيث الإنتاج في
الكتابة والإخراج، كان علولة، والذي تميز عنهم أنه دعا إلى مسرح سماه "الحلقة"
كمجال بحث دفعه إلى التجريب مع بعض الباحثين أمثال:الباحث السوسيولوجي المرحوم
امحمد جليد، ثم بعد التسعينيات، يمكن الاشارة بجدية الى انشاء أول شعبة تدرس المسرح
الأكادمي في جامعة وهران، وهي تابعة لكلية الأدب العربي، والتي تخرج منها العديد من
الأساتذة والباحثين والمسرحيين المتمرسين والمتشبعين بروح البحث والتنقيب والتراث
المغاربي والعالمي أمثال أساتذة تعاونية مسرح السبيل التي تأسست فعليا في2002على يد
كل من قدور جدي وأحمد زيان وعيسى رأس الماء ونقاش غالم، كما لاننسى قطبا آخر منافس
ممثل في الأستاذ شرقي محمد، و آخرون في مدرسة برج الكيفان بالجزائر العاصمة، لذا
نرى أنه من الواجب الحديث عن تجربة مسرحية جديدة، أي ما بعد علولة وكاكي وغيرهم من
السباقين في المسرح الجزائري، ملتمسين عدم التقصير ولو من باب الاعتراف بالجميل
نيابة عن المسرح.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://didja-djamaa.ahlamontada.net/
real love

real love

نوع المتصفح موزيلا

صلي على النبي

صل الله عليه وسلم


انجازاتي
لايتوفر على اوسمة بعد:  

لمحة تاريخية حول المسرح الجزائري Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحة تاريخية حول المسرح الجزائري   لمحة تاريخية حول المسرح الجزائري Empty2011-02-10, 20:17

Smilies 16
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نبض الأمل

نبض الأمل

نوع المتصفح موزيلا

صلي على النبي

صل الله عليه وسلم


انجازاتي
لايتوفر على اوسمة بعد:  

لمحة تاريخية حول المسرح الجزائري Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحة تاريخية حول المسرح الجزائري   لمحة تاريخية حول المسرح الجزائري Empty2011-02-10, 20:40

مشكورة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://didja-djamaa.ahlamontada.net/
نبض الأمل

نبض الأمل

نوع المتصفح موزيلا

صلي على النبي

صل الله عليه وسلم


انجازاتي
لايتوفر على اوسمة بعد:  

لمحة تاريخية حول المسرح الجزائري Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحة تاريخية حول المسرح الجزائري   لمحة تاريخية حول المسرح الجزائري Empty2011-07-14, 13:46

mysterious boy كتب:
لمحة تاريخية حول المسرح الجزائري 475503

B.MOHAMED كتب:
بارك الله فيك
نتتظر جديدك

مثل هاته الردود تزعجنا ولا نرغب فيها

لذلك عمدنا في المنتدى الى نشر حملة
انا مميز بردودي و مواضيعي
و مثل هاته الردود مصيرها الحذف
ليكن شعارك
أبدع في مواضيعك , وأحسن فـي ردودك , وقدم كل ما لديك , ولا يغرك فهمك
ولا يهينك جهلك , ولا تنتظر شكر أحد , بل اشكر الله
على هذه النعمة

وليكن شعارنا :
( لا تنتظر الجديد بل كن صانعآ لكل جديد )

ارجوا الإلتزام دمت بود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://didja-djamaa.ahlamontada.net/
 
لمحة تاريخية حول المسرح الجزائري
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تعريف بعض المصطلحات المسرح
» نشأة المسرح وتطور الفن المسرحي
» |♥|♥لمحة عن الجمهور الجزائري|♥|جزائري وفحل
» المسرح و المسرحية
» المسرح العربي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة سيدي عامر :: هنا بيتك :: الساحه الادبيه :: فضاء المسرح-
انتقل الى: