كم أنت تصلح أن تكون؟
كم أنت تصلح أن تكون؟
كم أنت تعزف مثلما عزفوا
وأحسن في الطبوع وفي اللحون
بل أنت أبدع في اختيارك
للمعاني في انتقائك للفنون
بل أنت أحرص من مليكك
كدت تبدع في المديح
وكدت تسرف في المتون
خيبت ظني أيها الرجل الجميل
وكنت أسرف في الظنون
بالمنجزات الشاهقات حكى اللسان
وبالبناء وبالمدارس والسجون
أسرع إليه لعل مدحك قد يفيدْ
أوربما حمل الجديدْ
ولعل مدحك قد يؤجل في المنون
والعز مات يقال قد باع الملوك
فصرت أخشى أن يعير بالجنون
أنتم أدق فصاحة
وأجل معنى بل أرق من الشجون
ما العز إلا غاضب باع الملوك
وأنت تشري لهوهم
بدم الشهيد وجرحنا
تلهيك عنا الغانيات
وراقصات فاتنات بالخصور وبالجفون
تاهت عناويني فمطلع ذي القصيدة تائه
عنوانها: كم صرت تصلح أن تكون؟
كن من تكون فهم إذا عرفوك قالوا
نحن نعرف من تكون
مذ جاءنا عام الرمادة
لست تذكر أحرف الكلمات فيه
وصرت تنسى ما تشاهده العيون
لم يأتنا مطر وقد مر الشتاء
فلا ربيع ولا بلابل
لا ثمار ولا سنابل تستجير لربها
لا ماء لا أنهار،
ما سار الغدير فكيف تبتهج الغصون؟
العز وجهته السماء ،
ضميره متحرك, ماش يسارع للجنان
وأنت شيمتك العناق
وخبزك الغالي بسعر لحومنا
وعظامنا نخرت وفوق قبورنا نبتت بذور للتناسي
هل أنت تذكرني؟
لا شك أنك قد نسيت
وبقيت تخلد للرجوع وللصدود وللقيود
ونحن نهتف لارجوع
وأنت تجنح للوجوم و للسكون
كل الدكاكين البسيطة غلقت أبوابها
والبوم يبدو مستعدا أن يزور ديارنا
أتراه مثلي أم أنا متشائم؟
أتخيل الصور القديمة يوم غنى بلبلي
فامدح كما شئت الملوك
فلم تصدقك النساء ولا الرجال
ولا الشباب ولا الشيوخ
ولا البنات ولا البنون
بل عندكم فقه النوازل والكوارث
والتمائم والمسائل
والميسر والمعسر فقه كل المعضلات
وللفتاوى وقتها وكذا المكان وحالها
وحكاية العز القديمة خلتها ماتت
ومرت منذ آلاف القرون
أستغفر الله العظيم من الذنوب مع العيوب
والله يخلق ما يشاء وفي العباد له شؤون
كم أنت تصلح أن تكون