دورة تطوير الذات
بسم الله الرحمن الرحيم .... وبه نستعين
**دورة تطوير الذات في ضوء القرآن الكريم**
يبدأ التغيير من النفس دائما، فلا تنتظر التغيير من الخارج،
وكل تغيير إيجابي أو سلبي يبدأ من النفس، ومن داخلها
، تدبر قوله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
، فهل وضعت لنفسك خطة للتغيير الإيجابي مع مطلع عام جديد،
وانصراف عام مضى من عمرك،
بأن يكون تدريجيا مراعيا الأهم فالأهم؟!
هناك سنن للتغيير لا يمكن للمرء أن يتجاوزها،
ولا يمكن أن يحصل هذا التغيير دون وقوعها؛
ولذلك قال تعالى: {سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا}
، فإذا كنا نبحث عن تطوير أنفسنا لابد أن نقرأ أو أن نسأل عن هذه السنن؛ لنبدأ التغيير.
يتعود المرء على صفات سلبية عاشها حينا من الدهر في حياته،
وليبتعد عن هذه الصفات السلبية سوف يحتاج إلى
أن يتعب كثيرا في ذلك، ونتيجة لهذا؛ لابد له من الصبر
، ومجاهدة النفس،
والتكرار في المحاولة،
تدبر قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا}
، وتأمل قوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}،
فهذا وعد من الله أنك إذا صبرت، وبذلت الأسباب؛ سيكون ذلك سببا للتغير الجميل.
مع الصبر والمجاهدة؛ لا يجب أن يكتفي المرء بذلك في طريقه نحو التغيير؛
بل لابد أن يجمع معه الدعاء،
قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني استجب لكم}
؛ فاستعن بالله، وألح عليه في الطلب،
وتضرع إليه أن يعينك على تغيير نفسك نحو الأفضل.
التخطيط للمستقبل أمر مهم،
ولابد من التخطيط لتصل إلى مطلوبك،
تأمل قصة يوسف عليه السلام حين قال: {تزرعون سبع سنين دأبا...} الآية
، ففي هذا تخطيط لحماية مقدرات الدولة،
والعمل على تفادي المخاطر والأزمات، واستشراف المستقبل.
لابد للمرء الذي يرغب بتحقيق نتائج إيجابية في حياته
أن يكون متفائلا بتحقيق هذه النتائج
، وألا تغلبه نظرة التشاؤم؛
فإن التشاؤم ليس من صفات الكبار والمبدعين،
وتذكر دائما قوله تعالى: {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا}.
لابد لتطوير ذاتك من العمل وبذل الأسباب،
فالله سبحانه وتعالى يقول:
{هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه}،
فلاحظ الربط بين المشي في مناكب الأرض وبين الرزق،
فالأول سبب للثاني موصل إليه، وبقدر العمل تكون النتيجة.
موضوع: دورة تطوير الذات 