ولنا مع زلزال الحجاز وقفة .,,

لله في الآفاق آيات لعــلّ أقلها هو ما إليه هداكا

ولعل ما في النفس من آياته عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا

والكون مشحون بأسرار إذا حاولت تفسيراً لها أعياكا






***


ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً وليس لواحدٍ إلاّكا


***


تأملوا كيف خلق الله سبحانه وتعالى الأرض بسطها وزينها وجعل فيها الجبال الرواسي أن تميد بأهلها ((والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم )) النازعات 30 _ 33


وبقدرته
التي وسعت كل شيء وبعظمته التي لا تماثلها عظمة أمرها بان تضطرب وتهتز رغم
ما عليها من الجبال الرواسي وهذا من منطلق قوله سبحانه (( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )) . القمر 50


فسبحانه ما أعظم سلطانه ....


اهتزت ارض الحجاز ببعض أهلها بأمر من ربها وخالقها فكان لنا في ذلك عبرة ...


فرباه لك الملجأ في كل ضائقة ونازلة ... ولك المشتكى من كل بلية ورزية ..


حلت بنا النكبات تلوى النكبات ونحن عن العظات في غفلات ...


***


ولنا
مع زلزال الحجاز وقفة ... نقلب معها صفحات التاريخ ونقف مع أحداث ليست
ببعيدة من واقعنا المعاصر نستشف منها العظة والعبرة ولعلها بلسما شافيا
لملمات عصر أوشك على نهايته ...


سطر لنا التاريخ ما حدث في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من زلازل هزت المدينة فخطب الناس قائلا (( يأهل المدينة ما أسرع ما أحدثتم والله لئن عادت لأخرجن من بين أظهركم ))


لله دره ابن الخطاب كيف غضب ؟؟ لما حس من غضب الجبار باهتزاز المدينة
وأهلها ... اقسم برب الأرض والسماء لان رجعت ليتركنها وأهلها ... فاقرع
قلوبهم لعلهم يرتدعوا عن ذنوبهم ... بل خشي على نفسه من أن تحل عليه
العقوبة معهم فقرر الرحيل كما قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم (( أنهلك
وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث ويبعث الصالحين على نياتهم )).


***


و من المعجزات النبوية قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى) متفق عليه


وقال القرطبي في التذكرة (خرجت
نار بالحجاز بالمدينة وكان بدؤها زلزلة عظيمة ليلة الأربعاء الثالث من
جمادي الأخر سنة 654 واستمرت الى ضحى الجمعة فسكنت وظهرت النار عند قاع
التنعيم بطرف الحرة،لا تمر علىجبل إلاّ دكّته وأذابته ويخرج من مجموع ذلك نهر أحمر له دوي كدوي الرعد يأخذ الصخور والجبال بين يديه ) . منقول نصا


قال المهلب : ( ظهور الزلازل والآيات وعيد من الله لأهل الأرض قال تعالى (( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ) . والتخويف والوعيد بهذه الآيات إنما يكون عند المجاهرة والإعلان بالمعاصي .. منقول نصا


فكم من حرمات انتهكت في هذا الزمان ...


فواحش ترتكب و أمانة تضيع وسحر يعقد وقتل يجهر وربا يتداول وخمر يسقى ومعازف تسمع وكساء ينزع وحجاب يخلع..فضلا عن ذنوب الخلوات ...


حقا ما قاله المولى سبحانه :((كلا بل لا يخافون الآخرة )).


لو خشينا الله واتقيناه ما تجرأنا على معصيته لكن سولت لنا أنفسنا فأتانا النذير المبين ... فهل من مجيب ؟؟


ولكن لسان حالنا كما قال خالقنا ورازقنا (( ما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة )) المدثر 49 51


وما حدث في زمننا من زلازل أنها لمشاهد حسية مصغرة من زلزال أعظم يوم لا ينفع مال ولا بنون نرى ونتأمل فيها قول الله تعالى (( إن
زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات
حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد )) الحج 1 _ 2


وما اشد وقع الآيات على السامعين وما أقسى البراهين على المبصرين ...


والناس في ذلك بين متيقظ وغافل ...


وصدق المولى (( إن في ذلك لآيات لأولي النهى )) طه 128


فطوبى لمن لبى النداء فأناب ورجع وخضع لمولاة ...


ويا خسارة الغافلين ويا ندامة المعرضين ... إلى متى السبات إلى متى ؟؟


إلى أن تزلزل الأرض بمن عليها ؟؟ حينها لا ينفع الندم (( وقال
الإنسان ما لها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها يومئذ يصدر الناس
أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا
يره))..الزلزلة 3 _8


ختامــــــــا


يـــــا رب


أشكو إليك أمورا أنت تعلمها


مالي على حملها صبر ولا جلد


وقد مددت يدي بالذل مبتهلا


إليك يا خير من مدت إليه يد


فلا تردنها يا رب خائبا


فبحر جودك يروي كل من يرد


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ...


بقلم بداية داعية