لا بد أن نقدم بين يدي رمضان نياتا وأعمالا وسلوكا وشوقا ومحبة ودعاءا وذلك بالتفاعل مع هذه النقاط:
أولا:التوبة النصوح:
لأن المعصية تقيدك وتشلك وتقعدك وتحرمك من الطاعة والإقبال على الله..وكثير ما شكا السابقون من ذنب حرمهم حلاوة المناجاة أو معصية قيدتهم عن القيام في الخلوات..
قال الأستاذ:أديب الصانع: انظر ماذا يدخل فمك: نصيحة العارفين تلقاها بعضهم بالاهتمام فوجد أن عيبه كان في طريقة تعامله مع المال.... وأذكر أن بعض طلاب العلم جاءني يشكو لي عدم قدرته على قيام الليل فقلت له لعل كتابا قد استعرته من أحدهم وتساهلت في إرجاعه ... فذهب ورجع وقال لي أنه وجد في مكتبته 25 كتابا مستعارا ... ثم يتوقع أن يوفق لقيام الليل...؟؟
ثانيا:تنمية النية وتجديدها:
ليس استحضار النية فقط قبيل العمل بل تنميتها وتكثيرها:
كان أحد شيوخ الربانية يشرح لتلاميذه بابا من أبواب العلم..فطرق عليهم طارق الباب..فقام أحد المريدين لفتح الباب..فقال له شيخه:كم من نية استحضرتها في فتح الباب؟؟
نية التوبة الصادقة من كل المعاصي الظاهرة والباطنة...
نية تصحيح السلوك والمعاملة الحسنة لجميع الخلق .
نية العمل لهذا الدين ونشره بين الناس مستغلاً روحانية هذا الشهر..
نية وضع خطة وبرنامج وجداول للعبادة والطاعة والجدية والمحاسبة .
نية أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة جديدة قوية للخير والعمل الصالح وإلى الأبد بإذن الله..
نية التسامح والعفو والصلح مع الناس..ويتأكد هذا المعنى مع أصحاب الدعوات...
ثالثا:الدعاء والتضرع بين يدي رمضان:بأن يبارك لك الله في ما بقي من شعبان ويبلغك رمضان..ويوفقك ويسهل عليك ويتقبل منك..
رابعا:مشروع تدريب في شعبان:
صيام جماعي ليوم من شعبان..مع المحافظة على كل الأوراد الروحية:من تلاوة وذكر ودعاء ومناجاة ونوافل ...
وإفطار جماعي..
قيام الليل جماعة...
ورد المحاسبة...
ثم جلسة حوار منهجي لوضع خطة لاستثمار دقائق رمضان الغالية:إن على مستوى الذات أو مستوى الأسرة والمجتمع ومؤسسات الدعوة...
خامسا:الفرح والبهجة بقدوم رمضان..ونعبر عليها أسريا:بقيام أفراد الأسرة جميعا:بتنظيف البيت وطلائه وتزيينه وتغيير موضع أثاثه..حتى نجدد كل شيء ونقضي على الرتابة والنمطية القاتلة لكل تغيير ...ونبعث في النفس شعورا عاليا وهمة متجددة متوقدة...
سادسا: حتى نتفرغ تماما للعبادة في رمضان:نقوم بشراء كل ما نحتاجه قبيل رمضان ..وخاصة لباس العيد:...فقد لاحظنا أن أغلب الأسر..تضيع أحلى وأشرف الأوقات في العشر الأواخر: في شراء لباس العيد:نهارا..وصناعة حلويات العيد:ليلا...؟؟
سابعا:الفرح والسرور بالطاعة في رمضان وأنها أولا وأخيرا بفضل الله:
قال ابن عطاء الله السكندري:
لا تفرحك الطاعة لأنها برزت منك، و افرح بها لأنها برزت من الله إليك، قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا، هو خير مما يجمعون.
..وسوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - لا يقع فيها من صلح ظاهره وباطنه مع الله، وصدق في أقواله وأعماله، فإن هذا لم يسمع به، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقدا، وظاهره عملا، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم ، فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة..
من رغب في خاتمة حسنة يختصه الله بها فليصنعها بيده من الآن!...:
ولقد أصيب مرة أحد الإخوة المجاهدين في فلسطين في يوم صيامه..فجيء له وهو في النزع الأخير بشربة ماء، فقال لهم:دعوني..أريد أن ألقى ربي وأنا صائم...
تاسعا:التركيز على المشوقات التي تشوقك إلى رمضان:من كتب الرقائق ومواقع الانترنت والفضائيات...
عاشرا: أفضل العبادات: عبادة الوقت التي تحدث عنها الإمام ابن القيم وملخصها أن أفضل العبادات هي :أن تعرف واجب الوقت وتلتزمه، وأن العبد المطلق هو الذي لا يأسره رسم، ولا يحده قيد، مأكله ما تيسر، وملبسه ما تهيأ، ومجلسه حيث انتهى به المجلس، ليس له هم إلا رضا مولاه، ولا رغبة إلا في معرفة أمر الله في الوقت المعين والتزامه....
فأفضل العبادة في رمضان هي:الصوم والتلاوة والذكر والقيام والعزلة والصمت..
لكن هذا لا يمنع أبدا من ممارسة العبادة المتعدية النفع للغير:من دعوة وإصلاح وصدقة وتفريج كرب وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم..بل إن هذا اللون من العبادة ينال صاحبه أمثال الجبال من الحسنات..
تلك عشرة كاملة لمن أراد الاستعداد الصادق الحقيقي لشهر رمضان...
....يتبع...
نبض الأمل
صلي على النبي
صل الله عليه وسلم
انجازاتي لايتوفر على اوسمة بعد:
موضوع: رد: إذا اشتكت من كلال السير أوعدها...روح القدوم فتحيا عند ميعاد 2011-07-12, 18:43
جزاك الله خيرا مديرنا
أستاذنا قد رسمت لنا العبر
في رحب المقالات التي تكتبها
فحركت بداخلنا شعورا ايمانيا لازال يقضا
اللهم بلغنا رمضان
بالخير و الطاعات
جزاكم الله الفردوس الأعلى
EZIL
صلي على النبي
صل الله عليه وسلم
موضوع: رد: إذا اشتكت من كلال السير أوعدها...روح القدوم فتحيا عند ميعاد 2012-04-04, 16:48
شكراااا
إذا اشتكت من كلال السير أوعدها...روح القدوم فتحيا عند ميعاد