صدى مصر من وراء سور غزة

موضوع: صدى مصر من وراء سور غزة 2009-12-29, 11:27

صدى مصر من وراء سور غزة

نستطيع
القول من الآن فصاعدا إن هناك مصر ''قبل'' مباراة الخرطوم ومصر ''بعد''
مباراة الخرطوم للتأريخ. فمنذ تلك المباراة المشؤومة على آل مبارك دخلت
مصر الدولة في متاهات دبلوماسية نراها بالعين المجردة. ففي عز الأزمة مع
الجزائر استقبل الرئيس المصري شمعون بيريز في القاهرة بالأحضان وبكي على
كتفه.
وفي اليوم الموالي شرع في بناء جدار فولاذي عازل، تاركا الصحف الإسرائيلية
تنفرد بالسبق الإعلامي. ثم عمل على تكذيب إذاعة النبأ. وفي الأخير قال
وزيره للخارجية بملئ فيه إن مصر ستبني وتبني وتبني الجدران كيفما تشاء
وأينما تشاء و...
ولم نسمع أصواتا قوية ترتفع في مصر كما دويت بعد مباراة الخرطوم في المساس
بمقدسات الجزائر. ويأتي أبو الغيط نفسه فيقول إن كل المصريين عادوا سالمين
من الخرطوم ولم يصبهم أي أذى.. وسمعنا صوتا مصريا ينادي: ''أرجو من مصر،
التي خاضت حروبا أربعة من أجل فلسطين، أن لا تقوم بعمل هو ضد الفلسطينيين
مائة بالمائة، وهو لحساب الإسرائيليين المتربصين مائة بالمائة...'' ولا
يصل صداه إلى مسؤولي القاهرة الذين صمت آذانهم بعد مباراة الخرطوم. فيواصل
الشيخ القرضاوي في هذيانه: ''لا يجوز لها هذا عربيا بحكم القومية العربية،
ولا يجوز إسلاميا بمقتضى الأخوة الإسلامية، ولا يجوز لها هذا إنسانيا
بموجب الأخوة الإنسانية...''. لا تتعب نفسك يا شيخ. هؤلاء لا يسمعون
الكلام الصواب ولا يأخذون بالنصيحة. سيواصلون بناء الجدار وسيقيمون أسوارا
بينهم وبين العرب.. أسوارا بينهم وبين المسلمين.. أسوارا بينهم وبين
ماضيهم... فبعد مباراة الخرطوم لم تعد مصر مصر.
كان يا ما كان في قديم الزمان بلدا عريقا - مثل اليونان- له تاريخ وعمق
حضاري وكلمة مسموعة.. ثم سقط فجأة في خانة النسيان بقدرة قادر.. وكان يحمل
راية القومية العربية وراية المقاومة.. كان يحكمه رجل جميل يدعي جمال. كان
شهما، مقداما، شجاعا، صادقا، وفيا للمبادئ والقيم. فمات...فجاء من بعده
قوم أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات... فهوت مصر من السؤدد