فى
عام ١٨٨٦، ولد المهاتما غاندى فى بور بندر بمقاطعة جوجارات الهندية، درس
القانون فى بريطانيا، وعاد إلى الهند فى ١٨٩٠، وأدرك أن المحاماة لا تلبى
قناعاته ووقع عقدا مع مؤسسة هندية فى ناتال بجنوب أفريقيا. فى عام ١٨٩٣ دافع عن حقوق عمال الزراعة الهنود والبوير فى مزارع قصب
السكر وعاين أشكال الاضطهاد العنصرى، وبدأ كفاحه السلمى وقام بتنظيم
«المؤتمر الهندى» فى الناتال وأقام مستعمرة «فيكلمة ممنوعةس» الزراعية فى ١٩٠٤.
وانسحب الهنود من المدن الرئيسية إلى المستعمرة، مما أصاب الأعمال
الصناعية بالشلل وتعرض للاعتقال مرتين فى عامى ١٩٠٦ و١٩٠٨، ورأت السلطات
أن تقلل من تعسفها، فعرضت عليه تسوية وافق عليها وعاد إلى الهند فى ١٩١٤.
وهناك أصبح زعيما شعبيا وخاض نضالا ضد الظلم الاجتماعى والاستعمار مرة
أخرى، وفى عام ١٩٣٢ قرر البدء بالصيام حتى الموت، احتجاجا على مشروع قانون
يكرس التمييز فى الانتخابات ضد المنبوذين الهنود، وتوصل إلى «اتفاقية
بونا».
تعاون غاندى مع بريطانيا فى الحرب العالمية الأولى ضد دول المحور مما
تسبب فى الطعن فى وطنيته، ثم عاد لمعارضة السياسة البريطانية بين عامى
١٩١٨ و١٩٢٢ وطالب باستقلال الهند. وفى ١٩٢٢ قاد حركة عصيان مدنى أدت إلى
صدام بين الجماهير والشرطة البريطانية فأوقف الحركة، وحكم عليه بالسجن
وأفرج عنه عام ١٩٢٤. تحدى غاندى احتكار بريطانيا لاستخراج الملح وقاد
مسيرة شعبية لاستخراج الملح، وفى عام ١٩٣١ تم التوصل إلى معاهدة دلهى.
وفى عام ١٩٤٠ أطلق حملة عصيان على إعلان بريطانيا الهند دولة محاربة
لجيوش المحور دون أن تنال استقلالها، وفشلت مساعى التسوية، وفى عام ١٩٤٣
دخلت الهند فى الحرب ضد دول المحور على أمل نيل استقلالها قائلا
للبريطانيين «اتركوا الهند وأنتم أسياد»،
وشنت السلطات البريطانية حملة اعتقالات وقمع، كان غاندى أحد ضحاياها،
وأفرج عنه عام ١٩٤٤، ومع عام ١٩٤٥ ولما قاربت الهند على الاستقلال ظهرت
النعرات الانفصالية، وحاول غاندى إقناع محمد على جناح بالعدول عن دعوته
الانفصالية دون جدوى.
وتم الانفصال فى ١٩٤٧، وسادت الاضطرابات الدينية فى الهند، ووقع الآلاف
من القتلى فدعا غاندى الأكثرية الهندوسية إلى احترام حقوق الأقلية
المسلمة، فاعتبر بعض الهندوسيين دعوته خيانة عظمى و(فى مثل هذا اليوم ٣٠
يناير ١٩٤٨) أطلق عليه أحد الهندوس ثلاث رصاصات أدت لمصرعه.