ليكن لك/ي صديق/ه

الشجرة إذا كانت تعيش لوحدها في الصحراء بلا أنيس لها



من أشجار وأزهار ونباتات فقد تقتلها العزلة! أو حرارة الشمس



أو الرياح العاتية أو الأعاصير المهلكة!



كذلك الإنسان إذا كان يعيش لوحده متحملا ما قد يأتيه



الله من أقدار وابتلاءات ولا يجد حوله من يواسيه ويسلّيه



ويسمع له شكواه وآلامه فلا شك أن تلك الأوجاع والأحداث



قد تسلبه شيئا من السعادة القلبية والراحة النفسية.



ولهذا كانت حاجة الإنسان ماسة أن يعيش في بيئة مترابطة



مع أخوة متحابين وصحبة وفية لأنها اليوم تعد من ضروريات



الحياة الاجتماعية الناجحة.



ومن المتفق عليه أن من كان على مستوى عال من الاستقامة



في الدين وحسن الخلق وعظيم الحياء ومن يدرك معاني



الأخوة الإسلامية ويؤدي حقوقها وواجباتها فهذا هو الأخ



والصديق الذي يجب أن تبحث عنه وتتمسك به.



لأن الإنسان بصحبة مثل هؤلاء الأخيار لن يعيش في الغالب



إلا سعيدا مسرورا مع إعانته على فعل الخير والعمل الصالح



والثبات على الطريق.



ولكن أنى له أن يجد مثل هؤلاء الصحب الكرام ذوي الصفات



الفريدة والخلال الرفيعة؟ إنك تحتاج أن تبحث عنهم وعن أمثالهم



وتنتقيهم من سوق الحياة كما تنتقي أطايب الطعام وأشد لأن من



يدعي الصداقة والخلة كثيرون وخاصة في هذا الزمن.



قال الشاعر



وما أكثر الأصحاب حين تعدهم:: ولكنهم في النائبات قليل



ولهذا قد يكفيك من الأصحاب المقربين ثلاثة أو أربعة بل



إن لم تجد إلا واحدا بتلك المواصفات فإنه سيغنيك عن عشرات



منهم



وإن كان لك عدد آخر من ألأصحاب في مرتبة تالية من هؤلاء



فهو أفضل وأجمل


دمتم بحفظ الرحمن