فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان

شاطر
 

 فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
YoUnEs MeR

YoUnEs MeR

نوع المتصفح موزيلا

صلي على النبي

صل الله عليه وسلم


انجازاتي
لايتوفر على اوسمة بعد:  

فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان Empty
مُساهمةموضوع: فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان   فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان Empty2010-07-19, 18:15

فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وها قد مضى أيها الأحبة شهر رجب، ودخل شعبان، وفاز من فاز بالتقرب والاستعداد في رجب لرمضان، ودخل شعبان والناس عنه غافلة.
ولنا
مع هذا الشهر المبارك وقفات ننظر فيها حال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحال سلف الأمة، الذين أمرنا بالاقتداء بهم، مع ذكر بعض فضائله وأحكامه.

عن
أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر
من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال : ((ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب
ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي
وأنا صائم)) [رواه النسائي].


وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
كان رسول الله يصوم ولا يفطر حتى نقول: ما في نفس رسول الله أن يفطر
العام، ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحب
الصوم إليه في شعبان، [رواه الإمام أحمد].

ومن شدة محافظته صلى الله
عليه وسلم على الصوم في شعبان أن أزواجه رضي الله عنهن، كن يقلن أنه يصوم
شعبان كله، مع أنه صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شهر غير رمضان، فهذه
عائشة رضي الله عنها وعن أبيها تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر
صياما منه في شعبان. [رواه البخاري ومسلم].

وفي رواية عن النسائي
والترمذي قالت: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه
في شعبان، كان يصومه إلا قليلا، بل كان يصومه كله، وفي رواية لأبى داود
قالت: كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان،
ثم يصله برمضان. وهذه أم سلمة رضي الله عنها تقول: ((ما رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان)).


ولشدة
معاهدته صلى الله عليه وسلم للصيام في شعبان، قال بعض أهل العلم: إن صيام
شعبان أفضل من سائر الشهور، وإن كان قد ورد النص أن شهر الله المحرم هو
أفضل الصيام بعد رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل
الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)) [رواه مسلم].

وعند النسائي بسند
صحيح عن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: ((إن أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل، وأفضل
الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم)).

وذكر أهل العلم
حكما في تفضيل التطوع بالصيام في شعبان على غيره من الشهور: منها: أن أفضل
التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده، وذلك يلتحق بصيام رمضان، لقربه
منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها
وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما
قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالنسبة
للصلاة، فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منه،
ولذلك فإنك تجد رمضان يسبق بالصيام من شعبان والاستكثار منه ثم بعد انقضاء
رمضان يسن صيام ست من شوال، فهي كالسنن الرواتب التي قبل وبعد الصلاة
المفروضة.


ومن الحكم كذلك في الإكثار من صيام شعبان: ما تضمنه
حديث أسامة بن زيد المتقدم ذكره وفيه قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من
شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فبين له صلى الله عليه وسلم سبب ذلك فقال
له: ((ذاك شهر يغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان)) وماذا أيضا؟ قال:
((وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا
صائم)).


إن هذا الحديث تضمن معنيين مهمين: أحدهما: أنه شهر يغفل
الناس عنه بين رجب ورمضان. وثانيهما: أن الأعمال ترفع وتعرض على رب
العالمين، فأما كون شعبان تغفل الناس فيه عنه، فإن ذلك بسبب أنه بين شهرين
عظيمين، وهما الشهر الحرام رجب، وشهر الصيام رمضان، فاشتغل الناس بهما
عنه، فصار مغفولا عنه، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان
لأن رجب شهر محرم، وهذا ليس بصحيح، فإن صيام شعبان أفضل من صيام رجب
للأحاديث المتقدمة.


وفي قوله: ((يغفل الناس عنه، بين رجب
ورمضان)) إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو حتى
الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه إما مطلقا أو الخصوصية فيه، لا يتفطن لها
أكثر الناس، فيشتغلون بالمشهور عندهم عنه، ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس
بمشهور عندهم، ولما كان الناس يشتغلون بغير شعبان عن شعبان فإن النبي صلى
الله عليه وسلم كان يعمره بالطاعة وبالصيام، ويقول لأسامه لما رآه مستفهما
عن سبب الإكثار من الصيام في شعبان، ذاك شهر يغفل الناس فيه عنه بين رجب
ورمضان، ولذلك قال أهل العلم: وهذه لفتة فتنبه لها يا عبد الله قالوا: هذا
فيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله
عز وجل، ولذا كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة
ويقولون: هي ساعة غفلة، وكذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم فضل القيام في
وسط الليل لشمول الغفلة لأكثر الناس فيه عن الذكر كما قال: ((إن افضل
الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل))

ولهذا المعنى كان النبي
صلى الله عليه وسلم يريد أن يؤخر العشاء لنصف الليل، وإنما علل ترك ذلك
لخشية المشقة على الناس، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: مكثنا ذات ليلة
ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة، فخرج إلينا حين
ذهب ثلث الليل أو بعده، فلا ندري أشيء شغله في أهل، أو غير ذلك؟ فقال حين
خرج: ((انكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم ولولا أن يثقل على
أمتي لصليت بهم هذه الساعة)) [رواه مسلم].


وفي رواية: ((ما
ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم)) وفي هذا إشارة إلى فضيلة التفرد بالذكر
في وقت من الأوقات لا يوجد فيه ذاكر ولاستيلاء الغفلة على الناس ولما كان
شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القران،
ليحصل التأهب لتلقي رمضان وتتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، ولهذه
المعاني المتقدمة وغيرها كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في
هذا الشهر المبارك، ويغتنم وقت غفلة الناس وهو من؟ هو رسول الله صلى الله
عليه وسلم، هو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولذلك فإن السلف كان
يجدّون في شعبان، ويتهيأون فيه لرمضان


قال سلمة بن كهيل: كان
يقال شهر شعبان شهر القراء. وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق
حانوته وتفرغ لقراءة القران، قال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر
شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع، وقال أيضا: مثل شهر رجب
كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس
في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان، وها قد مضى رجب فما
أنت فاعل في شعبان إن كنت تريد رمضان، هذا حال نبيك وحال سلف الأمة في هذا
الشهر المبارك، فما هو موقعك من هذه الأعمال والدرجات: مضى رجب وما أحسنت
فيـه وهذا شهر شـعبان المبـارك فيـا من ضيع الأوقـات جهلا بحرمتها أفق
واحـذر بواركفسـوف تفـارق اللذات قهـرا ويخلى الموت قهرا منك داركتدارك ما
استطعت من الخطايا بتوبة مخلص واجعل مـدارك على طلب السـلامة من جحيم فخير
ذوي الجرائم من تدارك


وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: ((يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان
فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)) [رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث
صحيح]. ولنا مع هذا الحديث الذي يتعلق بالنصف من شعبان أربع وقفات مهمة:

الأولى:
أن الله يغفر فيها لكل عباده إلا المشرك فتفقد نفسك يا عبد الله، وفتش
باطنها، فلعلك أن تكون مبتلى بشيء من هذه الشركيات المنتشرة في الأمة، ولا
تظنن بنفسك خيرا بل فاتهمها في جانب الله وفي تقصيرها، ولا تقل أني بريء
من الشركيات، ولا يمكن أن أقع فيها، ويكفى أنني أعيش في بلد التوحيد، فإن
هذا غرور وجهل منك، إذا كان أبو الأنبياء وإمام الحنفاء خليل الرحمن يخشى
على نفسه الشرك، بل يخشى على نفسه وعلى بنيه عبادة الأصنام، قال الله
تعالى عن إبراهيم عليه السلام: واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام وقد بين
إبراهيم ما يوجب الخوف من ذلك فقال: رب انهن أضللن كثيراً من الناس .قال
إبراهيم التيمي: من يأمن البلاء بعد إبراهيم؟ فلا يأمن الوقوع في الشرك
إلا من هو جاهل به، وبما يخلصه منه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((أخوف
ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه؟ فقال: الرياء))


الوقفة
الثانية: خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين،
والشحناء هي: حقد المسلم على أخيه المسلم بغضا له لهوى في نفسه، لا لغرض
شرعي ومندوحة دينية، فهذه تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة،
كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((تفتح أبواب الجنة
يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت
بينه وبين أخيه شحناء فيقول: انظروا هذين حتى يصطلحا))، وقد وصف الله
المؤمنين عموما بأنهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا
بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . قال
بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذه
الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو، فأقِل يا عبد الله حتى
تُقال.


الوقفة الثالثة: إحياء بعض الناس لليلة النصف من شعبان،
وبعضهم يصليها في جماعة ويحتفلون بأشياء وربما زينوا بيوتهم، وكل هذا من
البدع المحدثة التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحبه ولا
تابعوهم، وهم الحجة لمن أراد سواء السبيل وما ثبت في هذه الليلة من فضل هو
ما قدمناه من أنك يجب عليك أن تحقق التوحيد الواجب، وتنأى بنفسك عن الشرك،
وأن تصفح وتعفوا عمن بينك وبينه عداوة وشحناء، أما إحداث البدع في هذه
الليلة فإن أهلها هم أولى الناس بالبعد عن رحمة الله، وأن ينظروا هم حتى
يتوبوا من بدعتهم.


لوقفة الرابعة: أن لا يصوم الإنسان بعد منتصف
شعبان بنية استقبال رمضان وحتى يحتاط لشهر رمضان بزعمه فإن هذا من التنطع
والغلو في الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا انتصف شعبان فلا
تصوموا حتى رمضان)) فهذا الحديث وما في معناه للمتنطعين والمتشددين الذين
يستقبلون رمضان بالصيام بنية الاحتياط لرمضان، فهذا منهي عنه، ولا يدخل في
هذا أن يصوم الإنسان ما كان معتادا له من صيام الاثنين والخميس مثلا، أو
ثلاثة أيام من كل شهر، أو القضاء، أو النذر. وما له تعلق بهذا أيضا، حرمة
صيام يوم الشك قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: من صام اليوم الذي يشك فيه
فقد عصى أبا القاسم. ويوم الشك هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أو
من شعبان و هو يوم الثلاثين، فيحرم صومه بنية الاحتياط قال: صلى الله عليه
وسلم: ((لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين إلا من كان يصوم صوما فليصمه))

فهذا
في الرجل الذي له عادة ويصومه بنية التطوع لا بنية الفرض، وأنه من رمضان
أو بنية الاحتياط، فالنية هي الفيصل هنا، ((إنما الأعمال بالنيات وإنما
لكل امرئ ما نوى)). اللهم إننا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا .

فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وها قد مضى أيها الأحبة شهر رجب، ودخل شعبان، وفاز من فاز بالتقرب والاستعداد في رجب لرمضان، ودخل شعبان والناس عنه غافلة.
ولنا
مع هذا الشهر المبارك وقفات ننظر فيها حال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحال سلف الأمة، الذين أمرنا بالاقتداء بهم، مع ذكر بعض فضائله وأحكامه.

عن
أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر
من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال : ((ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب
ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي
وأنا صائم)) [رواه النسائي].


وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
كان رسول الله يصوم ولا يفطر حتى نقول: ما في نفس رسول الله أن يفطر
العام، ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحب
الصوم إليه في شعبان، [رواه الإمام أحمد].

ومن شدة محافظته صلى الله
عليه وسلم على الصوم في شعبان أن أزواجه رضي الله عنهن، كن يقلن أنه يصوم
شعبان كله، مع أنه صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شهر غير رمضان، فهذه
عائشة رضي الله عنها وعن أبيها تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر
صياما منه في شعبان. [رواه البخاري ومسلم].

وفي رواية عن النسائي
والترمذي قالت: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه
في شعبان، كان يصومه إلا قليلا، بل كان يصومه كله، وفي رواية لأبى داود
قالت: كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان،
ثم يصله برمضان. وهذه أم سلمة رضي الله عنها تقول: ((ما رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان)).


ولشدة
معاهدته صلى الله عليه وسلم للصيام في شعبان، قال بعض أهل العلم: إن صيام
شعبان أفضل من سائر الشهور، وإن كان قد ورد النص أن شهر الله المحرم هو
أفضل الصيام بعد رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل
الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)) [رواه مسلم].

وعند النسائي بسند
صحيح عن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: ((إن أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل، وأفضل
الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم)).

وذكر أهل العلم
حكما في تفضيل التطوع بالصيام في شعبان على غيره من الشهور: منها: أن أفضل
التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده، وذلك يلتحق بصيام رمضان، لقربه
منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها
وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما
قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالنسبة
للصلاة، فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منه،
ولذلك فإنك تجد رمضان يسبق بالصيام من شعبان والاستكثار منه ثم بعد انقضاء
رمضان يسن صيام ست من شوال، فهي كالسنن الرواتب التي قبل وبعد الصلاة
المفروضة.


ومن الحكم كذلك في الإكثار من صيام شعبان: ما تضمنه
حديث أسامة بن زيد المتقدم ذكره وفيه قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من
شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فبين له صلى الله عليه وسلم سبب ذلك فقال
له: ((ذاك شهر يغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان)) وماذا أيضا؟ قال:
((وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا
صائم)).


إن هذا الحديث تضمن معنيين مهمين: أحدهما: أنه شهر يغفل
الناس عنه بين رجب ورمضان. وثانيهما: أن الأعمال ترفع وتعرض على رب
العالمين، فأما كون شعبان تغفل الناس فيه عنه، فإن ذلك بسبب أنه بين شهرين
عظيمين، وهما الشهر الحرام رجب، وشهر الصيام رمضان، فاشتغل الناس بهما
عنه، فصار مغفولا عنه، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان
لأن رجب شهر محرم، وهذا ليس بصحيح، فإن صيام شعبان أفضل من صيام رجب
للأحاديث المتقدمة.


وفي قوله: ((يغفل الناس عنه، بين رجب
ورمضان)) إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو حتى
الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه إما مطلقا أو الخصوصية فيه، لا يتفطن لها
أكثر الناس، فيشتغلون بالمشهور عندهم عنه، ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس
بمشهور عندهم، ولما كان الناس يشتغلون بغير شعبان عن شعبان فإن النبي صلى
الله عليه وسلم كان يعمره بالطاعة وبالصيام، ويقول لأسامه لما رآه مستفهما
عن سبب الإكثار من الصيام في شعبان، ذاك شهر يغفل الناس فيه عنه بين رجب
ورمضان، ولذلك قال أهل العلم: وهذه لفتة فتنبه لها يا عبد الله قالوا: هذا
فيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله
عز وجل، ولذا كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة
ويقولون: هي ساعة غفلة، وكذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم فضل القيام في
وسط الليل لشمول الغفلة لأكثر الناس فيه عن الذكر كما قال: ((إن افضل
الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل))

ولهذا المعنى كان النبي
صلى الله عليه وسلم يريد أن يؤخر العشاء لنصف الليل، وإنما علل ترك ذلك
لخشية المشقة على الناس، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: مكثنا ذات ليلة
ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة، فخرج إلينا حين
ذهب ثلث الليل أو بعده، فلا ندري أشيء شغله في أهل، أو غير ذلك؟ فقال حين
خرج: ((انكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم ولولا أن يثقل على
أمتي لصليت بهم هذه الساعة)) [رواه مسلم].


وفي رواية: ((ما
ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم)) وفي هذا إشارة إلى فضيلة التفرد بالذكر
في وقت من الأوقات لا يوجد فيه ذاكر ولاستيلاء الغفلة على الناس ولما كان
شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القران،
ليحصل التأهب لتلقي رمضان وتتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، ولهذه
المعاني المتقدمة وغيرها كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في
هذا الشهر المبارك، ويغتنم وقت غفلة الناس وهو من؟ هو رسول الله صلى الله
عليه وسلم، هو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولذلك فإن السلف كان
يجدّون في شعبان، ويتهيأون فيه لرمضان


قال سلمة بن كهيل: كان
يقال شهر شعبان شهر القراء. وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق
حانوته وتفرغ لقراءة القران، قال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر
شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع، وقال أيضا: مثل شهر رجب
كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس
في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان، وها قد مضى رجب فما
أنت فاعل في شعبان إن كنت تريد رمضان، هذا حال نبيك وحال سلف الأمة في هذا
الشهر المبارك، فما هو موقعك من هذه الأعمال والدرجات: مضى رجب وما أحسنت
فيـه وهذا شهر شـعبان المبـارك فيـا من ضيع الأوقـات جهلا بحرمتها أفق
واحـذر بواركفسـوف تفـارق اللذات قهـرا ويخلى الموت قهرا منك داركتدارك ما
استطعت من الخطايا بتوبة مخلص واجعل مـدارك على طلب السـلامة من جحيم فخير
ذوي الجرائم من تدارك


وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: ((يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان
فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)) [رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث
صحيح]. ولنا مع هذا الحديث الذي يتعلق بالنصف من شعبان أربع وقفات مهمة:

الأولى:
أن الله يغفر فيها لكل عباده إلا المشرك فتفقد نفسك يا عبد الله، وفتش
باطنها، فلعلك أن تكون مبتلى بشيء من هذه الشركيات المنتشرة في الأمة، ولا
تظنن بنفسك خيرا بل فاتهمها في جانب الله وفي تقصيرها، ولا تقل أني بريء
من الشركيات، ولا يمكن أن أقع فيها، ويكفى أنني أعيش في بلد التوحيد، فإن
هذا غرور وجهل منك، إذا كان أبو الأنبياء وإمام الحنفاء خليل الرحمن يخشى
على نفسه الشرك، بل يخشى على نفسه وعلى بنيه عبادة الأصنام، قال الله
تعالى عن إبراهيم عليه السلام: واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام وقد بين
إبراهيم ما يوجب الخوف من ذلك فقال: رب انهن أضللن كثيراً من الناس .قال
إبراهيم التيمي: من يأمن البلاء بعد إبراهيم؟ فلا يأمن الوقوع في الشرك
إلا من هو جاهل به، وبما يخلصه منه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((أخوف
ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه؟ فقال: الرياء))


الوقفة
الثانية: خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين،
والشحناء هي: حقد المسلم على أخيه المسلم بغضا له لهوى في نفسه، لا لغرض
شرعي ومندوحة دينية، فهذه تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة،
كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((تفتح أبواب الجنة
يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت
بينه وبين أخيه شحناء فيقول: انظروا هذين حتى يصطلحا))، وقد وصف الله
المؤمنين عموما بأنهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا
بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . قال
بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذه
الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو، فأقِل يا عبد الله حتى
تُقال.


الوقفة الثالثة: إحياء بعض الناس لليلة النصف من شعبان،
وبعضهم يصليها في جماعة ويحتفلون بأشياء وربما زينوا بيوتهم، وكل هذا من
البدع المحدثة التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحبه ولا
تابعوهم، وهم الحجة لمن أراد سواء السبيل وما ثبت في هذه الليلة من فضل هو
ما قدمناه من أنك يجب عليك أن تحقق التوحيد الواجب، وتنأى بنفسك عن الشرك،
وأن تصفح وتعفوا عمن بينك وبينه عداوة وشحناء، أما إحداث البدع في هذه
الليلة فإن أهلها هم أولى الناس بالبعد عن رحمة الله، وأن ينظروا هم حتى
يتوبوا من بدعتهم.


لوقفة الرابعة: أن لا يصوم الإنسان بعد منتصف
شعبان بنية استقبال رمضان وحتى يحتاط لشهر رمضان بزعمه فإن هذا من التنطع
والغلو في الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا انتصف شعبان فلا
تصوموا حتى رمضان)) فهذا الحديث وما في معناه للمتنطعين والمتشددين الذين
يستقبلون رمضان بالصيام بنية الاحتياط لرمضان، فهذا منهي عنه، ولا يدخل في
هذا أن يصوم الإنسان ما كان معتادا له من صيام الاثنين والخميس مثلا، أو
ثلاثة أيام من كل شهر، أو القضاء، أو النذر. وما له تعلق بهذا أيضا، حرمة
صيام يوم الشك قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: من صام اليوم الذي يشك فيه
فقد عصى أبا القاسم. ويوم الشك هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أو
من شعبان و هو يوم الثلاثين، فيحرم صومه بنية الاحتياط قال: صلى الله عليه
وسلم: ((لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين إلا من كان يصوم صوما فليصمه))

فهذا
في الرجل الذي له عادة ويصومه بنية التطوع لا بنية الفرض، وأنه من رمضان
أو بنية الاحتياط، فالنية هي الفيصل هنا، ((إنما الأعمال بالنيات وإنما
لكل امرئ ما نوى)). اللهم إننا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
توفيق بشار

توفيق بشار

نوع المتصفح موزيلا

صلي على النبي

صل الله عليه وسلم


انجازاتي
لايتوفر على اوسمة بعد:

الوسام الأول


فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان   فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان Empty2010-07-19, 19:10

هذا اختصار لرسالة لفضيلة العلامة السيد محمود سعيد ممدوح حفظه الله عن فضل ليلة النصف من شعبان
بسم الله الرحمن الرحيم

مختصر بحث ( استحباب إحياء ليلة النصف من شعبان وبدعية إنكارها )

بقلم الشيخ العلامة محمود سعيد ممدوح

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
وبعد :
فإن شهر شعبان من الشهور المعظمة في الشرع وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلحظه بالعبادة فتستحب زيادة العبادة فيه كما ثبت في الحديث الصحيح , وإذا كانت العبادة تتأكد في شهر شعبان فإنها آكد وأشد استحبابا في ليلة النصف من شعبان لورود الأحاديث الثابتة والمفيدة لأفضلية هذه الليلة المباركة . فقد ثبت فضل ليلة النصف من شعبان في أحاديث مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق متعددة , عن عبد الله بن عمرو , ومعاذ , وأبي هريرة , وأبي ثعلبة , وعوف بن مالك , وأبي بكر , وأبي موسى , وعائشة رضي الله تعالى عنهم أجمعين .

1- فالحديث الأول رواه عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
/ 176 ) بإسناد لين . ( الترغيب والترهيب 3 / 284 , مجمع الزوائد 8 / 65 ) .

2- والحديث الثاني رواه معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يطلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ) . أخرجه ابن حبان في صحيحه ( 12 / 481 ) والطبراني في الكبير ( 20 / 109 ) , وفي الأوسط ( المجمع 8 / 65 ) , وأبو نعيم في الحلية ( 5 / 195 ) وغيرهم , جميعهم عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ به مرفوعاً . قال الحافظ الهيثمي في المجمع ( 8 /65 ) : رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات . انتهى . ومالك بن يخامر ثقة مخضرم وقد أدركه مكحول فلا انقطاع في إسناده كما قيل , والحاصل أن ابن حبان أصاب في تصحيحه لهذا الحديث . ومن الطريقين السابقين فقط تعلم تقصير من حكم على هذا الحديث بالضعف .

3- والحديث الثالث رواه أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله لعباده , إلا لمشرك أو مشاحن ) . أخرجه البزار في مسنده ( كشف الأستار 2 / 436 .( وقال الهيثمي في المجمع ( 8 / 65 ) , رواه البزار وفيه هشام بن عبد الرحمن , ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات على أن هشاماً ذكره البخاري في التاريخ الكبير 8 / 199 وسكت عنه .
4- والحديث الرابع رواه أبو ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا كان ليلة النصف من شعبان يطلع الله عز وجل إلى خلقه فيغفر للمؤمنين , ويترك أهل الضغائن وأهل الحقد بحقدهم ). أخرجه الطبراني ( المجمع 8 / 65 ) وابن أبي عاصم في السنة (1/223) ، وقال الهيثمي ( 8 / 65 ) : وفيه الأحوص بن حكيم وهو ضعيف . انتهى . والأحوص بن حكيم القول فيه قول الدارقطني : يعتبر به إذا حدث عن ثقة . انتهى ( التهذيب 1 / 168 ) , فمثله يحتج به في باب المتابعات والشواهد .

5- والحديث الخامس رواه عوف بن مالك بنحو حديث أبي هريرة ومعاذ أخرجه البزار في مسنده ( كشف الأستار 2 / 436 ) وإسناده لين .

6- والحديث السادس رواه أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ينزل الله تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا , فيغفر لكل نفس إلا إنساناً في قلبه شحناء أو مشركاً بالله عز وجل ) . أخرجه ابن خزيمة في التوحيد ( رقم 90 ) , وابن أبي عاصم ( رقم 509 ) وغيرهما . وقال البزار ( 2 / 435 ) : وقد روى هذا الحديث أهل العلم واحتملوه . انتهى .

7- والحديث السابع رواه أبو موسى بنحو حديث أبي هريرة ومعاذ وعوف , أخرجه ابن ماجه ( 1 /446) ، واللالكائي ( رقم 763 ) وإسناده ضعيف .

8- والحديث الثامن روته عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفرلأكثر من عدد شعر غنم كلب ) . وإسناده ضعيف . أخرجه أحمد ( 6/238) ، والترمذي ( 3 / 107) , وابن ماجه ( 1 / 445 ) , وله طريق آخر إسناده ضعيف عن عائشة , أخرجه البيهقي في الشعب ( 3835 ) , وفيه التصريح بقيام النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة وجاء فيه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هذه ليلة النصف من شعبان إن الله عز وجل يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين , ويؤخر أهل الحقد كما هم ) .

وحاصل ما تقدم من الروايات المذكورة ثبوت فضل ليلة النصف من شعبان خاصة وأن إحداها وهي رواية معاذ قد صححها ابن حبان بمفردها . وتقدم قول البزار : ( روى هذا الحديث أهل العلم واحتملوه ) . فالحديث ثابت ثبوت الجبال الرواسي حتى إن الألباني قد صححه في ( السلسلة الصحيحة ) ( 1144 ) وفي التعليق على السنة لابن أبي عاصم ( 509 , 510 , 511 , 512 ) .

أما من حكم على الحديث بالضعف فهو إنما أنه لا يعرف الحديث فليس له إلا أن يقلد العارف به , أو هو متسرع . وإما مكابر ولا يجدي الكلام معه . وإذا علم فضل تلك الليلة المباركة فيستحب فعل أي طاعة فيها تندرج تحت أصل عام من صلاة أو صدقة , ونحو ذلك . ولو سلم ضعف الحديث وطلب المعترض الدليل الخاص على قيام تلك الليلة فنقول في رد هذا الكلام :

أولا :- إن عدم الاكتفاء في المسألة بالدليل العام , وطلب الدليل الخاص في كل مسألة بعينها يلزم منه تعطيل العموم في الشريعة مما يؤدي إلى تضييق دائرة الشريعة المطهرة , ويلزم منه أيضا النيل من الشريعة فإن طلب الدليل الخاص في كل مسألة بدعة في الدين .
ثانيا :- أما الاستدلال بمثل قوله تعالى : ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) (الشورى :21 ). فهو استدلال في غير محله وفيه تهويل لا معنى له لأمرين :
1- إن المثبت لفضيلة تلك الليلة المباركة مستدل بدليل شرعي وهو السنة المباركة , وغايته أنه ضعيف في نظر المعارض , فلا يلزم من ذلك تبديعه أو تشديد النكير عليه .
2- إن فضل تلك الليلة ثابت في الأحاديث كما تقدم فينبغي أن يراجع أمثال هؤلاء أنفسهم , ويكفوا عن إيراد مثل هذه الآيات الخارجة عن محل النزاع . أما محل النزاع فهو سنية قيام ليلتها , ونحن إذا نظرنا فيما رواه مسلم في كتاب الجنائز , باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها ( رقم 974 ) عن عائشة أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة إلى البقيع . وهو الفعل نفسه الذي روي من طريق أخرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله ليلة النصف من شعبان، فيحمل قيام النبي صلى الله عليه وسلم وخروجه إلى البقيع في رواية مسلم على أنه كان في ليلة النصف , وإذا قيل إن هذا احتمال ! قلنا : هذا الاحتمال أولى لاتحاد صفة العمل أما حمله على أنها غير تلك الليلة فحمل لا يسعفه دليل . فالاحتمال الأول أولى لأنه ينضم إليه الروايات الأخرى ولا ينضم للاحتمال الثاني شيء , لا ضعيف ولا غير ضعيف . كما ينضم إلى هذا الاحتمال فعل السلف رضي الله عنهم واقتداء الخلف بهم إلى يومنا هذا فإن الإنكار ممنوع البتة وهو بدعة .
وقد سئل ابن تيمية رحمه الله تعالى عن صلاة ليلة النصف من شعبان فأجاب : (إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف فهو حسن ) , وقال في موضع آخر : ( وأما ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا ) . انتهى . ( مجموع فتاوى ابن تيمية ج 3 / ص131-132) .

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في ( لطائف المعارف ) (ص 263 ) : وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة , وكان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما من تابعي الشام يقومون في المسجد ليلة النصف , ووافقهم الإمام إسحاق ابن راهويه على ذلك , وقال في قيامها في المساجد جماعة : ليس ذلك ببدعة . انتهى باختصار وتصرف .

والحاصل أن فضل هذه الليلة المباركة قد ثبت بالأحاديث الصحيحة واستحب قيامها كثير من السلف , فالقول ببدعيتها قول منكر , لم يعتمد في مذهب معتبر ولا غير معتبر . ولا يلزم من كون الحديث – الآمر بقيام ليلها وصيام نهارها – ضعيفا أن يكون العمل به بدعة بل استحباب القيام والصيام جاء من أدلة أخرى كما بينا . كما أن الإنكار في الوقت نفسه فيه رد لفعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فليحذر هؤلاء المنكرون من الوقوع في قوله تعالى : (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة , أو يصيبهم عذاب أليم )) ( النور : 63).

والحمد لله في البدء والختام والصلاة والسلام على خير الأنام وعلى آله وأصحابه مصابيح الظلام .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
omayma

omayma

نوع المتصفح موزيلا

صلي على النبي

صل الله عليه وسلم


انجازاتي
لايتوفر على اوسمة بعد:

الوسام الأول


فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان   فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان Empty2010-07-19, 22:38

شكرااااا لكما موضوع مميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدكتور

الدكتور

صلي على النبي

صل الله عليه وسلم


انجازاتي
لايتوفر على اوسمة بعد:  

فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان   فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان Empty2010-07-20, 00:52

جزاك الله عن هذه التذكرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يونس حديبي

يونس حديبي

نوع المتصفح موزيلا

صلي على النبي

صل الله عليه وسلم


انجازاتي
لايتوفر على اوسمة بعد:

الوسام الأول


فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان   فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان Empty2010-07-20, 02:35

حمادة أظنك حقا أخ ونعم الأخ
فلقد نقلت وأصبت يا ليت منك ألف في المنتدى
هذه الرسالة التي نقلتها من أروع الرسائل التي كنت أقرؤها في صغري وهي من هي عن العالم العلامة المحدث محمود سعيد ممدوح فلك الشكر على ما أبديت ونقلت ولك الأجر على ما اوضحت وبينت
ومع مثلك يكون الحسن والفهم والإرتقاء البناء في معارف العلم
وليلة النصف من شعبان هي كما بينها الشيخ محمود سعيد ممدوح يجوز إحياء النصف منها بادلة قد ذكرتها ونقلتها عن الشيخ محمود ممدوح
ولنا وقفة أخرى في هذه اليلة نسأل الله التقبل آمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/profile.php?id=100001471226946
 
فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ما صح وما لم يصح في شعبان
» تعرفو على شهر شعبان
» تحميل كتاب :ألف ليلة و ليلة
»  مسائل تخص شهر شعبان
» شهر شعبان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة سيدي عامر :: المنتديات العامه :: المنتدى العام :: إسلام أون لاين :: ارشيف المنتديات الاسلاميه-
انتقل الى: