حديث عمار بن يسار رضي الله عنه قال : وهو صلى الله عليه وسلم وإن كان قد
مات إلا أنه حي حياة برزخية كاملة يسمع
الكلام ويرد السلام وتبلغه صلاة من يصلي عليه وتعرض عليه أعمال الأمة فيفرح بعمل
المحسنين ويستغفر للمسيئين وأن الله حرم على الأرض أن تأكل جسده فهو محفوظ من
الآفات والعوارض الأرضية .
وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال :
((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أفضل أيامكم يوم الجمعة : فيه خلق آدم
وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة ، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه ، فإن صلاتكم
معروضة عليَّ)) . قالوا : يا رسول الله ! وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت يعني
بليت ؟ فقال : ((إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)) ..
رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه.
وفي ذلك رسالة خاصة للحافظ جلال الدين السيوطي أسماها
((إنباء الأذكياء بحياة الأنبياء)) .
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( حياتي خير لكم
تحدثون ويحدث لكم ، فإذا أنا مت كانت وفاتي خيراً لكم تعرض عليَّ أعمالكم فإن رأيت
خيراً حمدت الله وإن رأيت شراً استغفرت لكم)) .
قال الهيثمي : رواه
البزار ورجاله رجال الصحيح .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال :
((ما من أحد يسلم
عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي حتى أرد عليه السلام)) .
رواه أحمد وأبو داود .
قال بعض العلماء : رد عليَّ روحي أي نطقي ،
((قال رسول الله r : إن الله وكّل بقبري ملكاً أعطاه
الله أسماء الخلائق ، فلا يصلي عليَّ أحد إلى يوم
القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه ، هذا فلان بن فلان قد صلى عليك)) .
رواه البزار وأبو
الشيخ ابن حبان ولفظه : قال رسول الله r :
((إن لله تبارك وتعالى
ملكاً أعطاه أسماء الخلائق فهو قائم على قبري إذا مت ، فليس أحد يصلي عليَّ إلا
قال : يا محمد ! صلى عليك فلان بن فلان ، قال : فيصلي الرب تبارك وتعالى على ذلك
الرجل بكل واحدة عشراً)) ..
رواه الطبراني في
الكبير بنحوه ([2]) .
وهو صلى الله عليه
وسلم وإن كان قد مات إلا أن فضله ومقامه وجاهه عند ربه باق لا شك في ذلك ولا ريب
عند أهل الإيمان ، ولذلك فإن التوسل به إلى الله سبحانه وتعالى إنما يرجع في
الحقيقة إلى اعتقاد وجود تلك المعاني واعتقاد محبته وكرامته عند ربه وإلى الإيمان
به وبرسالته ، وليس هو عبادة له ، بل إنه مهما عظمت درجته وعلت رتبته فهو مخلوق لا
يضر ولا ينفع من دون الله إلا بإذنه .
قال تعالى : } قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى
إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ { .