وصلتك رسالة من محبوبك.. يالسعادتك! فالدنيا لا تسع فرحتك بها، وشوقك لقراءتها..تفتحها سريعاً، تقرأها بلهفة، تكرر
القراءة، وتستمتع بكل تكرار، بل ربما أنك حفظتها لكثرة ما رددتها! فأصبحت
تستذكرها في ذهنك في كل وقت، مستشعراً معانيها وجمال ما ورد فيها..إن أشكل عليك فهم كلمة منها، فلن تتركها
تمر دونما بحث وفهم عميق لها.. وإن احتملت عبارة فيها أكثر من معنى، فستفكر
في ذلك كثيراً، ولن يهدأ لك بال حتى تصل للمعنى المقصود..أما إن احتوت على طلب من المحبوب، فإنه
سيكون فوراً قيد التنفيذ، فلا أحب إليك من تلبية طلبه طمعاً في مزيد محبة
منه ورضى.. وإذا ما فعلت ذلك، فأنت ستكون حقاً محباً صادقاً في حبه، يستحق
محبة محبوبه..فحسن تعاملك مع رسائل المحبوب هو دليل صدق محبتك..[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
ذكر ابن القيم رحمه الله أن السبب الأول لنيل محبة الله عز وجل هو: [ قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه، وما أُريدَ به ]وانظروا لشوق الصحابة رضوان الله عليهم، كيف وصفه الحسن بن علي رضي الله عنهما، عندما قال: [ إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار ]..وحب كلام الله تعالى هو أكبر دليل على صدق محبته عز وجل، يقول ابن مسعود رضي الله عنه: [ من أحب القرآن، فهو يحب الله ورسوله ]
، ولعلكم تتذكرون قصة ذلك الرجل الذي كان يردد سورة الإخلاص في صلواته
كلها، فأرسل له النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن سبب ذلك؟ فقال له الرجل: [ لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها ] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [ أخبروه أن الله يحبه ]..سورة واحدة فقط، صدق في فهمه وحبه لها، فنال محبة الله عز وجل.. كم هو كريم ربنا وعظيم!إن صدق المحبة لكلام الله سبحانه وتعالى تتبين إذا ما تُرجمت هذه المحبة لما يدل عليها، من دوام القراءة، والحفظ، والفهم، والعمل..[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
إخوتي
وأخواتي.. وصولكم لهذا السطر هو أحد أدلة جدية رغبتكم في نيل محبة الله عز
وجل، والله اللطيف الكريم أسأل أن يجعلني وإياكم ممن نالها وسَعِد
بآثارها..
إذن هيا..
هلموا لنتعاون سوياً الآن في جمع أكبر قدر من الأفكار العملية التي تساعدنا
في التعبير عن محبتنا لكلام الله تعالى [ القرآن الكريم ] ، فنحن لن نمر
على الأسباب الموجبة لمحبة الله تعالى مرور الكرام!
بل مرور أصحاب الأفعال، الجادين في رغبتهم بتغيير واقع الحال..
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]