بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وملاذنا رسول الله الحبيب الاعظم والنور الانور الذى به استارت عوالم الله
قال الله تبارك و تعالى ( يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ) فاهل الايمان بالله تعالى هم اشد الخلق حبا للرحمن وقد ارشد رسول الله صلى الله عليه وآله الصحابى كيف يعبر عن هذه المحبه بقول ان يخبر اخيه ( انى احبك فى الله ) وقد تجري هذه الكلمه على كثير من الالسن بدون ادراك لما تعنيه على وجه دقيق من البيان والتحقيق فان الناظر لهذه الكلمه بعين الاستبصار يجد فيها ما لذ وطاب من النور والانوار بل ان فى هذه الكلمه من المعنى ما به قام رسول الله صلوات الله تعالى عليه وعلى آله تعرض عليه الدنيا فابى الا ان يكبها على وجهها فى سبيل المحبه وفى سبيل المحبه جاهد الاصحاب وجاهد الاتباع حتى اثبتوا صدقهم ومن معانى هذه الكلمه( احبك فى الله ) اني احبك لا لانك هذا الانسان القائم امامي الذي أصله طين و لكن احب هذا الانسان الذي ظهر فيه جمال رب العالمين وذلك ان الكون كله زينة الله وصبغة الله فالناظر الى الكون بهذه العين يحب كل شىء بالله ولله , فاذا ظهر جمال اسمه تعالى الحى فى الماء و جمال اسمه الرافع على صفحة السماء وظهر جمال اسم الباسط على الارض فكل ما فى الاكوان هو مرءاة لظهور اسماء الرحمن سبحانه وتعالى و كان المؤمن هو من له النصيب الاكمل لظهور كل اسماء الله وجمالاته, قال عليه الصلاة والسلام (ان لله تعالى تسع وتسعون صفة من تحلى بواحدة منها دخل الجنه فقال ابو بكر افى واحدة منها يا رسول الله ؟ فقال عليه الصلاة والسلام بل فيك كلها يا ابى بكر.)ومن هنا يتبين ( المؤمنون حقا ) تجد لهم النصيب الاوفر اذ هم المرءاة الكبرى لتجلى جمال الحق جل وعلا فالاخ يقول لاخيه احبك فى الله اى احب هذا الظهور الربانى لاسماء ربى فيك احب جمال الله فيك فانا فى الحقيقه حبى لله ودليل صدق حبى لله ان احب اسماءه وجماله واخلاقه فى عباده المؤمنين , و ما دام ربي اخبر عنه نبيي صلوات ربي عليه وآله ( ان الله جميل يحب الجمال ) فان ربي يحب الجمال وما هذا الجمال الذي يحبه لسواه انما يحب جماله هو جل وعلا الذي أظهره في كون منظور و لذلك اهل المعرفه ينظرون الله في كل شىء ومع كل شىء وقبل كل شىء وبعد كل شىء لانهم نظروا لتجلي الحق في كل شىء وما طرد أبليس الا لانه ادعى المحبة فلما رفعه الله تعالى فوق مقامات المقربين قال أسجد لما خلقت من طين فقال لا احبك انت لا غيرك فلا اسجد الا لك فطرده فلسان الحال يقول لو احببت ربك لاحببت حبيبه ولو احببت ربك لنظرت الى جماله في آدم الذي زبنه الله بانواره وصبغه بصبغة أسماءه فانك ما أبيت الا السجود لربك على وجه الحقيقه فكنت من المطرودين .
اللهم أحبنا وعلمنا حبك الطريق الى حبك وقربك واجعلنا لك من المحبين الناظرين لجمالك في الحلائق أجمعين والحمد لله رب العالمين