هذه هديتي إليك أخــي مينو
لِلّه قلبِيَ ماذا قد أُتِيحَ له حر*** الصبابة والأوجاع والوصب
ضاقت علي بلاد الله ما رحبت*** ياللرجال فهل في الأرض مضطرب
البين يؤلمني والشوق يجرحني*** والدار نازحة والشمل منشعب
كيف السَّبيلُ إلى ليلى وقد ***حُجِبَتْ عَهْدي بها زَمَناً ما دُونَهَا حُجُبُ
وقال
هوى صاحبي ريح الشمال إذا ***جرت وأهوى لنفسي أن تهب جنوب
فويلي على العذال ما يتركونني ***بِغمِّي، أما في العَاذِلِين لبِيبُ
يقولون لو عزيت قلبك لا رعوى*** فَقلْتُ وَهَلْ لِلعَاشقِينَ قُلُوبُ
دعاني الهوى والشوق لمل ترنمت*** هَتُوفُ الضُّحَى بَيْنَ الْغُصُونِ طرُوبُ
تذكرني ليلى على بعد دارها ***وليلى قتول للرجال خلوب
وقد رابني أن الصبا لا تجيبني ***وقد كان يدعوني الصبا فأجيب
---
خليلي مِن عليا هلال بن عامرٍ***بصنعاء عوجاء اليوم وانتظراني
ولا تزهدا في الذخر عندي وأجْمِلا***فإنكما بـي اليـوم مُبتليـانِ
ألِمّا على عفراء إنكما غداً***بوشـك النـوى والبيـن معترفـانِ
أحبُّ ابنة العذري حُباًّ وإنْ نأَتْ***ودانيت فيها غير مـا مُتدانـي
إذا قلتُ: لا، قالا: بلى، ثم أصبحا***جميعاً على الرأي الذي يريان
تحملت من عفراء ما ليس لي به***ولا للجبال الراسيـات يـدان
فيا ربِّ أنت الْمُستعان على الذي***تحمَّلت مِن عفراء مُنذ زمـانِ
كأن قطاة علقـت بجناحِها***علـى كبـدي مـن شـدَّة الخفقـانِ
---
فما هـي إلا أن أراهـا فُجاءةً***فأبْهـت حتّـى مـا أكـاد أُجيـبُ
وأصدفُ عن رأيي الذي كنت أرتئي***وأنسى الذي أزمعتُ حين تغيبُ
ويُظهر قلبي عذرَها ويُعينها***عَلَيَّ فمـا لـي فـي الفـؤاد نَصِيـبُ
وقد علِمت نفسي مكان شفائها***قريباً، وهـل مـا لا يُنـالُ قريـبُ?
---
وما بي من خبل ولا بي جنة***ولكن عمي يا أُخيّ كَـذوبُ
أقول لعراف اليمامة: داوني***فإنـك إن داويتنـي لطبيـبُ
وإني لتغشاني لذكراكِ رعشةٌ***لها بين جلدي والعظام دبيبُ
---
أرقتُ وعادني همٌ جديد*** فجسمي للهوى نضـوٌ بليـدُ
أراعي الفرقدين مع الثريا*** كذاكَ الحبّ أهونه شديـدُ
علقتُ مليحة الخدين وردا***تشبه حسنَ مطلعها السعودُ
أهيم بذكرها وأظلُّ صبا***وعيني بالدموعِ لهـا تجـودُ
ألا ليتَ لحدكِ كان لحدي ***إذا ضمت جنائزنا اللحود!!
---
أَرَى بَيْتَ لُبْنَى أصْبَحَ اليَوْمَ يُهْجَرُ***وهجرانُ لُبْنَى - يا لكَ الخيرُ- مُنكرُ
أتبكِي عَلَى لُبْنَى وأنتَ تركتَها ***؟وكُنْـتَ عليهَـا بالمـلاَ أنـتَ أقـدرُ
فـإنْ تَكُـنِ الدُّنْيَـا بِلُبْنَـى تَقَلَّبَتْ***علـيّ فلِلدُّنْيَـا بُطُـونٌ وأظْـهُـرُ
لَقَدْ كَـان فيهـا للأَمَانَـة ِ مَوْضِعٌ***وللكـفّ مرتـادٌ وللعيـنِ منظـرُ
وَلِلْحَائِمِ العَطْشـانِ رِيٌّ بِرِيقِها***وللمـرِح المختـالِ خمـرٌ ومُسْكـرُ
كأَنِّيَ في أُرْجُوحَة ٍ بَيْنَ أحْبُلٍ***إذا ذُكْرَة ٌ مِنْهَا عَلَـى القَلْـبِ تَخْطُـرُ
---
الا ليت لبنى في خلاء تزورني*** فاشكوا اليها لوعتي ثم ترجعُ
صحا كل ذي لبٍّ وكل متيمٍ*** وقلبي بلبنى ماحييـت مـروعُ
فيا من لقلبٍ مايفيق من الهوى*** ويا من لعينٍ بالصبابة تدمـعُ