السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لا
شك أن أعظم الأعمال بعد الإيمان بالله هو الصلاة، فمن ضيعها فهو أشد
تضييعاً لما سواها من الأعمال، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال: {خمس صلواتٍ كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة، فمن حافظ عليهن
كن له عهداً عند الله أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عند
الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له}.
فهذه هي الطريق التي
تستطعين أن تُحافظي على الصلوات بها، وهي أن تعلمي أن الصلاة هي سبب فلاحك
ونجاحك في الدنيا والآخرة، فإذا حافظتِ عليها كان لك عند الله العهد
العظيم بالنجاة في الدنيا والآخرة، وتأملي قول الله تعالى: {والذين هم على
صلواتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها
خالدون} وقال تعالى: {والذين على صلواتهم يحافظون * أولئك في جنات
مكرمون}.
وأيضاً، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة) فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن عمود
الدين هو الصلاة، فمن أقامها أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم دينه، كما هو
ظاهر وبيّن لك.
ومن الأسباب التي تُعين جداً على المحافظة على
الصلاة، معرفة العقوبة الشرعية في الآخرة وفي القبر عند الموت لمن فرّط في
المحافظة على الصلاة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد الذي
ينام عن الصلاة ويفرّط في بعض صلواته بسبب النوم عمداً، أن عقوبته في
القبر أن الله يسلّط عليه ملكاً يضربه بحجر على رأسه حتى يهشم رأسه، وأنه
يكرر ذلك ويفعل ذلك به عقوبة وجزاء في ظلمة قبره.
وأما في الآخرة
فإن أول ما يُسأل عنه في يوم القيامة هو الصلاة، فمن صلحت صلاته، صلح
عمله، ومن فسدت صلاته فسد سائر عمله، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه
وسلم، وقد قال تعالى:{ولعذاب الآخرة أخزى}.
ومن الأسباب التي
تُعين على المحافظة على الصلاة المبادرة إلى فعلها في أول وقتها، بحيث أنك
بمجرد سماع الأذان تبادرين إلى الوضوء والصلاة حتى تقطعي حبائل الشيطان،
بحيث لا يشغلك عن أدائها في وقتها.
وأما صلاة الصبح، فهي من أوكد
الصلوات؛ لأن الإنسان يكون قبلها في نومٍ وليل، فينبغي أن تتهيئي لصلاة
الفجر بعدم السهر الطويل، وبمحاولة أن تنامي وقد هيأت المنبه لتقومي إلى
الصلاة في وقتها.
ومما ينبغي لك أن تهتمي به، أن يكون لك رفيقات
صالحات محافظات على صلاتهن، فإن هذا يُعينك كثيراً على المحافظة على
صلاتك، والابتعاد عن الرفيقات اللاتي لا يُصلين، أو يشتغلن بأمور منكرة لا
ترضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وأيضاًَ، عليك بالدعاء،
فقد كان من دعاء إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام: {رب اجعلني مقيم
الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء} فينبغي أن تحرصي على طلب المعونة من
الله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عقب الصلاة: (اللهم أعني على
ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) .
واعلمي أيضاً، أن الصلاة راحةٌ
وطمأنينة وهدوء نفس وانشراح في الصدر، وتأملي كيف تجدين راحة وأنساً بالله
بعد القيام بالصلاة، وهي أيضاً سبب للفلاح في أمور الدنيا والتوفيق في
الحياة، وفي الزواج، وفي الذرية الصالحة.
فإن الصلاة تجمع خير
الدنيا وخير الآخرة، وصدق الله العظيم حيث يقول: {قد أفلح المؤمنون* الذين
هم في صلاتهم خاشعون} اللهم اجعلنا منهم يا أرحم الراحمين.
والله ولي الهداية والتوفيق. .