بين مقابلتي مالاوي ومالي
ثوب الضحية يخدم ''الخضر''
كسب المنتخب الوطني، أمس، رهانا صعبا حين انتزع النقاط الثلاث من نجوم منتخب مالي، بفضل الهدف الوحيد للمدافع رفيق حلّيش.
على خلاف ما كان متوقّعا، لم ''يسقط'' المنتخب الوطني أمام رفقاء كانوتي،
ولم يحدث له ما حدث لمنتخب البلد المضيف أنغولا، الذي تلقى أربعة أهداف
كاملة أمام منافس ''الخضر'' في أقل من ربع ساعة. بل أظهر رفقاء رفيق صايفي
استماتة كبيرة خلال كل مجريات المباراة.
الهزيمة أمام مالاوي المفاجئة والفوز غير المتوقّع أمام مالي، يؤكّد مرّة
أخرى، ما تناولته ''الخبر'' في أعدادها السابقة، حين أقرّت، بالأرقام
وتاريخ مواجهات المنتخب الوطني، بأن ''الخضر'' يكونون عادة أفضل في ثوب
الفريق الضعيف أو ثوب ''الضحية'' على أن يتم تصنيفهم في خانة المرشّح
الأول لتحقيق الانتصارات.
وبدا واضحا، خلال المباراة البطولية لمنتخب الوطني أمس، بأن الروح
القتالية، والإصرار على رفع التحديات وكسب الرهانات، هي نقطة قوة تشكيلة
المدرّب رابح سعدان. ولم يخطئ المدرّب الوطني حين قال قبل موعد أنغولا،
بأنه يملك فريقا ضعيفا، لكنه ترك الانطباع بأن هناك عوامل أخرى قد تصنع
الفارق لصالح النخبة الوطنية، وكان يقصد من دون شك الروح القتالية، التي
رشّحت الجزائر، على حساب منتخب مصر، بطل إفريقيا مرتين على التوالي، لبلوغ
نهائيات كأس العالم.
ويمكن القول أيضا بأن الهزيمة القاسية أمام منتخب مالاوي، التي أثّرت على
نفوسنا جميعا وصدمتنا نظرا للآمال الكبيرة التي كنّا نعلّقها على هذا
المنتخب قصد تأكيد أحقيته بتمثيل العرب في موعد جنوب إفريقيا هذه الصائفة،
لها أسبابها وعواملها، منها عامل الحرارة الشديدة والرّطوبة العالية،
بدليل أن النخبة الوطنية ظهرت أفضل من جميع النواحي بعد أيام من تأقلمها
مع المناخ بأنغولا في مباراة جرت في توقيت أفضل، أمام منافس مالي، أقوى
بكثير من منتخب مالاوي.
ورغم اقتناعنا بأن ما ينتظر المنتخب الوطني هو أصعب رهان على الإطلاق خلال
الدورة الحالية لنهائيات كأس أمم إفريقيا، كون المباراة الثالثة والأخيرة
للمجموعة الأولى ستجمع منتخبنا الوطني أمام منتخب البلد المنظّم أنغولا،
إلاّ أنّنا على يقين بأن تشكيلة المدرّب رابح سعدان ستظهر نفس الروح
القتالية بغرض انتزاع النقاط الثلاث وإسعاد الجماهير الجزائرية، التي
ستقدّر ذلك وستثمّن الأداء البطولي لرفاق كريم زياني، حتى ولو يفشل
المنتخب في بلوغ الدور الثاني، وهو ما لا نتمنّاه بطبيعة الحال.