''الخبر'' تنشر تفاصيل حادثة خالد لموشية
قضية انتقاله إلى مونبوليي وعدم توظيفه ضد مالاوي ومرض شقيقته هي السبب
حتى وإن أعلنت الاتحادية
الجزائرية لكرة القدم في بيانها الرسمي أن لاعب الوسط لوفاق سطيف، خالد
لموشية، غادر التربّص بطلب منه لأسباب عائلية، فإن قضية هذا اللاعب وما
عاشه منذ وصوله رفقة الخضر إلى لواندا تحمل في طياتها الكثير من المعطيات
والأحداث، امتزجت فيما بينها
ودفعت اللاعب للتّصرف بأسلوب غريب كلفه مغادرة الدورة السابعة والعشرين من كأس أمم إفريقيا دون أن يشارك فيها ولو لدقيقة واحدة.
أكدت مصادر متطابقة من داخل التشكيلة الوطنية أن لاعب الوسط المغترب
لنادي وفاق سطيف، ومنذ وصوله إلى فندق ''لوكونتينوننتال'' يعيش تحت ضغط
رهيب وفي أجواء صعبة إلى درجة أنه لا يكلم زملاءه إلا نادرا . وظل منغلقا
على نفسه. وتشير نفس المصادر إلى أن اللاعب كان يعيش تحت وقع مرض شقيقته
وضغط الوكلاء لنقله إلى نادي مونبوليي، وكذا عدم هضمه قرار المدرب الذي
وضعه في كرسي الاحتياط خلال المباراة الأولى ضد مالاوي.
مسوّدة عقد مونبوليي تفسد مزاجه
بمجرد وصول لاعبي المنتخب الوطني إلى أنغولا الأسبوع الفارط، عاود وسطاء
بين نادي مونبوليي واللاعب الجزائري الاتصال بهذا الأخير بواسطة رسائل
إلكترونيّة، وتم إرسال مسودة عقد اقترحه رئيس مونبوليي لويس كلمة ممنوعةولان على
وكيل اللاعب الجزائري، غير أنه ومنذ استلام خالد لموشية هذه المسودة
انقطعت أخباره وتوقف لموشية عن الرد وأظهر خلال الحصص التدريبية نوعا من
القلق والانزعاج، فبقي مسيّرو مونبوليي ينتظرون رد اللاعب الجزائري على
اقتراحهم دون جدوى. وغلق خالد هاتفه ولم يعد يراسلهم عبر الأنترنيت. وتؤكد
مصادر عليمة بأن النادي الفرنسي يكون قد عرض أجرة زهيدة على لموشية مما
جعل مزاجه ينقلب ويؤثر عليه وسط المنتخب الوطني.
الغياب عن لقاء مالاوي عقّد من وضعه مع الفرنسيين
يقول كل الذين كانوا بالقرب من خالد لموشية خلال وبعد مباراة مالاوي بأن
لاعب الوفاق كان في غاية الغضب تلك الأمسية، بعدما تركه الشيخ رابح سعدان
يلازم كرسي الاحتياط ويسخن عضلاته دون توظيفه. ولم يتمكن لموشية الحفاظ
على رزانته وهدوئه. وأصبح يقوم بتصرفات غير لائقة تجاه زملائه في الفندق
وفي التدريبات. ويبرر مصدرنا الموثوق هذا التصرف بعدم إشراك لموشية في
لقاء مالاوي كي يظهر للنادي الفرنسي بأن العقد المقترح لا يضاهي مؤهلاته،
وهي الصفعة التي جعلت لموشية يزداد غضبا على غضب حيث أحس بأن مستقبله مع
الخضر غير مضمون ومستقبله الاحترافي سيكون مرهونا بذلك.
زملاؤه أيدوا فكرة رحيله
ازدادت حالة لموشية من الناحية البسيكولوجية سوءا سيما أن لا أحد من مسيري
وفاق سطيف أو وكلائه المشرفين على نقله إلى فرنسا تمكنوا من الحديث معه،
ويؤكد بعض اللاعبين أن العديد من العناصر حاولت تهدئته وتطمينه على
مستقبله إلى درجة أن المدرب طلب منه تحضير نفسه لمباراة المالي، لكن
لموشية فقد أعصابه ليلة هذه المباراة وتسبب في خلق جو مشحون، وسط المجموعة
جعلت الكثير من اللاعبين يؤيدون فكرة رحيله عن المجموعة خدمة للطرفين؛ فمن
جهة يعود لموشية إلى فرنسا ومن جهة يستعيد المنتخب هدوءه.
طلب من سعدان إعفاءه وروراوة وافق
وحتى يجد مخرجا لوضعيته المتأزمة مع زملائه، ومع الطاقم الفني، طلب لموشية
قبل الحصّة التدريبية للمنتخب الوطني مساء أول أمس، إعفاءه من دورة
أنغولا، حيث يؤكد مصدر مسؤول في المنتخب الوطني أن لموشية قال لسعدان بأنه
متعب بسيكولوجيا ولا يمكن أن يعول عليه في مثل هذه الحالة. وقدم لموشية
مبرر المرض العضال الذي أصيبت به شقيقته، وتوّجب عليه الالتحاق بالعائلة
في فرنسا عاجلا. وتحدّث الشيخ رابح سعدان مع رئيس الفاف الذي كان متواجدا
حينها بفندق تالاتونا ووافق على طلب خالد الذي جلس مع روراوة قبيل مغادرته
فندق الخضر.
بكى في المطار وهتف لسعدان للاعتذار له
كشفت مصادر مقربة من المدرب الوطني بأن خالد لموشية، وهو يغادر الفندق نحو
مطار لواندا الدولي رفقة جهيد زفزاف، الذي أخذ له تذكرة من لواندا إلى
لشبونة ثم باريس، بكي مطولا في السيارة وندم على تصرفه وسارع للاتصال
هاتفيا بالشيخ عقب الحصّة التدريبية وقدم للمدرب اعتذاراته على كل ما صدر
منه، وقال له بالحرف الواحد: '' يا الشيخ راني غالط، ما تلومنيش، لقد قمت
بتصرفات طائشة''. وحسب مصدرنا الموثوق، فإن لموشية شعر بالذنب ونكران
الجميل تجاه المدرب الذي كان وراء تألقه السنة الفارطة وتجاه زملائه الذين
ساندوه، وأبدى لموشية حسرة كبيرة على مغادرة الخضر بهذا الشكل.
سعدان لم يغلق الباب في وجهه ويريد استعادته
من جهته المدرب رابح سعدان وخلال حديثه الهاتفي مع لموشية أكد له بأن
أبواب المنتخب الوطني ستبقى مفتوحة له وأنه لم يبعد نهائيا من التشكيلة.
مشيرا له بضرورة استعادة توازنه البسيكولوجي وتسوية مشاكله الخاصة للتركيز
أكثر على الميدان سواء في فريقه الحالي وفاق سطيف أو في حالة تسوية ملف
انتقاله إلى فرنسا.