تعني "توسيع فكرة" شرح وبسط الفكرة، وذلك بالتطرّق لجميع عناصرها مع تقديم الأمثلة والاستدلال المناسب.
إذا أردنا أن نوسّع فكرةً علينا أولا أن نذكر الفكرة مجملةً ثمّ نبدأ بشرح عناصرها لبسط الفكرة المجملة وتقريبها من القارئ
مراحل توسيع فكرة:
1 - التقديم يكون بذكر الفكرة العامة مجملة
2- شرح وبسط عناصر الفكرة أو أهمّها على الأقل
3- التمثيل والاستدلال وهذا يعني ذكر الأدلّة والبراهين لإقناع القارئ
يقول الشاعر: الناس للناس من بدو وحاضرة بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
توسّع في شرح هذه الفكرة مستدلا بما هو مناسب .
التوسيع:
صحيح أنّ الناس بحاجة إلى بعضهم البعض، فأهل الرّيف بحاجة إلى مخترعات المدينة، وأهل ا لمدينة بحاجة إلى منتجات أهل الرّيف ، ثمّ أنّك تراهم يخدمون بعضهم البعض وهو لا يشعرون بذلك، لأنّه لا يستطيع الرجل وإن كان فطنا قويا أن يوفّر لنفسه جميع ما يحتاج إليه في هذه الحياة من مأكل ومشرب وسكن ومركب، ومٌتعة،وراحة ،وإنما هو يحتاج في ذلك إلى غيره من بني جلدته ، وكل طائفة من الناس تقوم بحرفة تتقنها وتخدم بها بقية المجتمع ، في حين تخدمها الطوائف الأخرى عن طريق ما تتقنه من صنائع وحرف ، فالنّجّار لا غنى له عن الخبّاز، ولا يمكن له الاستغناء عن خبزه، والخبّاز بدوره لا غنى له عن النجّار فأبواب محلّه صنعها النجّار، وكذاك خزانته، وسريره، وكلاهما لا غنى لهم عن الفلاّح فخبز الخبّاز من جهد الفلاّح،وقوّة النجّار إنّما هي من الغذاء الذي أنتجه الفلاح، والكلّ لا غنى لهم عن الحدّاد، وهو لا يقدر الاستغناء عن كلّ ما سبق من الحرف، وهكذا لا تتقدم الأمم إلا أمة تـّم بين أفرادها التعاون والتآزر ، وكانت حريصة على الاعتصام بحبل الوحدة والإخاء . ولو نظرت إلى تعاليم الإسلام لأدركت أنّ هذا التعاون الخفيّ غير الظاهر يتجلّى في قوله صلى الله عليه وسلّم:" إنّ الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"، لأنه لا يعقل أن يخدمك الآخر بإنتاج ما تحتاج إلية بإتقان، ثمّ أنت تنتج شيئا ما في رداءة وإهمال، فما انتجته ليس لك وإنما لغيرك لذا عليك بالإتقان.
[/center]