حياتي في بضعة أسطر
اهداء الى كل فلسطين في العالم الى كل من يحمل قطرة دم الى القدس الشريف الى الشهداء الى كل عربي
[b] سعدت كثيرا أن أرفع قلمي بين أناملي و أخطط حياتي على أوراقك.حياة كائن ولد بين خطوطك وليس بحرف أو بكلمة ولا هو بنقطة أو فاصلة ، وإنما أنا كائن حي يمشي و يتنفس ، يتكلم و يقرأ ، يحكم و يحكم عليه ، إنه من خلق الله الذي خلقه فأحسن خلقه فسبحانه .[/b]
[b] حياتي مختلفة تماما عن حياة الآخرين، حياة ملتها المتاعب و الدفاع و الدم، نعم الدم فلا تستغربي إذا قلت لك أننا نفطر على الدماء و نتغذى على دوي القذائف أما عشاؤنا فهو نعم العشاء فهو عادة ما يكون على صياح امرأة لم يعد ولدها أو زوجها و سرعان ما يأتي نبأه بالاستشهاد أو الاعتقال في سجون الحرية و الصمود ، هذا هو قوتنا في هذه الحياة. أما عملنا فيها فهو متوفر عكس العمل في البلدان الأخرى فليس لدينا ما يسمى بالبطالة فعملنا كان مثل عمل الشيطان في محاربة الخير إلا أننا كنا نحارب المحتل و كنا نرجمه برصاص أفضل من أي رصاص آخر. إنه رصاص رباني إنها الحجارة فقد كنا نرجم المستعمر كما يرجم الشيطان اللعين في يوم الرجم.[/b]
كان صغيرنا يعمل قبل كبيرنا كل من يقدر على العمل فهو مرحب به. أما أجرنا فهو نوعان اثنان لا ثالث لهما فهو إما الاستشهاد أو الاعتقال, نعم, ماذا قلتي ؟ نهاية الخدمة؟ نعم نهاية الخدمة كانت أحسن و أفضل من ذلك فقد كانت جنات تجري من تحتها الأنهار عرضها السموات و الأرض غير أنهم يظنون أني منعت من ذلك الأجر العظيم[b] عندما جعلوني لا أفارق كرسي إلا أني عكس ذلك فأنا مثل أخي محمد جمال الدرة الذي أبى أن يستنجد بكم و استنجد بظهر أفضل رجل , أنا مثل شيخنا الذي لم تمنعه سجونكم و تعذيبكم من تفكيره و قوله.[/b]
أنا لست ولن أكون أبدا لوحدي[b] فمثلي و مثلهم كثيرون ، رغم ما فعلتم بي فإني أقاومك و أحاربك بأغلى ما عندي إنه دمي الذي وهبته إلى أبناء شعبي وسأقاومكم بقلمي و تفكيري فلن يرضخا لكم أبدا ، تحسبون أنكم تملكون القوة لمنعي ولكن هذا غير صحيح بل العكس فحينما تمنعوننا ينضاف إلى قوتنا قوة أخرى مستمدة من خوفكم منا و عندما تغتالوننا ظنا منكم أنكم ستتخلصون منا فإن ألف شهيد يولد في اليوم .[/b]
هذه حياتي في دنيتي التي وجدتها على هذا الحال منذ أن أبصرت النور و التي أحببتها على الرغم من كل شئ كما هي ، ولكني أرفض شيئا واحدا يا ورقتي : أعيب تناحر إخواننا المسلمين ، أعيب ذاك الرصاص الذي يضيع في دم مسلم ونحن أحوج إليه لكي[b] نصفي به احتلالنا.[/b]
ماذا عساي أن أقول لك و حياتي عندها الكثير لتبوح لك به[b] و لكن سوف يأتي يوم و أخلدها كاملة على أوراقك...[/b]