سرطان المثانة ... أسبابه و علاجه د. هاني الدهمش / جريدة الفرات الثلاثاء 8/4/2008 - رقم العدد 1039
يحتلّ سرطان المثانة المرتبة الرابعة من ناحية الشيوع لدى الذكور، والمرتبة الثامنة لدى النساء بالنسبة للسرطانات بشكل عام.ويعتبر سرطان المثانة مشكلة صحية هامةويحدث سرطان المثانة لدى الذكور أكثر من الإناث (النسبة ذكور إلى إناث 2.6/1) .
تلعب عوامل خارجية عدة كعوامل خطورة في حدوث سرطان المثانة. تدخين السجائر يلعب دوراً هاماً وملحوظاً في حدوثه, وإن آلية التسرطن في سرطان المثانة يعتقد أنها تتطّور من تداخل عوامل بيئية مع استعداد وراثي.
العوامل البيئية:
وجدت مركبات عديدة بشكل طبيعي في البيئة وهي تتواجد بشكل ثانوي من بقايا النفايات الصناعية وهذه المركبات تترافق مع حدوث سرطان المثانة فالـArsenic عنصر يتواجد بشكل واسع ومنتشر في الطبيعة وهو ينتقل بالبيئة من مكان لآخر عبر الماء.
ومحتوى المياه الجوفية من هذا المركب Arsenic متغاير جغرافياً من بلد لآخر وبشكل واسع. حتى أنه يتواجد بكميات ضئيلة في بعض البلدان.
العوامل عالية الخطورة في حدوث سرطان المثانة:
التدخين: يعتبر تدخين التبغ Tobacco Smoke من أهم عوامل الخطورة خارجية المنشأ في حدوث سرطان المثانة.
ويعتقد أن المدخنين يصابون بسرطان المثانة بنسبة 2-3 أضعاف.كما أن 50% من سرطان المثانة يعزى إلى التدخين. هذا وإن آلية التدخين في إحداث سرطان مثانة غير معروفة جيداً. ويذكر أن أكثر من 60 عامل مسرطن موجود بالتبغ منها .
وتشير الدراسات إلى أن أورام المثانة لدى المدخنين تميل إلى أن تكون كبيرة وعديدة البؤر،كما أنها تبدي درجة ومرحلة نسيجية متقدّمة.
ويذكر أن إيقاف التدخين يترافق مع تراجع ملحوظ في خطورة حدوث سرطان المثانة، حيث تهبط نسبة الخطورة إلى30-40% بعد سنة من إيقاف التدخين، أما المدخنين سابقاً فلديهم معدّلات خطورة لحدوث سرطان المثانة أكثر من الناس الذين لم يدخنوا خلال حياتهم، حتى بعد 25سنة من الامتناع عن التدخين.
الأمراض المهنية:
هناك عدد هائل من المواد الكيميائية الصناعية تلعب دوراً في إحداث سرطان المثانة منها 4-نتروبنزيل، بنزيدين، صباغ الأنيلين، وهذه المواد ترتبط بوظائف مهنية معينة مثل عمال الباصات/عمال الدهان/عمال الدباغة/عمال السكك الحديدية/عمال الطباعة/الميكانيكيون
الحلاّقون/السبّاكون/ويشكل العامل المهني نسبة20%من العوامل المؤهبة لحدوث سرطان المثانة في الولايات المتحدة. أما الفترة الزمنية بين التعرّض للمواد المسرطنة وظهور الإصابة سريرياً فهي تتراوح بين 30-50عاماً.
تناول السوائل:
يعتبر تناول كميات كبيرة من السوائل لدى مرضى سرطان المثانة نمط من أنواع العلاج عن طريق زيادة الحصيل البولي منقصاً بذلك فترة التماس بين العوامل المسرطنة والبطانة البولية.كما أنها تقلّل من تركيز العوامل المسرطنة في البول.
ويذكر أطباء الصحة المتخصصون في هذا المجال وبعد دراسة مطوّلة تجاوزت 10سنوات على 48.000 مريض، أن تناول السوائل يترافق بشكل مضطرد مع تراجع خطورة حدوث سرطان المثانة. فالرجال الذين يتناولون كميات عالية من السوائل (أكثر من 2.531مل/يوم) يبدون تقريباً نصف نسبة الخطورة للإصابة مقارنة مع أولئك الذين يتناولون كميات منخفضة من السوائل (1.290مل/يوم).
ويعتبر الماء هو أكثر أنواع السوائل المتناولة ارتباطات مع انخفاض نسبة خطورة سرطان المثانة.
فالرجال الذين يشربون أكثر من 6كؤوس من الماء يومياً يبدون تراجع 51 % في نسبة حدوث سرطان المثانة مقارنة بأولئك الذين يشربون فقط كأساً واحدة من الماء يومياً. ورغم تلك المؤشرات السابقة إلا أن العلاقة بين تناول السوائل وخطورة حدوث سرطان المثانة تبقى مثار جدل. فبعض الدراسات فشلت في إيجاد علاقة بين تناول السوائل وسرطان المثانة. أضف إلى ذلك فإن حجم السوائل المتناولة والضرورية للوقاية من حدوث سرطان المثانة قد لا تجد تطبيقاً عملياً.
ورغم أن بعض المتخصصين بالصحة العامة لم يجدوا علاقة بين تناول الكحول أوالقهوة وحدوث سرطان المثانة فإن دراسات عديدة أثبتت هذه العلاقة الإيجابية.
تناول الحريرات :
إنَّ تناول سعرات حرارية عالية يترافق مع زيادة في نسبة حدوث سرطان المثانة. ويبدو أن الحريرات تبدي تأثيرها المسرطن
سرطان المثانة.
تناول الدسم:
أكّدت العديد من الدراسات صلة الأطعمة الدسمة بظاهرة التسرطن عبر آليات عديدة مثل ظاهرة الأكسدة الشديدة وتشكل الجذور الحرّة.
تناول الفواكه و الخضروات:
في عام 1997اسُتنتج أن هناك شواهد واضحة تؤيّد أن تناول كميات كبيرة من الخضروات ينقص خطر حدوث سرطان المثانة.كما أن الحمية الحاوية على كميات كبيرة من الفواكه والخضروات ترافقت مع تراجع ملحوظ في خطورة سرطان المثانة.
الشاي الأخضر:
يعتبر الشاي من أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم. ويذكر أن حدوث سرطان المثانة أقل بكثير لدى الشعوب التي تتناول الشاي وخاصة في قارة آسيا مقارنة بأمريكا وأوروبا الغربية، ولوحظ أن هناك علاقة عكسية بين تناول الشاي الأخضر وحدوث سرطان المثانة.
إن الشاي الأخضر خلاصة مواد عديدة منها الكافئين، أحماض أمينية، أحماض عضوية، بروتين، lignin ، الكلوروفيل والبولي فينول. أما الـFlavono فهي توجد بالشاي الأخضر و تستخدم بشكل واسع ضمن الدعم التغذوي.
أظهرت الدراسات أن الشاي الأخضر يثبط الـNitrosamine الذي يتوسط عملية التسرطن ويبدو أن الشاي الأخضر يوقف عملية التسرطن بإحداث أذية صبغية مع إنقاص عملية الـNitrosation.
إن نقص الإفراز البولي للـNitroso prolin خلال تناول الشاي الأخضر هو شاهد آخر. كما يمكن قياس تراكيز Polyphenol في عينات البول.
الفيتامينات والملحقات : Vitamins and Supplements
يحتوي مرضى سرطان المثانة على تراكيز منخفضة في المصل من فيتامين A وCوE والسيلينيوم وقد أشارت مجموعة من الدراسات إلى تناقص معدّلات النكس الورمي لمجموعة المرضى الذين عولجوا بالـ BCG بالإضافة مجموعة داعمة من الفيتامينات بجرعات عالية mega-dose multivitamin وهذه المجموعة تحتوي كلاً منها على الحاجة اليومية مضافة إليها 40000وحدة من الفيتامين A،100ملغ فيتامين B6،200ملغ فيتامين C،400وحدة فيتامينE، 90ملغ من الزنك.
الفيتامين C:
عامل مضاد للأكسدة وللجذور الحرّة.فهو يثبّط هذه الجذور الحرّة التي تؤذي DNA الخلية، ويلعب فيتامين Cدوراً واقياً في منع تطور سرطان المثانة. وإن تناول جرعات عالية من فيتامين Cيترافق مع خطورة نسبية معيارها 0.4.
فيتامين E:
يثبّط الفيتامين E تشكّل مركبات N-Nitroso المسرطنة. فهو عامل مضادّ للأكسدة وللجذور الحرّة. كما أن له فعلاّ محرّضاّ للجهاز المناعي في الجسم. ينقص اصطناع DNA ويحرّض الموات الخلوي ويثبّط نمو الخلايا السرطانية.
إن الدراسات الوبائية أشارت إلى تراجع خطورة سرطان المثانة عند تناول حمية وأغذية داعمة تحتوي على فيتامينE.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى تراجع ما نسبته30% في حدوث سرطان المثانة عند الذين يتناولون فيتامين E لمدة عشر سنوات أو يزيد، ولكن هذا التأثير محدود بالأشخاص غير المدخنين.
إن الدراسات الحديثة طرحت تساؤلات عديدة عن فائدة الدعم الغذائي بالفيتامين E، وعن علاقة الجرعات العالية من فيتامين Eبحدوث معدّل وفيات. ممّا يشير إلى الحقيقة حول دور الفيتامين E في الوقاية من السرطان لاتزال غير معروفة تماماً.
الفيتامينA :
إن دور الفيتامين A في الوقاية الكيماوية من سرطان المثانة أعطت نتائج مشوشة. ففي الدراسة المجراة على الحيوانات فإن الحمية الغنية بفيتامين A تستطيع تثبيط الأورام السرطانية في الزجاج.
مماثلات الفيتامين A: أظهرت أنها تنقص معدّلات حدوث أورام المثانة كما أنها تنقص من عدد ودرجة ورم المثانة.
وبينما أظهرت الدراسات عن علاقة الفيتامين Aو تناوله عند الإنسان وتراجع خطورة أورام المثانةكما أن تناول Beta Carotene ومماثلات الفيتامينAلدى المدخنين يرتبط بخطورة عالية لحدوث سرطان الرئة.لذلك فإنه من الضرورة إجراء دراسات أكثر تقدّماً قبل التوجه لإعطاء فيتامينA للمرضى.
مضادّات الالتهاب غير الستروئيدية(NSAIDS) :
لقد درست حقيقة دور مضادات الالتهاب غير الستروئيدية ومثبّطات COX-2في الوقاية الكيماوية من سرطان المثانة بشكل واسع. وأكّدت الدراسات أن الاستعمال الدوري لمضادّات الالتهاب الستروئيدية(NSAIDS) ترافقت في خطورة حدوث سرطان المثانة.