''الخبر'' تعيش حدث تواجد ''الخضر'' بسويسرا مع الجالية الجزائرية
الجزائريون يخترقون جدار صمت السويسريين
تعيش الجالية الجزائرية
المتواجدة بسويسرا هذه الأيام أجواء مميزة بتواجد المنتخب الوطني بمرتفعات
كرانس مونتانا؛ حيث تغيرت سلوكات العديد منهم فأصبح هؤلاء يقطعون مسافات
طويلة في اليوم تصل إلى 400 كلم، من أجل البقاء لساعات رفقة عائلاتهم أمام
مدخل الفندق الذي تقيم فيه العناصر الوطنية، لهدف واحد هو أخذ صور تذكارية
مع اللاعبين. لكن ليس في كل مرة يتحقق ذلك، ليكتفي أغلبهم بمشاهدة أحد
اللاعبين من وراء زجاج المدخل.
قد يتعجب العديد إن قلنا إن مدخل الفندق الكبير للغولف وبالاس (مقر إقامة
الخضر) تجده في كل ساعة قمت فيها بزيارة خاطفة هناك، مكتظا بأنصار
''الخضر''، فهذه حقيقة وقفنا عليها ميدانيا، وأكدها لنا أيضا مدير الفندق
فراسوا ريال الذي صرح لـ''الخبر'': ''الأنصار يتوافدون على الفندق إلى
غاية ساعة متأخرة من الليل، من أجل الحديث مع اللاعبين، وحتى إن كانوا على
دراية أن القائمين على المنتخب الجزائري يرفضون هذا الشيء، إلا أنهم يقضون
ساعات طويلة أمام المدخل، رغم أن كل محاولاتهم تبوء غالبا بالفشل''، قبل
أن يضيف ''سبق أن حلت العديد من المنتخبات هنا بفندقنا، بما فيها المنتخب
السويسري، لكن لم نعش إطلاقا مثل هذه الأجواء التي نعيشها حاليا مع
المنتخب الجزائري ومدى تعلق الأنصار منتخبهم''.
''المنتخب أصبح مخدرا نتناوله يوميا''
سمير ''القبائلي'' الذي يقطن بلوزان منذ قرابة 21 سنة (متزوج من سويسرية
وأب لثلاثة أطفال)، من بين المناصرين الذين تحولت حياته منذ وصول المنتخب
الوطني إلى كرانس مونتانا، ''أقطع في اليوم قرابة 300 كلم من أجل أخذ صور
تذكارية مع اللاعبين''. مضيفا ''أول أمس جزمت أنني سأبقى في لوزان، لكن
والله لم أشعر حتى وجدت نفسي أمام مدخل الفندق، فرؤية لاعب أو اثنين أصبح
بالنسبة لي مخدرا يجب أن أتناوله كل يوم''.
سمير الذي كان له الحظ في أخد صور تذكارية مع العديد من اللاعبين، اقترح
علينا فكرة مرافقته إلى لوزان التي تبعد عن كرانس مونتانا بحوالي 160 كلم،
لرؤية بعض الجزائريين ومعرفة حقيقة الأجواء التي تعيشها الجالية هناك.
وبمجرد وصولنا إلى الحي الذي يسكن فيه بقلب مدينة لوزان، أمس، حتى أدركنا
فعلا أن حب المنتخب بالنسبة للجزائريين يزداد كلما ابتعدنا عن الوطن،
بدليل أن لا حديث مع الذين التقينا بهم بلوزان، إلا عن حالة المنتخب وظروف
التحضير وأيضا الوسيلة التي تمكنهم من الاقتراب من اللاعبين.
من لوزان السويسرية إلى لوزان الجزائرية
وكم كانت دهشتنا كبيرة، عندما شاهدنا العلم الجزائري في شرفات بعض
العمارات التي يقطن فيها الجزائريون، رغم أن القانون بسويسرا يمنع ذلك.
والأكثر من هذا يكلف صاحبه غرامة مالية باهظة قد تصل إلى 150 فرنك سويسري
أي ما يعادل بالعملة الوطنية 12 ألف دينار''.
ومن بين الذين تحولت سلوكاتهم منذ وصول المنتخب إلى سويسرا، نعمان ثويمر،
منظم الحفلات الراقية، المقيم بلوزان منذ 12 سنة، حيث قال لنا: ''تصوروا
أنني رفضت برمجة العديد من الحفلات في الوقت الحالي للتفرغ كلية للمنتخب
الوطني الذي أطلع على أخباره يوميا وفي كل ساعة''، مشيرا في نفس الوقت إلى
أن هذه الأجواء سبق للجالية الجزائرية أن عاشتها خلال التصفيات المشتركة،
لاسيما المباراة الفاصلة أمام مصر في أم درمان، حيث ''حولنا مدينة لوزان
الهادئة إلى قاعة كبيرة للأفراح، وقيامنا بجولة داخل شوارع لوزان على متن
سياراتنا، حيث شكلنا موكبا كبيرا سيبقى راسخا في أذهان السويسريين الذين
تجاوبوا كثيرا معنا''.
23 ماي يوم عالمي لا يجب تضييعه
أما رشيد إيسكر إبن حي بن زرقة بالجزائر (متزوج وأب لبنتين ويقطن بلوزان
منذ أكثر من 20 سنة)، فقد أدهشنا حينما قال مازحا ''بحكم جنسية زوجتي
الشيلية، قررت تلصيق رايتين في البيت، جزائرية وشيلية، لكن أبنتيّ رفضتا
ذلك، حيث نزعتا العلم الشيلي وهو ما أغضب كثيرا زوجتي التي ظنت أنني صاحب
الفكرة''، قبل أن يضيف ''كلنا هنا من أجل مساندة الخضر، فكيف لا نظهر
لأشبال سعدان أننا نساندهم وهم أمامنا بسويسرا!''
أما الوهراني كمال قندوسي الذي يملك رفقة أخيه قصابة ومحلا للأكل الخفيف،
فقد أدهشنا، حينما قال ''عقارب ساعتي مضبوطة على الحصة التي سيخوضها
المنتخب يوم 23 ماي بملعب سيون، والتي ستكون مفتوحة لنا نحن الأنصار''.
مؤكدا بنبرة الواثق من كلامه ''سآخذ صورا تذكارية مع اللاعبين، مهما كانت
الظروف، فلن أضيع فرصة تواجد المنتخب الوطني هنا بسويسرا''.
كمال قندوسي أحد المناصرين الأوفياء لجمعية وهران، ليس الوحيد العازم على
اختراق أي طوق أمني من أجل أخد صور تذكارية مع اللاعبين يوم 23 ماي، بل
هناك العديد من الجزائريين، حيث كشف لنا لمين عريف إبن حي سارباجي
بالجزائر العاصمة ''هناك أكثر من 3000 جزائري في سويسرا، وتأكدوا أن
جميعهم رجال، شيوخا، نساء، أطفالا ستجدونهم يوم 23 ماي بملعب سيون''.
ومهما قيل عن الأجواء التي تعيشها الجالية هنا بسويسرا، وبالأخص بلوزان،
فإن الأكيد أنهم عقدوا العزم يوم 27 ماي الجاري تاريخ نهاية التربّص، على
المجيء إلى فندق الخضر، لمرافقة التشكيلة الوطنية إلى جينيف في موكب
للسيارات ''لم ولن يشاهده السويسريون مدى الحياة''، على حد قول فوزي إبن
حسين داي.