يتعرض الإنسان الذي يمارس العادة السرية , لكثير من المشاكل , يجب أن
يعرفها المراهقون والشباب , وهم أدري الناس بها :
1 – العجز الجنسي :
وهذا العجز قد لا يبدو ملاحظاً للشاب وهو في عنفوان شبابه , إلا أنه ومع
تقدم السن تبدأ هذه الأعراض في الظهور شيئاً فشئاً .
2 – الإنهاك والآلام والضعف :
يقول أحد علماء السلف : ( إن المني غذاء العقل ونخاع العظام وخلاصة العروق )
, وتقول إحدى الدراسات الطبية : ( أن مرة قذف واحدة تعادل مجهود من ركض
ركضاً متواصلاً لمسافة عدة كيلومترات ) .
3 - الشتات الذهني وضعف الذاكرة :
ممارس العادة السرية يفقد القدرة على التركيز الذهني وتتناقص لديه قدرات
الحفظ والفهم والاستيعاب , حتى ينتج عن ذلك شتات في الذهن وضعف في الذاكرة ,
وعدم القدرة على مجاراة الآخرين , أو فهم الأمور فهماً صحيحاً .
وللتمثيل على ذلك يلاحظ أن الذي كان من المجدين دراسياً سيتأثر عطاؤه ,
وبشكل لافت للنظر وبطريقة قد تسبب له القلق , وينخفض مستواه التعليمي .
4 – استمرار ممارستها بعد الزواج :
يظن الكثيرون من ممارسي العادة السرية ومن الجنسين أن هذه العادة هي مرحلة
وقتية , حتمتها ظروف الممارسين من قوة الشهوة في فترة المراهقة والفراغ
وكثرة المغريات .
ولكن الواقع ومصارحة المعانين أنفسهم , أثبتت أنه متى أدمن الممارس عليها
فلن يستطيع تركها , والخلاص منها في الغالب , وحتى بعد الزواج .
بل إن البعض قد صرح بأنه لا يجد المتعة في سواها حيث يشعر كل من الزوجين
بنقص معين ولا يتمكنان من تحقيق الإشباع الكامل مما يؤدي إلى نفور بين
الأزواج , ومشاكل زوجية قد تصل إلى الطلاق , أو قد يتكيف كل منهما على
ممارسة العادة السرية بعلم أو بدون علم الطرف الآخر حتى يكمل كل منهما
الجزء الناقص في حياته الزوجية .
5 – شعور الندم والحسرة :
من الآثار النفسية التي تخلفها هذه العادة السيئة الإحساس الدائم بالألم
والحسرة , حيث يؤكد أغلب ممارسيها على أنها وإن كانت عادة لها لذة وقتية (
لمدة ثواني معدودة ) , تعود عليها الممارس وغرق في بحورها دون أن يشعر
بأضرارها , وما يترتب عليها , فإنها تترك لممارسها شعوراً بالندم والألم
والحسرة فوراً بعد الوصول أو القذف وانتهاء النشوة , لأنها على الأقل لم
تضف للمارس جديداً .
وهذه خلاصة ما اتفق عليه الخبراء من علاج المراهقين والشباب للعادة السرية :
1 – باللجوء إلى العزيز القدير :
لا شك أن المعين الوحيد للإنسان على مواجهة مشاكله هو رب العزة حتى في
الخلاص من العادة , فينطرح بين يديه ويقبل بقلبه عليه , ويسأله مخرجاً من
هذا الهم , ومن هذا الكرب فرجاً , وليكثر من قوله :
- اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى .
- رب أعوذ بك من همزات الشياطين , وأعوذ بك رب أن يحضرون .
- اللهم حبب إلي الإيمان وزينه في قلبي , وكره إلى الكفر والفسوق والعصيان ,
واجعلني من الراشدين
- "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا , وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت
الوهاب".
- اللهم أغنني بحلالك عن حرامك , وبطاعتك عن معصيتك , وبفضلك عمن سواك .
2 – بمجاهدة النفس :
على آداء الصلوات الخمس في المساجد ولا سيما الفجر , فليجب داعى الله
وليذهب إلى أقرب بيت من بيوت الله , ليلجأ إليه سبحانه ويطلب المعاونة ,
والمساعدة لقهر الأعداء , والتغلب على الشهوات , ولا يجعل للشيطان فرصة
للدخول بينه وبين خالقه عند الوقوع فيها مرة أخرى , بل ينهض بعد ممارستها
فوراً ويغتسل من الجنابة , ثم يتوضأ للصلاة التي تليها , ويستعد لآدائها في
المسجد , وبذلك سيجد أن معدل ممارستها قد بدأ في التناقص تلقائياً وبشكل
ملاحظ .
3 – بالزواج المبكر :
مهم جداً أن نقول للشاب احرص على الزواج المبكر وحاول إقناع والديك بذلك
عصمة لك , وحفاظاً على دينك ونفسك وصحتك ومبادئك , اختر ذات الدين ولا تخش
شيئاً : جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب من استطاع
منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ) .
فيا شباب ويا فتيات :
ابحثوا جادين عن الزواج , وسيروا في طريقه , والله معكم , نؤكد على ذلك لكم
, من خلال التجربة , والإدراك لدور الزواج , في التنفيس المشروع للشهوة ,
وأثر ذلك على وقاية الإنسان من الوقوع في المحرمات , أو حتى النظر إلى
المحرمات .
4 – بالتمسك بالجماعة الصالحة :
يجب الحرص كل الحرص على عدم الانفراد وحيداً بعيداً عن الناس , والتمسك
بجماعة الأخيار والصالحين , فقد قال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً
ولا تفرقوا ) آل عمران 103 .
وجاء في معنى الأحاديث أن : ( يد الله مع الجماعة ) وأن ( الذئب لا يأكل من
الغنم إلا القاصية ) أي البعيدة الوحيدة , وجاء أيضاً ( أن الشيطان مع
الواحد وهو من الاثنين أبعد ) , وهذا هو حال الشيطان والنفس مع الإنسان في
الوحدة , أما إذا حرص الإنسان على التواجد مع جماعة أصدقاء خير وصلاح ,
وليسوا من دعاة الشر والفساد فلن يجد الشيطان إليه طريقاً , ويستطيع إن شاء
الله المضي قدماً إلى طريق السعادة والفلاح .
5 – بشغل الوقت والفراغ :
إن أكبر نعمتين مغبون فيهما ابن آدم هما الصحة والفراغ , كما جاء في الحديث
, إياك أن تدع ولو نصف ساعة دون أن يكون فيها شيئ مفيد ونافع , لدينك
ولدنياك , وإلا سيكون هذا الفراغ نقمة على الإنسان , ومدعاة لدخول الشيطان
إلى جوارحه مرة أخرى , والعودة إلى ما لا تحمد عواقبه .
6 – بالسلوك القويم :
- ابتعد عن أماكن التجمعات المختلطة كالأسواق وغيرها .
- عدم السماح للمحيطين من أصدقاء وأقارب بالحديث عن علاقاتهم الخاصة .
- عادات عند النوم , احرص على ما يلي :
* عدم النوم وحيداً في معزل عن الآخرين أو في غياب عن أعينهم ففي ذلك سبيل
ومدخل للشيطان وباعث على الخيال والتهيج .
* النوم على وضوء وبملابس طاهرة وعلى فراش طاهر والحذر من النوم على جنابة .
* قراءة المعوذتين وآية الكرسي ودعاء النوم ثم النوم على الشق الأيمن .
* عدم النوم على البطن ( الانبطاح ) فقد يكون ذلك محركاً ومهيجاً , وقد نهى
الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك , وإنها ضجعة يبغضها الله سبحانه وتعالى
.
* عدم الاستلقاء على الفراش إذا لم يتم الشعور بنعاس أو لم تكن هناك رغبة
في النوم .
* النهوض سريعاً عند الاستيقاظ وعدم التكاسل على الفراش حتى لا تتحرك
الشهوة بعد النوم والراحة .
* عدم النوم عارياً أو شبه عار أو بملابس يسهل تعريها .
* تجنب استخدام الأقمشة الحريرية أو الناعمة في الملابس والأغطية فكل ذلك
قد يحرك الشهوة عند أقل احتكاك .
* تجنب احتضان بعض الأشياء التي اعتاد عليها البعض اليوم كالوسادة أو الدمى
كبيرة الحجم وغير ذلك .
* النوم على الفطرة وذلك بالنوم ليلاً مبكراً والاستيقاظ لصلاة الصبح ,
وتجنب النوم بين المغرب والعشاء , أو النوم الطويل الذي يضيع الفروض في
أوقاتها .
* حفظ الأدعية المأثورة أو ما تيسر منها وترديده عند النوم .
7 – الأصدقاء :
الأصدقاء من أهم الأسلحة التي تؤثر في المرء وقد قالوا قديماً : ( إن
الصاحب ساحب ) وقالوا كذلك : ( من صاحب المصلين صلى , ومن صاحب المغنين غنى
) .
وجاء في شعر العرب :
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه إن القرين إلى المقارن ينسب
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المرء على دين
خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) .