عنتر يحيى وراء الفكرة ''الخضر'' حضــّروا للإطاحة بالإنجليز بمشاهدة ''معركة الجزائر''
ضرب لاعبو المنتخب الوطني مثالا حيّا عن الوطنية، عندما قاموا بمشاهدة الفيلم الثوري الشهير ''معركة الجزائر'' للمخرج الإيطالي الراحل ''جيلو بونتيكورفو''، ليلة أول أمس، قبل 48 ساعة من مواجهة إنجلترا، في مباراة تعد بمثابة معركة أخرى، ستحدد نتيجتها بشكل كبير مستقبل المنتخبين بمونديال جنوب إفريقيا. خرج لاعبو المنتخب الوطني عن المألوف، وقاموا بالتحضير لمواجهة الإنجليز بطريقة قلما نشاهدها عند المنتخبات الأخرى، وكان وراء الفكرة القائد الجديد لـ''الخضر'' عنتر يحيى، الذي يبدو أنه بدأ فعلا ممارسة مهامه كقائد للمجموعة، سيما وأنه سليل أسرة ثورية، حيث تعج عائلته بسوق أهراس بالعديد من الشهداء والمجاهدين الذين قدّموا تضحيات كبيرة خلال الثورة التحريرية. كما يعرف عن يحيى أيضا ولعه الشديد بالثورة والشهداء وكل ما يتعلق بتاريخ الجزائر وثورتها المجيدة. وأكد مصدر مطلع لـ''الخبر'' بأن اللاعبين، وبعد تناولهم طعام العشاء بمقر إقامتهم بفندق ''موندوزور''، التقوا فيما بينهم وتحدثوا عن اللقاء، قبل أن يعرض عليهم القائد عنتر يحيى الفكرة، التي رحبوا بها، وأضاف مصدرنا أن 9 لاعبين فقط شاهدوا الفيلم الثوري الشهير وعلى رأسهم عنتر يحيى والقائد السابق للمنتخب الوطني، يزيد منصوري، وكريم زياني ونذير بلحاج وعدلان فديورة ومهدي لحسن وحبيب بلعيد ورايس وهاب مبولحي ومجيد بوفرة، فيما فضّل البقية طريقة أخرى للتركيز حول المباراة الحاسمة. رد صريح على إساءة الصحافة الفرنسية ولم تأت فكرة مشاهدة فيلم ثوري قبل مباراة إنجلترا، من العدم، يقول مصدرنا، حيث أن إساءة الصحافة الفرنسية للاعبي المنتخب الوطني، وعلى رأسها صحيفة ''ليبيراسيون'' عقب خسارتهم أمام سلوفينيا، ''الخضر''، دفعت باللاّعبين الجزائريين إلى الرد على الفرنسيين بطريقتهم الخاصة، من خلال مشاهدة أحد أكبر الأفلام الثورية المخلّدة لحرب التحرير، والتي تبرز بوضوح وحشية وهمجية الاستعمار الفرنسي الغاشم. ويبدو أن عنتر يحيى، صاحب فكرة مشاهدة الفيلم الثوري، قرّر تجسيد تصريحاته التي أدلى بها عقب الإساءة الفرنسية، في الميدان بشحن اللاعبين وتحميسهم قصد تحقيق الهدف المطلوب، والمتمثّل في تحقيق الفوز على المنتخب الإنجليزي وتعبيد الطريق نحو التأهل إلى الدور الثاني. اللاّعبون تأثّروا كثيرا وتعاهدوا على الاستماتة أمام الإنجليز وساد الجلسة التي عقدها اللاّعبون لمشاهدة الفيلم صمت رهيب، لم يقطعه سوى صوت الرصاص المنبعث من التلفزيون، وتفاعل اللاّعبون كثيرا مع مشاهد الفيلم خاصة المؤثرة منها، ووقفوا أيضا على بطولات ''علي لابوانت'' وعمّار ياسف وحسيبة بن بوعلي وآخرين. ويبدو أن اللاّعبين كسبوا محفّزا آخر تحسّبا لمواجهة إنجلترا، وهو تشبّعهم بالوعي والروح الوطنية، ما أشعل فيهم الحماس قبل المواجهة المرتقبة، حيث تعاهدوا على السير على خطى الشهداء والثوّار من أبناء الجزائر الأحرار، وتقديم تضحيات في سبيل إعلاء الراية الوطنية عاليا في سماء ملعب ''غرين بوينت ستاديوم'' بمدينة ''كاب تاون'' الجنوب إفريقية.