لم
اصدق ما سمعت من صاحبي الشغوف (بالانترنيت) وهو يروي لي حكايات و قصص حب
غرامية مثيرة وعلاقات عاطفية انتهت بالزواج كان سببها (الانترنيت).
ومما
قال: (بعد ان غزا (الانترنيت) حياتنا الاجتماعية واصبح وسيلة اساسية من
وسائل الاتصال بين الناس و بالتالي ساهم في تبادل الافكار والمشاعر، كان
من الطبيعي ان ينعكس هذا التعارف على كلا الجنسين، فقد تبدأ العلاقة كحوار
عادي ثم لا يلبث ان يتطور الحوار الى تقارب روحي وفكري وهو ما يعرف بالحب
وهذا النوع الجديد من العلاقات العاطفية الذي نشأ عبر(الانترنيت) يرى
المحبون صورهم ليتخذوا بالنهاية قرار الزواج.
وتساءلت..مثل هذا الزواج
الانترنيتي حقيقة ام وهم وما هو راي شبابنا وشاباتنا بالموضوع؟ هشام علي
شاب متخرج من قسم الحاسبات في الجامعة التكنلوجية يعمل حالياً في مكتب
لصيانة و تجهيز الحاسبات قال:
- تعرفت على فتاة منذ فترة عن طريق
(الانترنيت) وبعد ان تبادلنا الافكار والمشاعر اكشتفت انها قريبة الى نفسي
فعرضت عليها الزواج فترددت في بادئ الامر لكنها سرعان ما وافقت بعد ان
حصلت على موافقة اهلها واليوم نحن نستعد لبناء عش الزوجية.
يروي
المهندس (ج.ع) تجربته مع الانترنيت مؤكداً انه استطاع ان يعثر على الحب
الحقيقي بعد عشرات المحاولات الفاشلة بعد ان غدرت به خطيبته وتزوجت من اخر
فلجأ الى الانترنيت محاولاً التنفيس عن احباطه العاطفي من خلال التعرف على
الفتيات.
ويضيف كنت ابدأ حديثي معهن بمهاجمة المرأة واصفها بالخائنة كي
استفزهن لكنهن مع ذلك لم ينسحبن من الحديث معي واصبحت من مدمني الانترنيت
وفي نهاية المطاف وجدت ضالتي عند احداهن.
اما (توفيق.ي) موظف في احدى
دوائر الدولة فقد جرب حظه هو الاخر على الانترنيت بعد ان اجتاز دورة خاصة
في الحاسوب وتعرف من خلاله على العديد من الفتيات وقد استطاع الحصول على
موعد مع احداهن حيث كان يحدثها عبر الانترنيت وتطورت العلاقة كما يقول الى
حب عميق ادى في نهاية الامر الى الزواج وها هو متزوج حالياً من الفتاة
التي تعرف عليها من خلال (الانترنيت).
وجهة نظر الشابات بالموضوع
اذا
كان هذا حال شبابنا ترى كيف يكون الامر مع الشابات الحب اخذ يطرق باب
(سلمى.ع) ولكن ليس عن طريق قلبها بل عن طريق الانترنيت،حيث تعرفت على شباب
بعد جلسات محادثة طويلة، تعرفت على صدق مشاعره و تعرف هو على مشاعرها
اتجاهه.
ونمت بذرة الحب بينهما، وتاكيداً على صدق مشاعره نحوها تقدم
لطلب يدها من اهلها لكن اباها رفض بشدة هذا الهراء اي الزواج عن طريق
الانترنيت وحرمها من الخروج من البيت او استخدام الانترنيت.
اما الطالبة الجامعية (ل،ش) وصفت الزواج عبر الانترنيت بانه نوع من اللهو والعبث بمشاعر الفتيات.
واكدت ان كل ما يروى من قصص وحكايات غرامية وعلاقات حب انتهت بالزواج عبر الانترنيت ما هي الا محض اكاذيب صنعها خيال الرجال.
وتساءلت:
هل يعقل ان يتم الزواج بهذه البساطة وبهذه الثقة المطلقة التي تولدت بين
الطرفين دون الخوض بتجربة حب صادقة وحقيقية؟ اني لا اعتقد ذلك؟
رأي علم النفس بالموضوع
ويرى
الدكتور نزار عبد الهادي المختص بعلم النفس التربوي ان علاقات الحب
والزواج تطورت عبر الاجيال فلم يعد في هذا الزمن مكان للحب (الافلاطوني)
او الحب العذري على طريقة مجنون ليلى او عنترة بن شداد، فالحياة العصرية
اوجدت قنوات عقلانية للتواصل بين الجنسين في مقدمتها الانترنيت وهو ما
يبدو وسيلة متميزة للتقريب بين الطرفين ولا ارى غضاضة في ان يتم الزواج
بين الرجل و المراة عن طريق الانترنيت لان الحب الحقيقي هو الحب الذي يخضع
لامتحان الحياة وما يترتب على ذلك من تضحيات من الطرفين.واكد ان الزواج
الذي يتم عبر الانترنيت قادر على ان يصمد كاي زواج اخر ويسهم فعلاً في حل
مشكلة العنوسةالا انه في نفس الوقت محفوف بالاخطار لانه لا يعطي الفرصة
الكافية كي يتعرف كل طرف على الاخر بصورة جيدة اذ يحاول كل واحد منهما ان
يبرز الجوانب الايجابية من شخصيته مدعياً ما لايمت لحقيقته بصلة.
والطريقة
المثلى لانجاح هذا النوع من الزواج هي جمع المزيد من المعلومات الكافية عن
كل طرف بمساعدة الاهل والاصدقاء اما التسرع باكمال مراسيم الزواج فقد يؤدي
الى فشله.