فيما أكدت المنتخبات الأوروبية هيمنتها على المونديال
البرازيل والأرجنتين يخيّبان شعوبهم
لم تشذ نهائيات كأس العالم 2010
عن القاعدة مقارنة بالدورات السابقة، بعد أن ساد الاعتقاد عقب إجراء الدور
ثمن النهائي أن المفاجأة، التي أخفق الأفارقة في إحداثها على أرض قارتهم،
ستكون هذه المرة من منتخبات أمريكا اللاتينية بعد تأهل 4 منتخبات إلى
الدور ربع النهائي مقابل 3 منتخبات أوروبية، غير أن التكهنات انقلبت رأسا
على عقب بعد تفوق الأوروبيين على ممثلي أمريكا اللاتينية.
احترم منطق الهيمنة الأوروبية على أكبر تظاهرة عالمية، حيث احتفظت القارة
العجوز بممثليها الثلاثة هولندا وألمانيا وإسبانيا، في حين ودعت منتخبات
الأرجنتين والبرازيل والباراغواي المونديال وهي تجر أذيال الهزيمة، ليبقى
منتخب الأوروغواي آمال قارة أمريكا اللاتينية رغم صعوبة المهمة باعتباره
يصل إلى الدور نصف النهائي لأول مرة بعد 40 سنة من الغياب.
صحيح أن كل الدورات السابقة للمونديال عرفت مفاجآت، لكن هذه المرة كانت من
العيار الثقيل، وذلك بخروج منتخبي البرازيل والأرجنتين من المنافسة دون
الوصول إلى المربع الذهبي بعد أن كانا أكبر المرشحين لنيل اللقب العالمي،
أو على الأقل الوصول إلى المحطة النهائية. ولم يكن يخطر ببال أحد إقصاء
بلاد ''السامبا'' في الدور ربع النهائي من قبل تشكيلة ألمانية مغمورة
تفتقر عناصرها للتجربة الدولية، مقارنة بمنتخب ''السيليساو'' الذي يضم في
صفوفه عدة نجوم تصنع أفراح أكبر الأندية الأوروبية على غرار كاكا وروبينيو
ولوتشيو ومايكون وفابيانو، لكنهم أخفقوا في تجاوز عقبة ''الماكينات''
الألمانية نظرا لنقص تجربة المدرب دونغا الذي فشل أمام دهاء المدرب
الألماني يواخيم لوف.
وكانت الجماهير البرازيلية تعقد
آمالاً كبيرة على منتخبها في العرس العالمي لاستعادة البسمة التي غابت
عنها منذ التتويج بلقب النسخة السابعة عشرة في كوريا الجنوبية واليابان
معاً، وإضافة لقب جديد في قارة جديدة بعدما تذوقت طعم التتويج في القارات
الأربع (أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية)، غير أن شيئاً
من هذا القبيل لم يحدث وتحول الحلم إلى كابوس بل الأكثـر من ذلك أن
المنتخب البرازيلي المصنف أول عالمياً والمتوج بكأس القارات العام الماضي
وكوبا أميريكا 2007 ودع المسابقة من الباب الضيق بعد عرض باهت أمام
المنتخب البرتقالي خصوصـاً في الشوط الثاني.
ومن جهته، فإذا كان منتخب الأرجنتين قد دخل المونديال دون أدنى حظوظ
للذهاب بعيدا في هذه المنافسة بعد مشواره المتواضع في التصفيات ''هزيمة
بنتيجة 6/1 أمام بوليفيا''، حيث انتظر الجولة الأخيرة لانتزاع ورقة
التأهل، إلا أنه سرعان ما كسب إعجاب النقاد من خلال نتائجه الإيجابية
وأدائه المتميز في الدور الأول، إضافة إلى تواجد عدة عناصر لامعة تحت تصرف
المدرب مارادونا، وأبرزهم الأسطورة ميسي الذي كان يراهن عليه المدرب
لقيادة منتخب ''التانغو'' إلى التتويج، وهو الخطأ الذي وقع فيه مارادونا
الذي أثبت المقولة المشهورة ''أن اللاعب الكبير ليس بالضرورة أن يكون
مدربا كبيرا''، بدليل اختياراته التكتيكية التي كانت سببا في الخزي الذي
لحق بالمنتخب في الدور ربع النهائي أمام ألمانيا مما جعله يتعرض لـ''هجمات
شرسة'' من قبل الجمهور الأرجنتيني عقب خسارة الرباعية أمام ألمانيا.