السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
اريد معرفه حكم زخرفه المساجد وهل هي محرمه اوما هي حدود المسموح بها وما
الرد علي من يقول ان المسجد الحرام والنبوي بهما زخارف
الجواب
:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جاء النهي عن زخرفة المساجد ، وعن كل ما يُلهي الْمُصَلِّي .
ففي الصحيحين من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلامٌ ، فَنَظَرَ إلَى
أَعْلامِهَا نَظْرَةً ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي
هَذِهِ إلَى أَبِي جَهْمٍ , وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ ؛
فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلاتِي .
الخميصة : كساء مربع له أعلام .
والأَنْبِجانِيَّة : كساء غليظ .
وسبق شرح هذا الحديث هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/128.htm
فلذلك تُشرع إزالة كل ما ألْهَى المصلِّي أو أشغل بالَه .
قال الإمام البخاري : وأمَر عُمر بِبناء المسجد ، وقال : أكِنّ الناس من
المطر ، وإياك أن تُحَمِّر أو تُصَفِّر ، فَتَفْتِن الناس . وقال أنس :
يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلا ، وقال ابن عباس : لتزخرفنها كما
زخرفت اليهود والنصارى .
قال سفيان الثوري : يُكْرَه النَّقْش والتَّزْوِيق في المساجد ، وكل ما
تُزَيّن به المساجد .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن زخرفة المساجد ، ونهى عن ذلك ، فقال
عليه الصلاة والسلام : لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد . رواه
الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه . وصححه الألباني والأرنؤوط .
قا لابن رجب :
وروى المروذي في كتاب الورع بإسناد عن أبي الدر داء ، قال : إذا حَلّيتم
مصاحفكم ، وزخرفتم مساجدكم ؛ فعليكم الدمار .
وقال المروذي : ذَكرتُ لأبي عبد الله مسجدا قد بُني وانفق عليه مال كثير ،
فاسترجع وأنكر ما قلت .
قال حرب : قلت لإسحاق - يعني : ابن راهويه - : فتجصيص المساجد ؟ قال : أشد
وأشد . المساجد لا ينبغي أن تُزَيَّن ، إلا بالصلاة والبِرّ .
وأما الاحتجاج بما في المسجد النبوي ، أو بِما في غيره ، فليس بِحُجّة ؛
لأن أفعال الناس لا يُحتَجّ بها على الشرع ! بل يُحتّج بالشرع على أفعال
الناس ، وأقوال أهل العلم يُتَجّ لها ولا يُحتَجّ بها !
ثم إن مبتدأ تلك الزخرفة من زمن الوليد بن عبد الملك !
قال الإمام الذهبي في سيرة الوليد بن عبد الملك : وكان قليل العِلم !
نِهْمَته في البناء ، أنشأ أيضا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وزَخْرَفَـه . اهـ .
وقال ابن رجب : وممن كَرِه زخرفة المساجد وتَزْويقها : عمر بن عبد العزيز ،
وكان قد أراد إزالة الزخرفة التي كان الوليد وَضعها في مسجد دمشق الجامع ،
فَكَبُر ذلك على من يستحسنه ممن تُعجبه زِينة الحياة الدنيا ، واحتالوا
عليه بأنواع الحيل ، وأوْهَمُوه أنه يَغيظ الكفار ، حتى كفَّ عن ذلك .
والله تعالى أعلم .
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله
عضو مركز الدعوة والإرشاد بـالـريـاض