ة الشروق في قافلة " شريان الحياة 5 " فريدة لكحل / عفاف غربي / تصوير : معمر عبد الحليم
وصف النائب البريطاني السابق جورج غالاوي القرار المصري القاضي بإبعاد 18 شخصا من دخول غزة، بالسخيف والغريب والقاسي واستغرب غالاوي خلال المؤتمر الصحفي الذي نشطه أمسه إثر وصوله لمخيم طلائع البعث السوري، القرار الذي أصدرته السلطات المصرية في الساعات الأخيرة قبيل انطلاق القافلة، معتبرا إياه غير منطقي على الإطلاق وغير مبرر، مضيفا أنه كان يظن أن الأمن المصري ذكي، لكنه تفاجأ بسخفه وغبائه، و"إلا كيف نفسر إصدار قرار بمنع أشخاص لم تكن أسمائهم موجودة في قائمة المشاركين في شريان الحياة 5" يقول جورج غالاوي، وقال إنه يرفض هذا القرار جملة وتفصيلا، لأنه تنازل عن المشاركة في القافلة بشرط دخول كل الوفود دون استثناء رفقة المساعدات، لكن النظام المصري أخل بهذا الشرط .مضيفا أنه لم يطلب الذهاب لزيارة الأهرامات "بل أردنا وطلبنا موافقة مصرية للمرور إلى غزة، ومَنعُنا غير المبرر، يعني منعنا من الدخول لفلسطين وغزة وليس لمصر، وهو مالا أقبله أبدا ولا يقبله أي شخص في العالم، خاصة وأني لم أقم بعمل ضد السلطات المصرية ولا ضد شعبها"، موضحا أن الشعب المصري ينتظر هذه القافلة بالملايين ويريد تقديم الدعم لها كما قدمه سابقا، غير أن العائق الوحيد هو السلطات المصرية غالاوي الذي تحدث بلغة الغضب والاستهجان قال إن من غرابة القرار المصري بمنع 18 متضامنا من ضمن 385 مشارك في شريان الحياة 5، من الدخول عبر أراضيها لقطاع غزة المحاصر، هو حذف بعض الأسماء غير المسجلة في قائمة المتضامنين أصلا ولا تعرف عنها قيادة القافلة شيئا، على غرار الأردني زكي بن رشيد، كما استغرب من منع الشيخ إسماعيل نشوان وهو أكبر شخص في القافلة ونسبوا جنسيته إلى تركيا بالرغم من أنه أردني، وهو الخلط الذي طال أيضا المتضامنة البريطانية آمنة نور الدين التي منعت بحجة أنها زوجة أحد قيادي القافلة، والتي قال عنها غالاوي إنهم شكوا فيها أن تكون زوجته والسبب "أن زوجته اسمها آمنة يعني تشابه أسماء"، وهو الأمر الذي أكدته الآنسة آمنة التي لم تتزوج قط.
وفي إجابته عن سؤال حول ما إذا كان أعضاء القافلة بمن فيهم الممنوعون سيرافقون المساعدات إلى ميناء العريش أم يودعون أصدقاءهم في اللاذقية، فقد رفض غالاوي الإجابة واكتفى بالقول "سنبحر غدا"
نائب رئيس القافلة كيفن اوفندنكيف يمكن لبلد الأزهر أن تعيق حامل أموال زكاةأبدى كيفن اوفندن نائب رئيس القافلة خلال المؤتمر الصحفي الذي نشطه جورج غالاوي، استغراب من القرار المصري، متسائلا كيف يمكن لبلد تحتضن الأزهر الشريف إعاقة قافلة إنسانية.
وأكد كيفن أحد قيادي القافلة الممنوعين، "أن هذه الأموال المحمولة لغزة والتي اشتريت بها سيارات نفعية وسيارات إسعاف أو الأدوية، كانت أموال زكاة، فلماذا ترفض دولة مسلمة إيصال أموال الزكاة، مضيفا أن لا مبرر لمصر بمنعنا من الدخول ولو كنا نشكل خطرا على الأمن القومي المصري لأدخلونا بحراسة أمنية مشددة وأخرجونا كذلك دون اللجوء لهذا القرار الغريب، ودعا السلطات المصرية لتصحيح ما أسماه بالخطأ لأن هذا القرار في رأيه كان خاطئا ولم يكن مبنيا على أسس صحيحة".
هذا وأبدى رئيس الوفد الجزائري عبد الرزاق مقري في تصريح للشروق أن الوفد الجزائري سيبقى في تصرف قيادة القافلة تضامنا مع الممنوعين، وما تراه القيادة سيطبقه، وقال إنه حزين لمنع هذه الأسماء، سيما وأنه قرار بدون أسباب موضوعية، وفي رده على سؤال الشروق حول إمكانية حدوث مفاجأة في العريش المصري، بتراجع مصر عن قرارها، فقد أبدى تخوفه من صدور أي قرار سلبي بهذا الخصوص.
القرار المصري أقصاهم من القافلةففاضت أعينهم بالدمع وارتفعت أكفهم للسماء كان وقع خبر إقصائهم من القافلة كالصاعقة، فامتزجت دموعهم بإصرار أكبر على كسر الحصار عن غزة وتحديا لكل قرار يصدهم عن مهمتهم الانسانية تجاه قضيتهم، فكانت لهم بعض الرسائل النابعة من قلوبهم التي تضخ كل الدماء في شريان الحياة المتوجهة إلى فلسطين..
شيخ القافلة وكبيرهم الذي علمهم التعلق بالقضية..
أبكى الشيخ الأردني وكبير المتضامنين في "شريان الحياة5"اسماعيل نشوان، صاحب الثلاثة والثمانين عاما جميع الحضور بعد بكائه بحرقة إثر إعلان اسمه ضمن القائمة الممنوعة من دخول غزة، ليبدأ الجميع بالتصفيق والتكبير وترديد عبارة "حسبي الله ونعم الوكيل".
زاهر البيراوي من بريطانيا: "أشعر بالحزن نتيجة القرار المصري الذي حرم أعضاء القافلة من الوصول إلى هدفهم وتقبيل تراب غزة، خاصة الذين حملوا جزءا من تراب أضرحة شهداء تركيا، وذلك الشيخ الطاعن الذي يعد أيامه ويبكي قبل أن يقبل تراب فلسطين وإيصال الأمانة إلى أهلها، وتلك الأخت التي تمثل أكبر مؤسسة إنسانية. "يحزنني كعربي ومسلم وفلسطيني أن يمنع كل هؤلاء وغيرهم من تحقيق هدفهم ويحز في نفسي كل حر في العالم العربي والإسلامي وعلى أرض مصر الكنانة أن تكون مواقف سلبية من الدولة المصرية لا تعبر عن التاريخ المصري بل تتناقض مع الدور التاريخي للشعب المصري تجاه شقيقه الفلسطيني، لذا فإن مثل هذه القرارات من شأنها أن توغر نفوسا كثيرة ضد مصر، لكنها لم توقف عجلة التضامن والسير نحو كسر الحصار عن غزة وكما يقال القافلة تسير...
الشيخ اسماعيل نشوان: "أتعجب لهذا القرار، فهل رجل في عمره 83 سنة سيقوم بانقلاب ضد مصر، ثم إنني لست تركيا كما تم اعتباري بل أردنيا هدفه رفع الحصار عن أهله في غزة وفلسطين، وحسبي الله ونعم الوكيل".
آمنة نور الدين من لندن: "منع مصر لنا من دخول غزة عبرها هو منع لنشطاء حقوق الانسان من الدفاع عن غزة، ونحن جئنا كأفراد من دول العالم لنطالب بحق إخواننا الفلسطينيين في حياة كريمة، ثم إنه حتى الأمم المتحدة اعتبرت أن خرق حقوق الانسان ضد الشعب الفلسطيني وشعب غزة، غير قانونيا".
ولأن دولنا وأنظمتنا لا تحرك ساكنا تجاه قضية الحصار المفروض على غزة، فإننا هنا لأجل ذلك، ولن تحد القرارات المصرية من عزيمتنا، وأقول لمصر إذا لم تمنحوا الفلسطينيين حقهم وحريتهم التي أنتم طرفا ممن يساهمون فيها، فإن أصواتنا ستتعالى أكثر وإن لم أشارك في هذه القافلة فإن غزة ستتحرر وفلسطين ستعيش حريتها ذات يوم".
خضر مشايخ من الأردن: "أنا الصحفي الوحيد الذي تم منعه من إكمال المسيرة مع هذه القافلة، وهي مشكلة كبيرة حقا، فقد دخلت غزة كصحفي وحيد لتغطية العدوان الإسرائيلي عليها، وقبلوا دخولي عبر رفح ومكثت أسبوعا وعندما طلبوا مني المغادرة غادرت مباشرة، وشاركت في شريان الحياة3، وغطيت الحدث بالتزام، ولم يسجل علي أي خطأ إطلاقا، وتعرضت للخطر في أسطول الحرية عندما كنت على ظهر سفينة مرمرة، وتم إطلاق رصاص حي علي، رغم هذا لم يسجل ضدي أي إخلال بالتزامي في تغطيت الحدث، لذلك أرى أن هذا القرار لم يقصدونني به شخصيا، وليس هذا من صالح مصر شعبا وحكومة أن يسجل ذلك عليها. تعلمت أننا إذا أصرينا على دخول غزة فإننا سندخلها، وأنا على يقين بدخولنا إليها إنشاء الله.
أورهان توكجا من تركيا: "نحن كشعب تركي أردنا إيصال المساعدات إلى غزة في أسطول الحرية، لكن جنود إسرائيل هاجمونا ومنعونا من ذلك، فأرسلنا إليها دماءنا ونحن الآن 9 أتراك نمثل شهداءنا، عاهدناهم على إكمال المسيرة لأن شهداءنا كانوا يريدون دخول غزة، لكن للأسف مصر منعتنا فعندما تهددنا إسرائيل نفهمها باعتبراها عدوا للمسلمين ولمناهضي حقوق الانسان، أما أن تمنعنا مصر فلا يمكننا استيعاب ذلك، لكن لن نتراجع عن هذا النضال وسنتوجه بقوافلنا إلى فلسطين حتى تتحرر غزة وكل أراضي فلسطين.
زكريا من الأردن: "لم نحزن كثيرا لأننا لا نسعى دخول مصر بغرض الاستجمام والسياحة، لكن حزننا على غزة التي دخلناها في قافلة شريان الحياة الثالثة ورأينا حالة الأطفال هناك، ووعدت طفلة في السابعة من عمرها ببعض الهدايا، لذا فوجئت وحزنت جدا لعدم تمكني من الذهاب إلى غزة ووفائي بالوعد. ليس عندي ما يضر النظام المصري ولم أدخل مصر إلا في شريان الحياة ولم أفعل ما يسيء لها".
أمجد علي محمود من بريطانيا: "هذا سفري الثالث في القافلة وقلبي يعتصر ألما لهذا القرار المصري، لقد حاولنا إيصال المساعدات الإنسانية والدعم المعنوي لأهلنا في غزة وجئت من مكان يدعم القضية وجمعنا أموالا هائلة في سبيل ذلك، لكن للأسف هذا القرار منعني من ذلك".
فرج الأفغاني من الأردن: "أنا لا أهدد الأمن المصري وكان لي الشرف في المشاركة في أسطول الحرية وعند رجوعنا إلى الأردن كنت أجد جوابا لكل سؤال أبنائي بسهولة، أما الآن فعندما أعود سيصعب عليّ إيجاد أجوبة."
مصطفى نشوان من الأردن: "نرفع مظلمتنا إلى الله ليرفع عنا هذا الظلم، فأنا أشكو ممن اتخذ القرار إلى الواحد القهار وحسبنا الله ونعم الوكيل".
عمر كرة باجاق من تركيا: "أشكر كل أفراد القوافل الذين تركوا بيوتهم من أجل إيصال المساعدات إلى غزة، وأنا تركت وطني لأجل ذلك، وفي تركيا آلاف الشباب وآلاف الناس يريدون كسر الحصار، ونحن مستعدون كلنا للتضحية من أجل ذلك".
بعض الأصداءتركي ممنوع بسبب مشاركته في مرمرة، لكنه شاهد أحداثها على الفيديو فقطبعض أعضاء القافلة لم يكونوا على مرمرة واتهموهم بذلك مثل التركي عمر كرة بجق الذي التحق أول يوم بشريان الحياة الثالثة، وكانت معه سيارة، ومنذ ذلك لم تطأ قدمه أي قافلة تضامنية، فمنعته مصر من إكمال مسيرته إلى غزة بسبب مشاركته المفترضة حسب مصر في أسطول الحرية ..
..
وأردنيون منعوا لأنهم أتراكبعض الأردنيين اعتبروا أتراكا حسب القائمة التي سلمتها السلطات المصرية والتي أقصتهم فيها لمبررات غير مطابقة للواقع أصلا، مما أثار الكثير من الاستغراب بين المعلومات الدقيقة التي طالبت بها مصر وبين المعلومات المختلطة وغير الصحيحة التي سلمتها مصر لضبط أسماء المعنيين بإكمال المشوار.
إيثار الوفد الجزائري في لوحة تضامنية رائعة على لسان مقري..مباشرة بعد إعلان مصر لأسماء الممنوعين، أدلى مقري كلمة صفق لها الكل وأثرت فيهم جدا، وهي "فرحتنا واحدة بسبب عدم وجود جزائريين بين الممنوعين، وحزننا أكبر على إخواننا، لكننا مستعدون لكل قرار من طرف قيادة القافلة".
آمنة العزباء متزوجة من قائد من قيادة القوافل التضامنية:
تعجبت المتضامنة آمنة نور الدين من لندن، المسلمة ذات الأصول الهندية من سبب منعها من دخول غزة، وهي التي تمثل أكبر مؤسسة تضامنية حقوقية، من كونها زوجة لقيادي في قافلة "شريان الحياة"، ليعلق غالاوي مازحا، "لقد كنت متزوجا امراة تدعى آمنة، فأي ذكاء مصري جعلهم يشكون في كونها زوجتي السابقة"، ليضيف "أنها لن تقبل الزواج مني أصلا".