بسم الله الرحمان الرحيم
قواعد عامة في تربية الأولاد
1- جيد أن تكون أول كلمة يسمعها الطفل في حياته هي كلمة التوحيد : لا إله
إلا الله . كما روى الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال :( افتحوا على صبيانكم أول كلمة بلا إله إلا الله ) ولا
يخفى ما في هذا العمل من أثر في تلقين الولد أصل العقيدة ومبدأ التوحيد
والايمان .
2. يبصر الطفل أولا بأول بالحلال والحرام وحدودهما .كما أخرج ابن جرير
,وابن المنذر عن حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال :( اعملوا بطاعة
الله واتقوا معاصي الله , و مروا أولادكم بامتثال الأوامر واجتناب النواهي
, فذلك وقاية لهم ولكم من النار ) .
3. يعود الطفل على الصلاة في وقتها منذ السن السابعة . لقوله عليه الصلاة
والسلام :( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين , واضربوهم عليها وهم
أبناء عشر , وفرقوا بينهم في المضاجع ) .
4. يربى على قراءة القرآن وحب الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظ سيرته وسير
أعلام الاسلام حتى يجتهد في التأسي بهم في سلوكه كما روى الطبراني عن علي
كرم الله وجهه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أدبوا أوادكم على ثلاث
خصال : حب نبيكم , وحب آل بيته , وتلاوة القرآن ,فإن حملة القرآن في ظل
عرش الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه ) .
ومما يروى في كتب التاريخ والأدب أن الفضل ابن يزيد رأى مرة ابن امرأة من
الأعراب , فأعجب بمنظره فسألها عنه فقالت : (إذا أتم خمس سنوات أسلمته إلى
المأدب فحفظ القرآن فتلاه , وعلمه الشعر فرواه ,ورغب في مفاخر قومه ولقن
مآثر آبائه وأجداده فلما بلغ الحلم حملته على أعماق الخيل , فتمرس وتفرس
ولبس السلاح ومشى بين بيوت الحي , وأصغى إلى صوت الصارخ ... )
5- على المربي أن يشغل أوقات الفراغ عند الطفل بالذكر وتلاوة القرآن
والتفكير في خلق الله ومحاسبة النفس وفي حفظ القرآن وزيارة الأصحاب
والأحباب وعيادة المريض من المعارف والأصدقاء . وهذه كلها طاعات يتقرب بها
إلى الله ويزيد نفسه ثراءا في كل مرة ولا تستنفذ طاقة النف في التفاهات
وفي المدمرات من الشهوات .
6- كمبدأ عام في علاج عادات الطفل السيأة نحاول تطبيق مبدأ الاخلال فإن
كانت للطفل عادات سيئة يصر عليها فإن أفضل طريقة لأصلاحها هو استبدالها
بعادات أخرى طيبة فمثلا الطفل الذي يضع اصبعه في فمه نتعامل معه كأنه لا
يقصد ذلك فنقول له : أنت لا تعني ذلك ثم نطالبه بأن يتوجه لغسل أصابعه حتى
تكون نظيفة . وتكرار ذلك يزرع فيه عادة النظافة فيمل من وضع إصبعه في فمه .
7- من الطرق المفيدة في علاج عناد الطفل إحساسه بالخسارة الذاتية فإذا كسر
لعبته مثلا لا داعي لعقابه طويلا على ذلك يكفي أن ينبه ثم لا تصلح له
اللعبة لعدة شهور حتى يحس بالخسارة التي سببها لنفسه وهكذا ... أما تكرار
كلمات الوعيد والتهديد والعتاب فإنها تفقد مفعولها مع الأيام .
8- هناك قدر من الحب والرعاية من الوالدين لولدهما لابد منه والزيادة فيه كالنقص منه كلاهما مفسد للطفل .
9- لا يليق أن يقف الوالدان أمام ولدهما موقف المتعارضين في أي أمر وخاصة
فيما يتعلق بالموقف منه اتجاه مخالفة ارتكبها في حق الله أو في حق الغير
من البشر أو في حق نفسه .
10-السرقة والكذب هما أكثر انحرافات الطفل حدوثا أو أكثر حاجة إلى الجهد من الوالدين حتى يعبر طريق الطفولة بسلام .
11- قد يغفر الطفل للآخرين أن يكذبوا أن يغشوا أو يخدعوا أو يسرقوا وقد لا يتأثر بهم إلا قليلا وقد لا يتأثر بذلك إطلاقا
ولكنه لن يغفر لأي حال من الأحوال لأحد أبويه أن يفعل شيئا من ذلك ولا
يمكن أن يمر شيء من ذلك بدون تأثير عميق في نفسه قد يبقى بقية العمر كله
لا يتغير