حمل المولود
ينبغي أن يمنع حملهم والطواف بهم حتى يأتي عليهم ثلاثة أشهر , لقرب عهدهم ببطون أمهاتهم و ضعف أبدانهم.
عند قرب الأطفال من التكلم
فإذا قربوا من وقت التكلم و أريد تسهيل الكلام عليهم فاليدلك ألسنتهم
بالعسل و الملح الذراني لما فيهما من الجلاء للرطوبات الثقيلة المانعة من
الكلام , فإذا كان وقت نطقهم فاليلقنوا (لا إله إلا الله محمد رسول الله)
وليكن أول ما يقرع على مسمعهم معرفة الله سبحانه و توحيده.
إذا حضر وقت نبات الأسنان
فإذا حضر وقت نبات السنان فينبغي أن يدلك لثاهم كل يوم بالزبد و السمن ,
ويمرخ خرز العنق تمريخاً كثيرا و يحذر عليهم كل الحذر وقت نباتها إلى حين
تكاملها من الشياء الصلبة , ويمنعون منها كل المنع لما في التمكن منها من
عريض الأسنان لفسادها وتعويجها.
انتفاع الطفل ببكائه
ولا ينبغي أن يشق على الأبوين بكاء الطفل و صراخه , ولا سيما لشربه اللبن
اذا جاع فإنه ينتفع بذلك البكاء انتفاعا كبيرا , فإنه يروض أعضاءه و يوسع
أمعاءه و يفسح صدره , و يحرك الطبيعة لدفع ما فيها من الفضول , و يدفع
فضلات الدماغ من المخاط وغيره.
متى يدرب على الحركة و القيام
ينبغي ان لا يهمل أمر قماطه و رباطه , الى ان يصلب بدنه , وتقوى أعضائه ,
ويجلس على الأرض , فحينئذ يمرن و يدرب على الحركة و القيام قليلاص إلى ان
يصير له ملكة وقوة يفعل ذلك بنفسه .
وقاية الطفل من كل ما يفزعه
و ينبغي أن يوقى الطفل كل أمر يفزعه : من الأصوات الشديدة الشنيعة ,
والمناظر الفظيعة و الحركات المزعجة , فإن ذلك ربما أدى الى فساد قوته
العاقلة فإذا عرض له عارض من ذلك , فينبغي المبادرة إلى تلافيه بضده و
إيناسه بما ينسيه إياه.
كثرة الاكل والشرب
و من سوء
التدبير للأطفال أن يمكنوا من افمتلاء من الطعام وكثرة الأكل والشرب و من
أنفع التدبير لهم أن يعطوا دون شبعهم ليجود هذمهم و تعتدل اخلاطهم و تقل
الفضول في أبدانهم و تصح أجسادهم.
الحذر في حمل الطفل على المشي قبل وقته
ومما ينبغي أن يحذر , ان يحمل الطفل على المشي قبل وقته لما يعرض في
أرجلهم بسبب ذلك من الانفتال و الاعوجاج بسبب ضعفها و قبولها لذلك , واحذر
كل الحذر أن تحبس عنه ما يحتاج اليه من فيئ او نوم او طعام أو شراب أو
عطاس...
الاعتناء بخلُق الطفل
و مما يحتاج إليه الطفل
غاية الاحتياج الاعتناء بأمر خلقه , فإنه ينشأ على ما عوده المربي في صغره
من : حردٍ وغضب , ولجاج, وعجلة, وخفة مع هواه , وطيش ,وحدة , وجشع, فيصعب
عليه في كبره تلافي ذلك , وتصير هذه الخلاق صفات و هيئات راسخه له , فلو
تحرز منها غاية التحرز فضحته ولا بد يوماً ما , ولهذا تجد أكثر الناس
منحرفة أخلاقهم و ذلك من قبل التربية التي نشأ عليها و كذلك يجب أن يجتنب
مجالس اللهو و الباطل و الغناء و سماع الفحش و البدع ومنطق السوء فإذا علق
بسمعه , عسر عليه مفارقته في الكبر و و عز على وليه استنقاذه منه , فتغيير
العوائد من أصعب الأمور , يحتاج صاحبه إلى استجداد طبيعة ثانية و الخروج
عن حكم الطبيعة عسر جداً.
و ينبغي لويله أن يجنبه الخذ من غيره غاية
التجنب , فإنه متى إعتاد الأخذ صار له طبيعة و نشأ بأن لا يعطي , واذا
اراد الولي أن يعطي شيئا اعطاه اياه على يده ليذوق حلاوة الإعطاء و يجنبه
الكذب والخيانة أعظم مما يجنبه السم الناقع , فإنه متى سهل سبيل الكذب
والخيانة أفسد عليه سعادة الدنيا والآخره و حرمه كل خير , ويجنبه الكسل
والبطالة و الدعة والراحة , بل يأخذه بأضدادها , لا يرحه إلا بما يجم نفسه
و بدنه للشعل فإن الكسل و البطالة عواقب سوء ومغبة ندم و للجد والتعب
عواقب حميدة إما في الدنيا و إما في العقبى و أما فيهما فأروح الناس أتعب
الناس .
تجنب فضول العادات
و يجنبه فضول الطعام و
الكلام و المنام و مخالطة النام , فإن الخسارة في هذه الفضلات و هي تفوت
على العبد خير دنياه و آخرته , ويجنبه مضار الشهوات المتعلقة بالبطن
والفرج غاية التجنب.