التحكم بالغضب: ملف شامل

شاطر
 

  التحكم بالغضب: ملف شامل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت مسلمة

بنت مسلمة

نوع المتصفح موزيلا

صلي على النبي

صل الله عليه وسلم


انجازاتي
لايتوفر على اوسمة بعد:  

 التحكم بالغضب: ملف شامل Empty
مُساهمةموضوع: التحكم بالغضب: ملف شامل    التحكم بالغضب: ملف شامل Empty2010-11-16, 20:26

التحكم بالغضب: ملف شامل


  التحكم بالغضب: ملف شامل 098978973528

فيهذا البحث نتأمل النتائج الخطيرة لظاهرة الغضب التي انتشرت بشكل كبير فيهذا العصر، وكيف تحدث القرآن عن علاجها وكيف يتطابق ذلك مع الدراساتالنفسية الحديثة....

الغضبمن الصفات التي نهى عنها النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم، وكلنا يذكر قصةذلك الأعرابي الذي جاء ليأخذ النصيحة من الرسول فأمره ألا يغضب فقال زدنيقال لا تغضب فقال زدني قال لا تغضب... ولا زال النبي يكرر هذا الأمر حتىانتهى الأعرابي عن السؤال. وسؤالنا: لماذا كل هذا الاهتمام النبوي بموضوعالغضب، وما هي آثاره الخطيرة، وما هي وسائل العلاج؟ هذا هو موضوع بحثنا.
إن هذه الكلمة يطلقها علماء الغرب اليوم بعدما اكتشفوا ما تحمله من أسرار وفوائد ودلالات، إنها (لا تغضب) والتي كررها النبي مراراً للأعرابي حتى خُيل له أن الإسلام يتلخص في هذه العبارة الرائعة (لا تغضب)،فالغضب هو مفتاح لكل أبواب الشر، ومفتاح للاستكبار الذي يعاني منهالملحدون وغيرهم من المشككين، ويمكنني أن أقول إن الغضب هو مفتاح جهنموالعياذ بالله.
وقدكان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لا يغضب أبداً لنفسه ولا لأمر من أمورالدنيا، إلا أن تُنتهك حرمة من حرمات الله تعالى، وهنا تكمن عظمة هذاالنبي الذي يستهزئ به أعداؤه لأنهم حقيقة لم يجدوا أي حجة علمية يطلقوهاوبعدما أصبحت حقائبهم فارغة لجؤوا إلى وسيلة الضعفاء ألا وهي الاستهزاء!
ولكيتكون حجتنا علمية أود أن أعرض أولاً ما نشرته جريدة ديلي ميل البريطانيةعن نداء يوجهه باحثون بريطانيون يعتقدون أنه الحل لمشاكل الغرب التي تولدتلديه بنتيجة الإلحاد. فاليوم يشهد الغرب أعلى معدلات للجريمة والاغتصابوالعنف بأشكاله في الشارع والمنزل، إنها ظاهرة اجتماعية خطيرة أنفقواالملايين من أجل إيجاد علاج لها، فانظروا بماذا خرجوا أخيراً!!
فقدحذر عدد من الأطباء البريطانيين من تفشي ظاهرة انعدام السيطرة علي المزاجمؤكدين أنها تعد مشكلة كبيرة علي الرغم من أن أحداً لا يعتبر أنها تحتاجعلاجاً. وقال الأطباء إن عدم التمكن من السيطرة على الغضب أصبح ظاهرةتتزايد وتتسبب بارتفاع أعداد الأعمال الإجرامية وتفكك عائلات بالإضافة إليالمشاكل الصحية الجسدية والعقلية.
وجدالأطباء علاقة قوية بين الغضب المزمن والحاد وأمراض القلب والسرطانوالجلطات والإحباط وحتى الإصابة بالزكام بشكل متكرر!! وكانت مؤسسة العنايةبالصحة العقلية قد أطلقت مسحاً يظهر خطر هذه الظاهرة داعية إلى مواجهةخطرها لأنها تؤذي حياة الكثيرين.
وقالالمدير التنفيذي في المؤسسة الدكتور "أندرو ماكالوك" إنه من الغريب أنيترك الناس وحيدين عندما يتعلق الأمر بشعور قوي مثل الغضب في مجتمعيستطيعون فيه أن يحصلوا على مساعدة عند المعاناة من الإحباط والقلق والذعروالخوف واضطرابات الأكل وغيرها من المشاكل النفسية. إن هذا الغضب إذااستمر فسوف يهدم حياة الفرد. وأقر الباحثون بأن معالجة مشكلة الغضب ليستبالأمر السهل لكن منافعها كبيرة جداً!!
وأكدتهذه الدراسة أن الغضب أصبح مشكلة كبرى تشمل ربع المجتمع وتسبب الكثير منالإحباط، ولذلك أطلقوا نداء موحداً يؤكدون من خلاله على ضرورة ألا يغضبالإنسان كوسيلة لعلاج معظم مشاكل المجتمع وبخاصة الشباب.
ونقوليا أحبتي! إن علماء الغرب يرددون كلام النبي الأعظم بعدما ثبت لهم أن الحليكمن في هذه العبارة (لا تغضب)، وأقول بالله عليكم هل صاحب هذا النداءالرائع (لا تغضب) هو رجل انفعالي أم رجل رحيم بأمته يريد الخير لهم؟؟
انظروامعي كيف يعود الغرب شيئاً فشيئاً إلى تعاليم الإسلام، ماذا يعني ذلك؟ إنهيعني شيئاً واحداً ألا وهو أن الإنسان عندما يبحث ويفكر ويكتشف الحقائقالعلمية ويخوض التجارب لابد أن يصل إلى نفس الحقائق التي جاء بها هذاالنبي الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه!! وسؤالي هل ازداد حبكم لنبي الرحمةصلى الله عليه وسلم بعدما اطلعتم على هذا البحث؟
إنالحقائق التي جاء بها رسولنا تمثل الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهذاأكبر دليل مادي على أن محمداً صلى الله عليه وسلم صادق في دعوته إلى الله،وصدق الله عندما وصفه بصفة لم يصف بها غيره من المخلوقات، يقول تعالى: (لَقَدْجَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْحَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْافَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُوَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة: 128-129].
الغضب الإيجابي!
جاء في دراسة أجراهابنك المعلومات "كاهوت" على شبكة الإنترنت أن فقدان الأعصاب يكلّف الاقتصادالبريطاني 16 مليار جنيه إسترليني في العام. وتقول الدراسة إن من يفقدونأعصابهم يحطمون أكثر ما يحطمون الأدوات الفخارية والكؤوس. وتقول الدراسةإن الرجال يفقدون أعصابهم أكثر من النساء. وقال 20 بالمئة من عينة بلغت700 شخص أجريت عليهم الدراسة إن الازدحام في الشوارع يدفعهم إلى الغضب.ولكن أكثر من النصف قالوا إن الانتظار على الهاتف يدفعهم إلى الغضب. وإنربع الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة يعرفون كيف يعبرون عن غضبهم بطريقةإيجابية.
وتقول"دونا دوسون" المتخصصة في علم النفس: إن الغضب شيء معقد جداً. وسببه فيأكثر الأحيان هو الخوف من الخسارة، أو الخوف من الإصابة، أو حتى الخوف منخيبة الأمل. إنهم يعلموننا أن الغضب عاطفة سلبية، ولكنه في الواقع عاطفةإيجابية ومفيدة، ولكن الأمر يعتمد على الطريقة التي نعبّر بها عنه. فمنالأفضل بطبيعة الحال أن نعبّر عن العواطف وألا نكبتها في أجسامنا وعقولنا.ولكن يجب أن نحرص على أن نعبر عن الغضب بطريقة إيجابية وان نحولها إلى فعليغير المواقف. إن الغضب الذي لا نعبر يؤدي إلى إفراز هرمونات تضعف نظامالمناعة بتدمير خلايا المناعة الرئيسية.
كيف عالج النبي غضب الأعرابي؟
وهنانتذكر كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغضب إلا في حالة واحدة وهي أنتُنتهك حرمة من حرمات الله، أي أن غضب النبي كان موجهاً في اتجاه محدد وهوالحفاظ على الحدود والحرمات، وهذا يضمن سلامة المجتمع وأمنه. كما أن النبيصلى الله عليه وسلم كان يتميز بأسلوب تعليمي فيستغل المواقف التي يغضبفيها الإنسان العادي ليعطينا العبرة والموعظة.
وربمانذكر قصة ذلك الأعرابي الذي جاء غاضباً إلى النبي وكلمه بلهجة شديدة بلوجذبه إليه وصرخ في وجهه قائلاً يا محمد أعطني مما أعطاك الله... فغضبأصحاب النبي غضباً شديداً وهمّوا بقتل الأعرابي، ولكن النبي الرحيم قاللهم: خلّوا بين  وبينه...
لقدعرف المرض وعرف العلاج، الأعرابي يغضب والصحابة يغضبون ولكن النبي بكلهدوء يعالج الموقف ويعطينا درساً في علاج الغضب. ويأمر النبي ذلك الأعرابيأن يأخذ ما يشاء من بيت المال، وعند هذه اللحظة يدرك الأعرابي كرم محمدوأنه ليس رجلاً عادياً بل هو نبي مرسل، وهنا يعتذر للنبي ويعلن إسلامه...
وهناتأملوا معي كيف يستغل النبي هذا الموقف ليعلم أصحابه – انظروا إلى البرمجةالإيجابية في أسلوب خير البشر، يقول لهم لو تركتكم تقتلوه لمات كافراً...ولكن هذا الأعرابي ذهب فجاء بقبيلته وكلها قد أعلنت إسلامها!!! باللهعليكم هل هذا نبي العنف أم نبي الرحمة؟
الغضب يضعف جهاز المناعة
ومواصفاتهاوخصالها قد يكون لها جميعاً نفوذ على قدرة جهاز المناعة في الجسم علىمواجهة المرض والتخلص منه. وتقول الدكتورة "آنا مارشلاند" من جامعةبيتسبره الأمريكية إن ذوي المعدلات العالية من التنبه العصبي(نيوروتيسيزم) قد لا يتمتعون بجهاز مناعة قوي بما فيه الكفاية
فقدقام باحثون في كلية الطب بجامعة بيتسبره تحت إشراف الدكتورة مارشلاند،بفحص ردود فعل أكثر من ثمانين متطوعاً حقنوا بلقاح لمعالجة مرض التهابالكبد الوبائي، وهو مرض فيروسي، واللقاح ينشّط جهاز المناعة في الجسم منخلال تعريضه لكمية صغيرة جداً من الفيروس، كما أُدخل المتطوعون في اختبارلقياس طبيعة شخصياتهم ودرجة تنبهها العصبي.
وتبينللعلماء أن من لديهم درجات عالية من التنبه العصبي يميلون إلى التقلباتالمزاجية الشديدة، وإلى التعصب الكثير، كما تسهل استثارتهم وتعريضهم للضغطوالاضطراب النفسي والإجهاد العصبي. وظهر أن المتطوعين من ذوي التنبهالعصبي العالي يميلون أيضاً إلى تسجيل استجابات أقل من حيث جودة الأداءللقاح مرض التهاب الكبد الوبائي مقارنة بنظرائهم الذين لهم معدلات طبيعيةمن التنبه العصبي. وربما تفسر هذه النتائج ما خلصت إليه دراسات سابقة منأن ذوي التنبه العصبي العالي أكثر عرضة من غيرهم لمشاكل الأمراضوتعقيداتها.
وتقولالدكتورة مارشلاند إن نتائج الدراسة تدعم الفكرة القائلة بأن ذوي التنبهالعصبي العالي يتمتعون بجهاز مناعة أقل كفاءة من غيرهم، مما يعرضهم أكثرمن غيرهم للأمراض وأعراضها. وكانت دراسة سابقة أجريت في أوهايو بالولاياتالمتحدة، قد وجدت أن قوة تأثير اللقاحات والعقاقير الطبية المضادة لذاتالرئة تقل عند من يعانون من الضغوط العصبية، وهو ما يؤيد النتائج الجديدة.كما ذكرت دراسة أوهايو أنه للضغط النفسي والقلق تأثير مباشر على حجمالهرمونات في الجسم، ومنها الكورتيزول الذي له تأثير فعال على أداء جهازالمناعة.
عدم التحكم بالغضب يؤدي إلى الوزن الزائد ومشاكل صحية
أفادتدراسة جديدة بأن عدم قدرة المراهق على التحكم في الغضب قد يسبب له مشكلاتصحية في المستقبل. وخلصت الدراسة إلى أن المراهقين الذين يعانون من مشكلاتفي التحكم في غضبهم يكونون أكثر عرضة لزيادة الوزن. وقال العلماء فيالاجتماع السنوي لجمعية القلب الأمريكية في سان فرانسيسكو إن المراهقينالذي يكتمون شعورهم بالغضب يتعرضون لخطر السمنة أو زيادة الوزن وهو ما قديؤدي إلى تعرضهم لأمراض مثل مرض القلب أو السكري.
وقامأطباء من مركز علوم القلب في جامعة تكساس بدراسة 160 مراهق تتراوح أعمارهمما بين 14 و 17 عاماً على مدى ثلاث سنوات. واستخدم الأطباء اختبارات نفسيةلمعرفة كيفية استجابتهم للغضب. ووجد الأطباء أن المراهقين الذين يمكنهمالتحكم في غضبهم والتصرف بشكل مناسب عند الغضب يكونون أقل عرضة لزيادةالوزن. أما من يعانون من مشكلات في التعامل مع الغضب سواء بكبت مشاعرهم أوفقدان أعصابهم فهم الأكثر عرضة لزيادة الوزن.
يقولالبروفيسور "ويليام مولر" الذي قاد فريق البحث في الدراسة: ترتبط السمنةبالطرق غير الصحية في التعبير عن الغضب. فمشكلات التعبير عن الغضب يمكن أنتؤدي إلى اضطرابات في الأكل وزيادة الوزن وهو ما قد يؤدي بدوره إلىالإصابة بمرض القلب في سن مبكرة. إن الأمر لا يقتصر فقط على مجرد الأكلوالتمرينات، ولكن يجب علينا أن ننتبه إلى الجانب الاجتماعي.
ويؤكدالدكتور "مايك فيشر" من الجمعية البريطانية للتحكم في الغضب إن العديد منالمراهقين لديهم مشكلات تتعلق بالتحكم في الغضب. إن نحو 50 بالمئة منالمكالمات التي نستقبلها هي لآباء يعربون عن مخاوفهم بشأن أطفالهم.
للغضب أنواع خفية يُصاب بها الملايين!
تقولدراسة نشرت حديثا في الولايات المتحدة إن مرضا يسمى عرض الانفعال المتقطع(آي إي دي) قد يكون السبب وراء قيام بعض الأشخاص بإظهار انفعالات فجائيةعنيفة وغير مبررة. وتضيف الدراسة إن ما يقارب 10 مليون أمريكي يعانون منهذا المرض الذي طالما استُبعد عند محاولة تشخيص مثل تلك الانفعالات.
وتقولالدراسة إن 4% من سكان أمريكا يعانون من درجة حادة من "آي إي دي"، مما سببلكل منهم مابين 3 إلى 4 انفعالات عصبية مشابهة خلال عام واحد. ولهذا المرضتعريف دقيق في مراجع الطب النفسي، ولكن يجهل العلماء حتى الآن مدى انتشارهبين بني الإنسان.
ويمكنللطبيب أن يقرر إذا ما كنت مصاباً بهذا المرض إذا تكرر قيامك بانفعالاتغاضبة وعنيفة لأسباب لا تبدو ذات أهمية تستحق، ولعدة مرات. وعادة ما يفقدالمصاب بهذا المرض تمالكه لأعصابه فجأة ويقوم بتدمير شيء ما، أو يعتدي أويهدد بالاعتداء على أي شخص.
وأجرىباحثون من كليات الطب في جامعتي هارفارد وشيكاغو الأمريكيتين مسحاًمباشراً على عينة مكونة من 9282 شخص راشد خلال عامي 2001 و2003. وتوصلواإلى أن 7.3% من عينة البحث مصابون بمرض "آي إي دي". وقدروا عدد المصابينبثمانية ملايين شخص في الولايات المتحدة لوحدها، وهو رقم أعلى بكثير منالتقديرات السابقة. وتبدأ أعراض الإصابة بالمرض منذ سن الـ14 عاماً.
ويقولالدكتور "رونالد كيسلر" وهو قائد المجموعة التي أجرت البحث، إن ""آي إيدي" ليس معروفاً بين العامة كمرض، ولكن حجم الأرقام التي أشارت لهاالدراسة يجعل من الضروري أن يقدر المرضى والأطباء على حد سواء حجم انتشارالمرض وأن يسعوا لتطوير استراتجيات لعلاجه.
ويوضحزميله الدكتور "إيميل كوكارو" أن العامة ينظرون للانفعالات الحادةالمرتبطة بهذا المرض على أنها مجرد سوء سلوك، وبالتالي فهم لا يعيرونهااهتماماً كمرض له أسباب جينية وفسيولوجية ويمكن علاجه. ويرى العلماء أن منالضروري تطبيق سياسات وقائية وتوفير العلاج المبكر مما قد يفيد في مساعدةالأشخاص على تجنب مشاكل لها ارتباط بالمرض مثل الإدمان على الكحول أوالمخدرات أو الإصابة بالاكتئاب.
الغضب يسرع الإصابة بالسكتة القلبية
قالعلماء أمريكيون إن المزاج السيئ لدى الشباب الذكور قد يؤدي إلى الإصابةبمرض القلب في وقت مبكر في الحياة. جاء ذلك في نتائج دراسة توصلت إلى أنالشباب الذكور الذين ينتابهم الغضب عند التعرض للتعب والإرهاق العصبي أكثرعرضة للإصابة بأمراض القلب من غيرهم بنسبة تبلغ ثلاث مرات. وبينت الدراسةأن الشباب الغاضبين أكثر عرضة للإصابة المبكرة بالسكتة القلبية من أقرانهمالهادئين بنسبة تصل إلى خمس مرات، حتى لو كانوا ينحدرون من عائلات يخلوتاريخها من أمراض القلب.
وتؤكدالدكتورة "باتريشيا تشانج" التي قامت بالإشراف على جزء من البحث الذي تمإعداده في الولايات المتحدة أن عدداً من الشباب عبَّر عن غضبه، بينماتمكَّن عدد آخر من إخفائه، ولكن عدداً كبيراً من المشاركين كانوا سريعيالغضب وتنتابهم نوبات متكررة من التذمر. إن الدراسة بيَّنت أن المزاجالسيئ يتنبأ بالأمراض قبل ظهور أعراضها مثل مرض السكري وضغط الدم.
وأكدتأن "أفضل شيء يستطيع الرجال الشباب الغاضبون عمله هو مراجعة أخصائيينلتعلم طرق السيطرة على الغضب، وبخاصة أن دراسات سابقة بيّنت أن الأشخاصالمصابين بمرض القلب يسجلون تحسناً في صحتهم حين يتعلمون كيف يسيطرون علىغضبهم. واستخدمت الدكتورة تشانج وزملاؤها في دراستها معلومات حول نحو 1300طالب كانوا يدرسون في معاهد جون هوبكنز الطبية بين عامي 1948 و 1964.
وقالتالدكتورة تشانج إنه بالرغم من أنه لا يعرف بعد كيف يسبب الغضب أمراضالقلب، فإن الأدلة تشير إلى أن الإرهاق يطلق كميات مفرطة من هرمونات تعرفباسم كاجولامينيس، منها الأدرنالين، الذي يتكون بشكل طبيعي في الجسم وينقلعادة الإيعازات. وتهيئ هذه الهرمونات الجسم في حالات الطوارئ مثل الإصابةبالزكام، أو الإرهاق العصبي أو الصدمة وذلك بتقليص جدران الأوعية الدمويةوالضغط على القلب للعمل أكثر لضخ كميات إضافية من الدم.
الغضب والمغفرة
انظروا معي كيف عالج القرآن ظاهرة الغضب الفتاكة، يقول تعالى عن صفات المتقين الذين استجابوا لربهم: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)[الشورى: 37]. فالمغفرة هي أفضل علاج للغضب، وأقول عزيزي القارئ هل فكَّرتيوماً أن تعالج انفعالاتك السلبية بأن تغفر لمن أساء إليك، وتعتبر أن اللهسيرضى عنك ويعوضك خيراً من الانتقام بالجنة!!
إذاً انظر إلى هؤلاء الذين صبروا لربهم ماذا تكون عاقبتهم، يقول تعالى: (وَالَّذِينَصَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَوَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَبِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُعَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْوَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّبَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد: 22-24].
وانظروا معي إلى هذا العلاج الرائع: (وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ)!أين هم علماء البرمجة اللغوية العصبية الذين يدعون أنهم وضعوا أساساًعلمياً لعلاج الانفعالات، أليس ما جاء به القرآن قبل أربعة عشر قرناً هوما ينادي به علماء النفس اليوم، وذلك عندما يقولون إن أفضل طريقة لعلاجالانفعالات والغضب أن تفكر بالجانب الإيجابي وتتسامح؟
آيات كثيرة تؤكد هذه القاعدة، يقول تعالى: (وَلَاتَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَأَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُوَلِيٌّ حَمِيمٌ)[فصلت: 34]. انظروا كيف يريد الله منا أن نحول المشاعر السلبية إلى مشاعرإيجابية، وكيف تتحول العداوة إلى صداقة! هذه هي قواعد علم النفس الحديث،ولكنهم يسمونها بأسماء حديثة مثل: كيف تكسب الأصدقاء، أو كيف تكسب ثقةالآخرين، أو كيف تتحكم بالذات... وغير ذلك، وجميع ذلك جاء في كتاب اللهتعالى.
دراسة علمية تؤكد أن الغضب قد يقصر العمر
فيدراسة حديثة جداً أوضحت الباحثة راشيل لامبرت أن الغضب الحقيقي، وبوسائلمحددة للغاية، له تأثير على نظام القلب الكهربائي، قد تفضي للموت المفاجئ،
تقولدراسة إن الإحساس بالغضب الشديد خطر قد يهدد حياة من لهم قابلية للإصابةبمشاكل القلب ويعانون عدم انتظام نبضاته. فقد قامت د. راشيل لامبرت منجامعة "ييل"، بولاية كونتيكت، وفريق البحث، بدراسة 62 مصاباً بأمراض القلبوآخرين زرعت لهم أجهزة متابعة لكهرباء القلب تستطيع رصد الاضطرابات الخطرةوإعطاء صدمة كهربية لإعادة ضربات القلب إلى نمطها الطبيعي، في حالة عدمانتظامها.
وقدأظهرت دراسات أخرى أن الهزات الأرضية، والحروب وحتى مباريات كرة القدم قدترفع معدلات الوفاة بالسكتة القلبية، والتي يتوقف فيها القلب عن ضخ الدم.وحول الدراسة، التي نشرت في دورية "كلية أمراض القلب الأمريكية"، قالتلامبرت: "قطعاً عندما نضع مجموعة كاملة من السكان تحت ضغوط متزايدة فإنحالات الموت المفاجئ ستتزايد. بدأت دراستنا في النظر حول التأثير الحقيقيلهذا على النظام الكهربائي للقلب.
وقامالمرضى المشاركون في الدراسة بتذكر مشهد أثار غضبهم مؤخراً، فيما عكفالباحثون على قياس عدم الاستقرار الكهربي في القلب. وقالت لامبرت إنالفريق تعمد إثارة غضب المرضى، وقد وجدنا أن الغضب زاد من اضطراب كهرباءالقلب لدى هؤلاء المرضى. والذين تعرضوا لأعلى مستوى من الاضطراب في كهرباءالقلب جراء الغضب، ارتفعت احتمالات إصابتهم بعدم انتظام نبضات القلب،أثناء فترة المتابعة، بعشرة أضعاف ما أصاب الآخرين. وتابع العلماء المرضىلثلاثة أعوام لتحديد أي منهم تعرض لاحقا لسكتة قلبية واحتاج إلى صدمة منأجهزة متابعة نظام كهرباء القلب.
من هنا نتذكر عندما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أوصني، قال: (لا تغضب) فردد مراراً قال: (لا تغضب)[رواه البخاري]. فلا أحد يشكك بمخاطر الغضب وتأثيراته على القلب والدماغوالحالة النفسية للإنسان، وفي زمن الجاهلية كان الغضب صفة الأقوياء وهيصفة محمودة لديهم تسمى (حميَّة الجاهلية)، وقد نهى النبي عن الغضب، بل كانلا يغضب إلا في حالة واحدة، وهذا ما أسميه الغضب الإيجابي وهو الغضب منأجل الله تعالى.
فقدكان النبي لا يغضب على أمر من أمور الدنيا إلا أن تُنتهك حرمة من حرماتالله فلا يتساهل أبداً مع هذه القضية، وهذا النوع من الغضب لا يضر الإنسانلأن الله تعالى سيكون معك ويهيئ لك أسباب الصحة والعافية، فالإنسان الذييبتعد عن الفواحش وعن شرب الخمر وعن التدخين وغير ذلك مما يغضب الله،ويغضب لغضب الله، فإنه بلا شك سيكون بصحة أفضل ويكون بحالة نفسية أكثراستقراراً، نسأل الله تعالى أن يرزقنا الصبر، فالنبي يقول: (ما أعطى اللهللمرء عطاءً أوسع من الصبر)، وأن نكون من الذين قال الله في حقهم: (وَسَارِعُواإِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُوَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِيالسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِالنَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوافَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوالِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْيُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَاالْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) [آل عمران: 133-136].
العلاج بالصبر
مماسبق من دراسات رأينا كيف يؤكد الباحثون أن معظم حالات الغضب تأتي بسبب عدموجود البديل المناسب، أو عدم وجود حل للمشكلة، أو عدم وجود شيء يستحقالتسامح، وقد فشل علماء النفس في إيجاد بديل مناسب للغضب، إلا في حالةواحدة أن يحذروا الشخص الغاضب من مساوئ الغضب الطبية مثل أمراض القلب وضعفالمناعة والوزن الزائد. وعلى الرغم من ذلك لا يجدون استجابة من قبل المرضىلنداءاتهم، فما هو الحل؟
لقدأعطانا القرآن الحل وهو بالصبر، ولكن الصبر من أجل ماذا ولمن نصبر وما هيالمكافأة التي سنحصل عليها، وهل تستحق منا أن نكبت الغضب والانفعالات؟يقول تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشورى: 40]. فهل هناك أجمل من هذه العبارة: (فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)! ماذا ستستفيد من غضبك... بالطبع لا شيء، ولكن البديل موجود وهو الأجر من الله تعالى هو سيعوضك عن كل شيء.
ولكن هل يكفي الصبر كعلاج ناجع؟ إذا ترافق الصبر مع المغفرة سيكون العلاج فعالاً جداً، ولذلك قال تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى: 43]، والرائع في هذه الآيات أن الله تعالى يصوّر لنا النتيجة التي سنحصل عليها مسبقاً، مثلاً يقول تعالى: (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا) [الإنسان: 12]، إن أجمل شيء أن الله سيكون معك عندما تصبر على من أساء إليك، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 153].
هذهالآيات تصور لنا النتائج الإيجابية للصبر، وهو ما يؤكده علماء النفس عندمايقولون إن أسرع طريقة لعلاج الغضب أن تتصور النتائج السلبية للغضب، وتتصورالنتائج الإيجابية فيما لو لم تغضب وتتسامح. ولذلك قال تعالى: (وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النساء: 25]. ويقول أيضاً: (إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) [هود: 11].
وهكذاآيات كثيرة تؤكد على أهمية الصبر بل وتصور لنا نتائج الصبر الرائعة، فهلنأخذ بالنصيحة الإلهية، ونجعل من حياتنا كلها صبراً على الشهوات وصبراًعلى أذى الآخرين، وصبراً على من حولنا؟ عليكم يا أحبتي أن تتصوروا فياللحظة التي تأتيكم إساءة من أحد، أن الله تعالى يريد منك الصبر وسيكونمعك ويرضى عنك، والله لو أننا تصورنا ذلك وشعرنا بمراقبة الله لنا في لحظةالغضب وشعرنا بمدى محبة الله للصابرين، لتذوقنا حلاوة الصبر ولم يكن شيءأحب إلى قلوبنا من أن نصبر على أذى الآخرين وأن نعالج أي انفعال أو غضببالتسامح والابتسامة التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يعالج بها هذهالظاهرة.
يؤكدالباحثون في علم البرمجة اللغوية العصبية أن العلاج المثالي للغضب هو أننأخذ ورقة وقلم ونتخيل ونسجل النتائج الخطيرة والمصائب التي ستحل بنانتيجة الانفعالات السلبية والغضب، وبنفس الوقت نتخيل ونسجل النتائجالإيجابية التي سنحصل عليها عندما نصبر ونتقبل الواقع كما هو. القرآنالكريم جاء بهذه القاعدة قبل 14 قرناً، فإذا ما تأملنا آيات القرآن نلاحظأن الله تعالى يصور لنا ما سنحصل عليه بنتيجة الصبر ثم يأمرنا بالصبر،يقول تعالى: (مَاعِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّالَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[النحل: 96]، فهذه الآية وغيرها من الآيات تبشرنا بأن عطاء الله لا ينتهي،بينما عطاء البشر محدود، وكأنه يقول لك يجب أن تبقى مع الله وتثق به، ثميأمرنا بالصبر وأن الجزاء سيكون أكبر بكثير وأحسن مما نقدمه من عمل.
نصائح لعلاج التوتر النفسي من العلم والقرآن
يؤكدعلماء البرمجة اللغوية العصبية على أهمية أن تنظر لجميع المشاكل التي تحدثمعك على أنها قابلة للحل، بل يجب عليك أن تستثمر أي مشكلة سليبة في حياتكلتجعل منها شيئاً إيجابياً. وقد دلَّت الأبحاث الجديدة على أن الإنسانعندما ينظر إلى الشيء السلبي على أنه من الممكن أن يكون إيجابياً مفيداًوفعَّالاً، فإنه سيكون هكذا بالفعل.
إنكل واحد منا يتعرّض في حياته لبعض المنغصات أو المشاكل أو الهموم أوالأحداث، وكلما كانت قدرة الإنسان أكبر على تحويل السلبيات إلى إيجابيات،كان هذا الإنسان قادراً على التغلب على التردد والخوف وعقدة الإحساسبالذنب.
إذنأهم عمل يمكن أن تحول به الشرّ إلى خير هو أن تنظر إلى الأشياء السلبيةبمنظار إيجابي، وهذا ما فعله القرآن عندما أكد لنا أن الأشياء التي نظنهاشراً قد يكون من ورائها الخير الكثير، وهذه قمة الإيجابية في التعامل معالأحداث، يقول تعالى: (وَعَسَىأَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّواشَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَاتَعْلَمُونَ) [البقرة: 216].
إنهذه الآية تمثل سبقاً علمياً في علم البرمجة اللغوية العصبية، لأنها بمجردأن نطبقها سوف تحدث تأثيراً عجيباً إيجابياً ينعكس على حياتنا النفسيةبشكل كامل، وهذا – أخي القارئ – ما جرّبته لسنوات طويلة حتى أصبحت هذهالآية تشكل عقيدة راسخة أمارسها كل يوم، وأنصحك بذلك!
علاج الاكتئاب
يقولعلماء النفس: إن أفضل طريقة لعلاج الكثير من الأمراض النفسية وبخاصةالاكتئاب أن تكون ثقتك بالشفاء عالية جداً، حتى تصبح على يقين تام بأنكستتحسن، وسوف تتحسن بالفعل. وقد حاول العلماء إيجاد طرق لزرع الثقة فينفوس مرضاهم، ولكن لم يجدوا إلا طريقة واحدة فعالة وهي أن يزرعوا الثقةبالطبيب المعالج.
فالمريضالذي يثق بطبيبه ثقة تامة، سوف يحصل على نتائج أفضل بكثير من ذلك المريضالذي لا يثق بطبيبه. وهذا ما فعله القرآن مع فارق واحد وهو أن الطبيب فيالقرآن هو الله سبحانه وتعالى!!!
ولذلكفإن الله هو من أصابك بهذا الخلل النفسي وهو القادر على أن يصرف عنك هذاالضرّ، بل وقادر على أن يبدله بالخير الكثير، يقول تعالى: (وَإِنْيَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْيُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُمِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس: 107].
لقدكانت هذه الآية تصنع العجائب معي في أصعب الظروف، فكلما مررتُ بظرف صعبتذكرتُ على الفور هذه الآية، واستيقنتُ بأن الحالة التي أعاني منها إنماهي بأمر من الله تعالى، وأن الله هو القادر على أن يحول الضرّ إلى خير،ولن يستطيع أحد أن يمنع عني الخير، فيطمئن قلبي وأتحول من حالة شديدةمليئة بالاكتئاب إلى حالة روحانية مليئة بالسرور والتفاؤل، وبخاصة عندماأعلم أن الظروف السيئة هي بتقدير الله تعالى، فأرضى بها لأنني أحبّ اللهوأحبّ أي شيء يقدّره الله عليّ.
وسؤاليلك أخي الكريم: ألا ترضى أن يكون الله هو طبيبك وهو مصدر الخير وهوالمتصرّف في حياتك كلها؟ فإذا ما عشتَ مع الله فهل تتخيل أن أحداً يستطيعأن يضرك والله معك!
علاج الإحباط
ماأكثر الأحداث والمشاكل التي تعصف بإنسان اليوم، فتجد أنواعاً من الإحباطتتسرّب إليه نتيجة عدم تحقق ما يطمح إليه. فالإحباط هو حالة يمر فيهاالإنسان عندما يفشل في تحقيق عمل ما، في حال زاد الإحباط عن حدود معينةينقلب إلى مرض صعب العلاج.
ولوبحثنا بين أساليب العلاج الحديثة نجد علاجاً يقترحه الدكتور "أنتونيروبينز" الذي يعتبر من أشهر المدربين في البرمجة اللغوية العصبية، حيثيؤكد هذا الباحث أن الحالة النفسية تؤثر على وضعية الجسم وحركاته ومظهره.ولذلك فإن الإنسان المصاب بدرجة ما من الإحباط تجد الحزن يظهر عليه وتجدهيتنفس بصعوبة ويتحدث ببطء ويظهر عليه أيضاً الهمّ والضيق.
ولذلكيقترح روبينز أن تتظاهر بالفرح والسرور وستجد الفرح يغمرك شيئاً فشيئاً.بل إن أفضل حالة هي تلك التي تسلم نفسك لقدرها وتنسى همومك وتعيش في حالةمن التأمل والروحانية، وهذا ما أمرنا القرآن به بقوله تعالى: (وَمَنْيُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَبِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [لقمان: 22].
علاج الانفعالات
يخبرناالإحصائيات أنه يموت أكثر من 300 ألف إنسان كل عام في الولايات المتحدةالأمريكية فقط. وهؤلاء يموتون موتاً مفاجئاً بالجلطة القلبية. وتؤكدالأبحاث أن الغضب والانفعال هو السبب الرئيسي في الكثير من أمراض القلبوضغط الدم والتوتر النفسي.
ولكنكيف يقترح العلماء علاج هذه المشكلة التي هي من أصعب المشاكل التي يعانيمنها كل إنسان تقريباً؟ إنهم يؤكدون على أهمية التأمل والاسترخاء ويؤدونأحياناً على أهمية الابتعاد عن مصدر الغضب والانفعالات، وبعض الباحثين يرىأن علاج الغضب يكون بالتدريب على ألا تغضب!
ولكننيوجدتُ كتاب الله تعالى قد سبق هؤلاء العلماء إلى الحديث عن علاج لهذهالمشكلة. فكل إنسان يغضب تتسرع دقات قلبه ويزداد ضغط الدم لديه، ولذلكيؤكد القرآن على أهمية أن تجعل قلبك مرتاحاً ومطمئناً وتبعد عنه أي قلق أوتوتر أو تسرع في دقاته أو ازدياد في كمية الدم التي يضخها القلب. ولكن كيفنحصل على هذا الاطمئنان؟
إنهأمر بغاية السهولة، فمهما كنتَ منفعلاً أو غاضباً أو متوتراً يكفي أن تذكرالله وتستحضر عظمة الخالق تبارك وتعالى فتستصغر بذلك الشيء الذي انفعلتلأجله، ولذلك يقول تعالى عن صفة مهمة يجب أن يتحلى بها كل مؤمن: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
علاج الخوف من المستقبل
هنالكمشكلة يعاني منها كل واحد منا تقريباً وهي الخوف من "المستقبل المادي" إنصحّ التعبير، وهي أن يخاف أحدنا أن يُفصل من وظيفته فيجد نفسه فجأة دون أيراتب أو مال. أو يخاف أحدنا أن يخسر ما لديه من أموال فينقلب من الغنى إلىالفقر، أو يخشى أحدنا أن تتناقص الأموال بين يديه بسبب ارتفاع الأسعار أونقصان الرزق أو الخسارة في تجارة ما .... وهكذا.
إنهذه المشكلة يعاني منها الكثير، وقد كنتُ واحداً من هؤلاء، وأتذكر عندمايقترب موعد دفع آجار المنزل الذي كنتُ أقيم فيه ولا أجد أي مال معي، فكنتُأعاني من قلق وخوف من المستقبل وكان هذا الأمر يشغل جزءاً كبيراً من وقتيفأخسر الكثير من الوقت في أمور لا أستفيد منها وهي التفكير بالمشكلة دونجدوى.
ولكنوبسبب قراءتي لكتاب الله وتذكّري لكثير من آياته التي تؤكد على أن الله هومن سيرزقني وهو من سيحلّ لي هذه المشكلة فكانت النتيجة أنه عندما يأتيموعد الدفع تأتيني بعض الأموال من طريق لم أكن أتوقعها فأجد المشكلة وقدحُلّت بل وأجد فائضاً من المال، فأحمد الله تعالى وأنقلب من الإحساسبالخوف من المستقبل إلى الإحساس بأن ه لا توجد أي مشكلة مستقبلية لأن اللههو من سيرزقني فلم أعد أفكر كثيراً بالأسباب، لأن المسبب سبحانه وتعالىموجود.
وهكذاأصبح لدي الكثير من الوقت الفعّال لأستثمره في قراءة القرآن أو الاطلاععلى جديد العلم أو الكتابة والتأليف. ولذلك أنصحك أخي القارئ كلما مررتبمشكلة من هذا النوع أن تتذكر قوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت: 60].
علاج حالات اليأس وفقدان الأمل
هنالكمشاكل يعتقد الكثير من الناس أنها غير قابلة للحل، وأهمها المشاكلالاقتصادية والمادية، وهذه المشاكل يعاني منها معظم الناس وتسبب الكثير منالإحباط والتوتر والخوف من المستقبل. ولو سألنا أكبر علماء النفس والبرمجةاللغوية العصبية عن أفضل علاج لهذه المشكلة نجدهم يُجمعون على شيء واحدوهو الأمل!
إنفقدان الأمل يسبب الكثير من الأمراض أهمها الإحباط، بالإضافة إلى أن فقدانالأمل سيعطل أي نجاح محتمل أمامك. فكم من إنسان فشل عدة مرات ثم كانت هذهالتجارب الفاشلة سبباً في تجربة ناجحة عوّضته عما سبق، لأنه لم يفقد الأملمن حل المشكلة.
وكممن إنسان عانى من الفقر طويلاً ولكنه بقي يعتقد بأن هذه المشكلة قابلةللحل، فتحقق الحل بالفعل وأصبح من الأغنياء بسبب أساسي وهو الأمل.
إنما يتحدث عنه العلماء اليوم من ضرورة التمسك بالأمل وعدم اليأس هو ماحدثنا القرآن عنه بل وأمرنا به، والعجيب أن القرآن جعل من اليأس كفراً!!وذلك ليبعدنا عن أي يأس أو فقدان للأمل، ولذلك يقول سبحانه وتعالى: (وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87].
ونختمهذا البحث بموقف رائع من قصة سيدنا يوسف عليه السلام، عندما صبر على أذىإخوته، فماذا كانت النتيجة؟ لقد أصبح ملكاً لأعظم دولة في ذلك الزمن، لأنهاختار أسلوب الصبر والتقوى في حياته، ولذلك قال: (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف: 90]. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين.
ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اكرم سيف الدين

اكرم سيف الدين

صلي على النبي

صل الله عليه وسلم


انجازاتي
لايتوفر على اوسمة بعد:  

 التحكم بالغضب: ملف شامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: التحكم بالغضب: ملف شامل    التحكم بالغضب: ملف شامل Empty2010-11-16, 20:48

موضوع رائع برك الله فيك   شكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التحكم بالغضب: ملف شامل
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قوة التحكم بالغضب
» قوة التحكم بالانفعالات
» المحولات و التقويم ,التحكم
» وظيفة التحكم المتمن
» الدروس في العلوم في التحكم الهرموني .

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة سيدي عامر :: المنتديات العامه :: المنتدى العام :: إسلام أون لاين :: الإعجاز العلمي من القرآن الكريم-
انتقل الى: