كلنا مخادعون يا عزيزي.

هاهي اوراق الاشجار تسقط..لتعلن عن فصل جديد في التاريخ..فصل الخداع و التزوير و التلاعب..هذه المرة نحن المخادعون..نحن من اجرم بحق التاريخ..نحن من يجعله سخيفا ..

و ها هو ذا يجلس بجانبي و يهمس لي..ما كانت جريمتنا ؟ كنا نصنع الواقع فأصبحنا جزءا منه و تركنا لغيرنا نسج الخيال

- الواقع لا يصنع بل يزور و يحرف..مرأة توضع فتحجب و تعكس..تحجب الواقع و تعكس فساد مزوره.

· فما كانت سبيلنا ؟

- و ما كانت حاجتكم ؟

· اردنا كل شئ..اردنا التاريخ..

- فدنستم التاريخ للتاريخ..

· و لهم..!! و هم لنا اعوان ...

- و من يكونون ؟

· هؤلاء الذين يحرفون ما حرفنا حتى يجعلوا من الباطل حقا..لا يخدعون الا انفسهم..هؤلاء من جعلوا لاعبا وحده يحقق البطولات..هؤلاء من يقلبون الحقائق وفق التوجهات..هم من صنعونا و هم من كذبنا و هم من صدقنا و دافع عنا حقا و باطلا.دعني اروي بعضا من تراهاتهم و اكاذيبهم...



كيف حقق ماتيرازي كأس العالم منفردا

لم اتخيل يوما انه سياتي اليوم لأسمع جملا كهذه تجعل من لاعب في فريق مكون من 23 لاعبا قادرا على تحقيق بطولة وحيدا دون زملائه..قد اخرسوني من هول صدمة ما اسمع من الجهل..انى للاعب ان يفعل ذلك ؟ هل قام بمراوغة احد عشر لاعبا و سجل في 7 مباريات ؟...استمعت لهم في ذهول..غير اني و مع مرور الايام اقنعتي اعذارهم بعد ان وجدت انها وجدت لتتصدى لاعذار لا تقل عنها وهنا..هي شئ من بحر ما اختلقوا من اعذار في مواجهاتهم..بين وهن و وهن.





كيف يصبح الفاسد رمزا و كيف تصبح الاخلاق لاشئ

كانوا و لازالوا يهللون للباطل..كل على باطله و ليلاه حتى ضاعت الحقيقة..كل يمد اصابع الاتهام للاخر و يقسم على ذلك..و ما له من العلم الا القليل..قد صنعوا منا رموزا لباطلهم الذي تصنعوا به الحق..كيف يمكن ان انسى ما كان و ما سيكون..كيف يمكن ان انسى عندما خان الجماهير فريقهم ؟ حينها طعنت مملكة الاخلاق..لم تكن الطعنة الأولى...كنت و لازلت اذكر كيف اتخذت عذرا واهيا لاغلبهم للنقد و التشكيك في اخلاق خصمهم...و تناسوا ان تاريخهم ملطخ بذات العار و انكر الاخرون و رفعوا الشعارات الواهية التي ستسقط في اول اختبار مماثل للنزاهة.

كان ذلك عندما تنازل جمهور فريق العاصمة عن مبادئه من اجلها..و هاجمه الجميع من اجلها و كلاهما مخادع..

فان كان الاول قد تنازل فالثاني لم يكترث الا لان التنازل اضر برغباته..فتصنع المبادئ حتى يمنح نفسه حق الهجوم و اما الثالث فقد ادعى النزاهة متجاهلا التاريخ .لم يكن للاخلاق قيمة في حياة اي منهم يوما.



كيف قتلت البسمة

قتلوها قبل ان يكتشفوا انهم قتلوا انفسهم..قتلوها بعنصريتهم..قتلوها عندما جعلوا من ميولهم تيارات و مذاهب سياسية و فكرية يمكن التشدد بها..عندما جعلوا كرة القدم كل شئ في حياتهم..و دماء ساندري و المئات غيره لازالت تروي و تحكي.



كيف زيفوا التاريخ

اما هذه فاتقنوها..فبعدما كانت الوقائع التاريخية الحقيقة التي لا يجادل بها الا في النوايا ان وجدت..بات يمكن لواقعة بالارقام ان تثبت جرمك في يوم و ان تثبت براءتك في يوم اخر في ذات القضية..و اصبح لكل روايته عن احداث لم يعش منها لحظة..غير انه اصبح عالما بها..هؤلاء لم يقرأوا ..و ان قراوا لم يفهموا و زادوا على ما قراوا الف كذبة حتى تصبح الاكاذيب حقائق تاريخية..فلا يصبح للحقيقة هوية..فهي ضائعة دائما..





هؤلاء هم من صنعونا و منهم جعلنا ابطالا..هم من اجرموا و دمروا و خدعوا..لم يخدعوا غيرهم بقدر ما خدعوا انفسهم بالتاريخ الوردي المزيف الذي رسموه لانفسهم..هم من دمروا كرة القدم و جعلوا مفهومها سخيف و جعلوها رياضة دون اخلاق و دون وطن و دون قيود..اصبح غابة تدار بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة..هذا هو الواقع الذي لا تعيه انت و من معك..مشكلتكم انكم تعيشون على انغام ماض وردي ولى و على مفاهيم عفى عليها الزمان..لا تبحث عن الوفاء و النزاهة و الامانة..فقد انتهت..هذا زماننا و زمانهم..فان نحن افسدنا هاهنا فهم يحموننا هناك..غير اننا جميعا بشكل او بأخر نخدع انفسنا..

شكراا

شكراا جزيلا