لندن/ يتوجب على الأم أن تكون شديدة الحرص عندما تبدأ بإعطاء طفلها الرضيع غذاء جديد ليتناوله بالإضافة إلى الحليب, وذلك من خلال ملاحظة أي أعراض تحدث له, وهل تختفي هذه الأعراض عند التوقف عن إعطاء الطفل لهذا النوع من الغذاء.
وإن أي نوع من الغذاء قد يسبب الحساسية لدى الرضع والأطفال, خاصة اللبن والبيض والسمك والصويا والفول السوداني والمكسرات, كما يمكن أن تنشأ لدى الرضيع حساسية من بعض الفواكه والخضراوات.
ومن الأفضل عدم إعطاء الطفل الرضيع أي أغذية إضافية قبل أن يتجاوز عمره 6أشهر والاهتمام والتركيز على الرضاعة الطبيعية, لأنه أكثر عرضة لحساسية الغذاء خلال عامه الأول.
فعادة يملك جسم الإنسان وسائل لمقاومة تفاعلات الحساسية عند التعرض لغذاء جديد, وهي الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء والخلايا المناعية التي تتعرف على البروتين الغريب, وبعد أن تطمئن إلى أنه ينتمي إلى الغذاء وليس إلى الميكروب تقوم بإصدار أوامرها إلى جهاز المناعة بألا يبالغ في رد الفعل, وذلك لكي لا تحدث أي تفاعلات للحساسية بأجهزة الجسم المختلفة.
أما بالنسبة للأطفال الرضع فتكون لديهم هذه الوسائل الدفاعية ضعيفة وغير ناضجة بسبب نقص كمية حموضة المعدة في جهازهم الهضمي, وضعف أنزيمات الهضم, ونقص كمية الأجسام المضادة المناعية, و بناء على ذلك يكون اختراق المواد البروتينية الغير كاملة الهضم المسببة للحساسية لأمعاء الطفل الرضيع في شهوره الستة الأولى أعلى بكثير من معدلاتها بعد هذه السن.
هذا بالإضافة إلى أن جهاز المناعة عند الرضيع لا يعمل بكفاءة, وبالتالي فهو لا يستطيع أن يتعامل بصورة صحيحة مع المادة الغذائية التي تصل إليه, وبدلاً من أن يتعرف عليها الجهاز المناعي ويتقبلها يبدأ في إفراز أجسام مضادة مناعية ضد بروتينات هذا الغذاء, الأمر الذي يؤدي إلى اضطراب وظائف الخلايا المناعية وإفراز مواد تربك أعضاء جسم الرضيع.
وإن العلاج الوحيد لحساسية الغذاء عند الأطفال الرضع هو تشخيص الغذاء المسبب للحساسية وإبعاده تماماً من النظام الغذائي للطفل, ولا بد من تعويض القيمة الغذائية لهذا الغذاء من خلال أطعمة أخرى حتى لا تتأثر صحة الطفل ومعدلات نموه, كما يمكن إعطاءه الفيتامينات والمعادن إذا لزم الأمر, مع العلم أن الكثير من حالات حساسية الغذاء يمكن الشفاء منها بعد سنوات الطفولة.