الشعر القصصي والمسرحي والملحمي: أ-الشعر القصصي: ويتناول قصة حدثت في الواقع أو يحتمل وقوعها بشيء من التفصيل باعتماده عناصر القصة من سرد ووصف وحوار .
ب-الشعر المسرحي: يتناول قصة تعتمد على الحوار لتمثل على خشبة المسرح .والمسرحية أنواع منها:المأساة والملهاة والدراما والأوبرا .كما أنها تقسم إلى فصول ،والفصول إلى مشاهد.
ج-الشعر الملحمي: ويتناول بطولات أمة أو شعب ،يصف معاركها ويعدد خوارقها ومعجزاتها ،وأقسامه:
1-شعر ملحمي طبيعي: وهو الذي يظهر بين صفوف الشعب ظهورا تتلقائئيا
2- شعر ملحمي مصطنع: وهو الذي ينشئه الشاعر المقتدر في زمان ما ،ويتناول موضوعا يهم شعبه
*واشهر الملاحم : إلياذة هوميروس والأوديسا وهما ملحمتان طبيعيتان ،إنياذة فرجيل وشاهنامة الفردوسي وهما ملحمتان مصطنعتان.
تطور الشعر القصصي: الشعر العربي القديم غنائي في معظمه ،والشعر القصصي فيه قليل مثل (قصة كرم) للحطيئة ونظم أبان اللاحقي لقصص كليلة ودمنة ،أما في العصر الحديث فقد اهتم به عدد من الشعراء منهم : خليل مطران ،معروف الصافي ،وشوقي.
خصائصه:
1-توفره على العناصر الفنية الأساسية للفن القصصي من(السرد-الوصف- الحوار)
2-تنويع أساليب التعبير كالاستفهام والتعجب والتوكيد والنفي والشرط
تطور الشعر المسرحي: لم يعرف العرب الشعر المسرحي ،ولم ينقلوه عن اليونان لتعارضه مع عقيدة التوحيد في الإسلام ،ومسرح اليونان يعج بتعدد الآلهة وأنصاف الآلهة ،كما أن الشعر العربي غنائيا
*تعلمه العرب في العصر الحديث عن الغربيين مثلما تعلموه هم عن اليونان ،وكان الشيخ خليل اليازجي أول من ألف مسرحية شعرية عام 1876 سماها (المروءة والوفاء)وبقي بدائيا إلى أن نهض به احمد شوقي المتأثر بالمسرح الفرنسي التقليدي ،واستمد الموضوعات من التاريخ القديم واختيار الابطال من علية القوم ،واحتفاؤه باللغة الراقية ،وهي من خصائص المدرسة الكلاسيكية
*جاء عزيز اباظة وتتبع خطوات شوقي وكانت له مسرحيات منها :العباسة أخت الرشيد –الناصر – قيس ولبنى –شهريار .*نافست فنون أدبية الشعر المسرحي فلم يتقدم ولم يلق الإقبال الكافي لسمو لغته ذات الأساليب الأدبية التي تحتاج إلى التأمل النافذ
خصائص الشعر المسرحي: تتكون المسرحية من العناصر التالية :
1العرض :وفيه تقدم أحداث تمهيدية
2- العقدة:وفيها تشتبك الأحداث وتتأزم إلى حد يرتقب فيه حدوث أمر خطير
3-الحل: وهو النتيجة التي يفضي إليها التأزم ،ويكون دمويا في المأساة وسعيدا في الملهاة .
تطور الشعر الملحمي: من الفنون المستحدثة في الأدب العربي الحديث ،ظهر في القرن 20 ، ألف فيه شفيق معلوف ملحمة (عبقر)
كما نظم محمد محمد توفيق ملحمة (المعلقة الإسلامية ) وألف جميل صدقي الزهاوي (ثورة في الجحيم وفوزي معلوف(علىبساط الريح) ،وقبل هؤلاء نظم شوقي قصيدة في 264 بيتا تناول فيها تاريخ مصر ،وفي الجزائر ألف مفدي زكريا (إلياذة الجزائر )
خصائص الشعر الملحم أ:خصائص الملاحم اليونانية والغربية القديمة: :
1- امتزاج الأسطورة مع الحقيقة
2-امتزاج الخيال مع الواقع
3-الأبطال خرافيون قدراتهم خارقة
4-أمزجتهم بدائية سريعة التحول والتلون
5-يشترك في الأحداث آلهة وأنصاف الآلهة ومخلوقات غريبة خرافية .
ب خصائص الملاحم العربية:
1- تتناول صفحات من تاريخ الأمة العربية
2- تتناول جوانب من حيوات الشعوب العربية مقتصرة عل الشخصيات المؤثرة
3- يغلب عليها الطابع الغنائي.
4-الطابع القصصي هي السمة البارزة للشعر الملحمي ،لا يظهر في الملاحم العربية بشكل بارز.
الشعر الحديث –الحر- التفعيلة:
تعريفه:هو الشعر الذي لا يتقيد بعدد التفعيلات في البيت الواحد،ولا يتقيد بقافية معينة،وهذا ما يعرف ب Vers Libreبالفرنسية .وتأثر به الشعراء العرب واقتبسوه من الشعر الأوروبي الحديث عقب الحرب العالمية2لدوافع نفسية(التوق للحرية،الرغبة في التجديد)
-اختلف في تسميتها من شعر حر إلى شعر التفعيلة إلىالشعرالحديث،والتسمية الثانية أدق .يرى معظم مؤرخي الأدب العربي الحديث أن ريادة هذه الحركة تعود إلى نازك الملائكة التي نشرت قصيدتها(الكوليرا)عام 1947م،وبدر شاكر السياب الذي نشر قصيدته(هل كان حبا)في نفس السنة،ثم انتشرت الحركة التجديدية في مصر عند شعراء أمثال صلاح عبد الصبور .
عناصر الشعر الحديث :
أ-التفعيلة: التفعيلة ركيزة القصيدة العربية الحديثة،إنها تقوم مقام الشطر،وتبقى موسيقى الوزن أو البحر كما هي،وعددها في البيت الواحد غير مقيد .
ب-القافية: الشعر الحديث لا يستغني عن القافية،وإنما يلونها وينوعها وهو بذلك شبيه بالموشحات الأندلسية،فالشاعر لا يتقيد بقافية واحدة(ينوعها بعد كل مقطع)ولا يتقيد بحرف روي واحد.وهذه القافية لملونة تشد القصيدة بخيط رقيق يجعلنا نعجب لهذا النغم الجديد
جـ-الجملة الموسيقية:تعودت الأذن سماع نغمة البيت المحدد،لكن في التجربة الجديدة ستتعود الأذن سماع نغمة(الجملة)أو(المقطع الكامل)الذي يقوم مقام البيت الواحد في الشكل والمضمون على السواء .
خصائص الشعر الحديث :
1-الاعتماد على الوحدة العضوية،فلم يعد البيت هو الوحدة وإنما القصيدةكلها
2-تزاوج الشكل والمضمون،فالبحر والقافية والتفعيلة والصياغة وضعت كلها في خدمة الموضوع 3-الاستغناء عن التشابيه والاستعارات والاعتماد على الصورة المركبة(الرمز) 4-سهولة الألفاظ وبساطتها وإيحائها . 5-الإفادة من الأساطير والحكايات الشعبية بإدخال رموزها في القصيدة
6-تناوله لقضايا الحضارة المعاصرة ذات البعد السياسي والإيديولوجي
7-تحوله في الآونة الأخيرة إلى الاعتماد على الإبهام والغموض
الموازنة بين الشعر العمودي والحر: الشعرالعمودي(الموزون)(القصيدة الخليلة): تعني القصائد الجاهلية ، وفي العصر الحديث تعني الطريقة الشكلية ( العروضية )التي انتهجتها القصيدة العربية خلال التاريخ , فالبيت الواحد المؤلف من شطرين هو الوحدة الأساسية للقصيدة ،فبيت امرئ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللواء بين الدخول فحومل
مؤلف من شطرين متساويين ، في كل منهما أربع تفعيلات هي تفعيلات بحر (الطويل): فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
وتمضي قصيدة امرئ القيس بيتا وراء بيت متكون من شطرين متساويين ونغمتين متكررتين (فعولن مفاعيلن )وينتهي كل بيت بقافية وحرف روي (اللام)، تلك هي موسيقى الشعر العربي المألوفة طوال خمسة عشر قرنا .
مما سبق يتضح أن الشعر العمودي يتميز بالخصائص التالية :
1/قيام موسيقى البيت ذي الشطرين على عدد من التفعيلات المتكررة
2/اتخاذ القصيدة شكلا عموديا نتيجة التزامها وحدة الوزن والقافية
3/الغالب فيها استعمال الصور الجزئية (التشبيهات والاستعارات والكنايات)
4/الاعتماد على الموسيقى الداخلية كحروف المد واللين والشدة.
الشعر الحديث ( التفعيلة )(الحر): لون جديد ظهر في أواخر الأربعينات من
القرن العشرين على يد شعراء عراقيين (بدر شاكر السياب ونازك الملائكة)
شاعت تسمية (الشعر الحر )عند كثير من الأدباء المعاصرين ، والأقرب إلى الصواب (شعر التفعيلة أو الشعر الحديث).
إن ركائز الشعر الحديث الأساسية هي (التفعيلة) التي تقوم مقام ( الشطر)
مع بقاء موسيقى الوزن أوالبحركما هي ، إلا أنها صارت تعزف على مجموعة تفعيلات تكثر وتقل في كل شطر بحسب الإحساس المراد التعبير عنه ، وقافية متنوعة ، وحرف روي مختلف.(التمثيل من النصين المقررين)
ويمكن تحديد عناصر الشعر الحديث وخصائصه في التالي :
1/قيام موسيقى البيت على التفعيلة الواحدة 2/تنويع القوافي
3/استعمال الصور الكلية (يوليسيز) ودون إهمال الصور الجزئية
4/المبالغة في اتخاذ الأساطير وعاء للتعبير عن التجربة الإنسانية
5/بساطة اللغة 6/الجمع بين الوضوح والغموض أحيانا (ربما يشتم شعبي ..)
7/الاعتماد على نظام السطر 8/تكثيف المعنى (الاقتصاد في الكلمات)
9/اعتماد الوحدة الموضوعية والموضوعية ، وهي خصائص الشعر الحديث.
الموازنة: خلاصة كل ما سبق أن النوعين من الشعر (العمودي والحديث)
1/يتفقان في استعمال أوزان الشعر العربي ويختلفان في طريقة النظم .
2/استعمال التصوير(الخيال) مع الاختلاف في التكثيف .
3/شعر التفعيلة (الحديث)أكثر درامية (تعبيرا عن الواقع الأليم)وأكثر استخداما
للأساطير (يوليسيز) (ضرورة التمثيل من النموذجين المدروسين)
4/الشعر العمودي أكثر ميلا لتلخيص التجربة (شعر الحكمة)
الخاتمة : الشعر شأنه في ذلك شأن باقي العلوم والفنون كالكائن الحي،يولد وينمو ويتطور ليبلغ درجات أرقى ويواكب ركب الحضارة الإنسانية المتطورة باستمرار ، وهذا ما يؤكده تطور الشعر العربي شكلا ومضمونا .