لم يمر عيد الطالب بتلمسان هذه السنة مرور
الكرام، أو كما جرت العادة احتفالا وتكريما على شرف الطلبة والطالبات
بمختلف الإقامات الجامعية، غير أن هذه السنة حدث الاستثناء بالإقامة
الجامعية مليحة حميدو، والذي كان بطله وبامتياز المنشد جلول بعد تمكنه من
إقناع عشرات الطالبات بارتداء الحجاب في حفل بهيج أشرفت على تنظيمه خلية
عزالدين قسام التابعة للإتحاد الطلابي الحر.
المنشد
جلول الذي قطع على نفسه عهدا في آخر لقاء جمعه بالشروق بأنه سيعمل كل ما
في وسعه من أجل إنجاح مشروعه المتمثل في "أسلمة الراي" من خلال العمل على
تهذيب كلماته احتراما للذوق العام الجزائري ودعوة جميع مغنيي الملاهي
الليلية والكباريهات إلى التوبة، كان يوم الاثنين الماضي في الموعد بعد
ارتدائه لثوب الداعية وبلهجة وهرانية بسيطة ومؤثرة، خاطب من خلالها الحضور
من الطالبات اللواتي كان من بينهن طالبات غير متحجبات، حيث راح يروي قصة
توبته وما يمثله شهر جويلية من سنة 2007 يإعتباره منعطفا في حياة جلول بعد
قضائه فترة من عمره من رواد الملاهي والعلب الليلية يغني أغنية "الراي" قبل
أن يتحول في رمشة عين وإثر حادث أليم أودى بأعز أصدقائه "تاج الدين" من
زبون الكباريهات إلى رائد من رواد المساجد، ومن مجتهد في أداء أغنية الراي
إلى معتكف في العبادة، متحسرا عن تلك الأيام التي ذهبت هباء منثورا من
حياته، بعد ما هداه الله إلى الصراط المستقيم، لقد كان لهذه الكلمات وغيرها
من التفاصيل الأخرى وقعها الخاص لدى العديد من الطالبات اللواتي وجدن
أنفسهن ومن حيث لا يدرين يتوجهن إلى المنشد جلول وهن يتعهدن أمامه وسط حضور
طلابي غفير أنهن من الآن وصاعدا لن يتخلين عن ارتداء الحجاب، وكم كانت
الفرحة كبيرة لدى الطلبات المنظمات من خلية "عزالدين قسام" اللواتي سهرن
على تنظيم هذا اللقاء الذي يندرج كما كشفت عن ذلك إحدى الطلبات في إطار
مشروع "العفة"، والذي فضلن أن يكون هذا العام تحت شعار "تاجي حجابي"، وعن
هذا الحدث المميز أكدت ذات الطالبة أن عدد الطلبات اللواتي تمكن المنشد
جلول من إقناعهن بلغ عددهن 45 طالبة، قدمت لهن جميعا هدايا متمثلة في
"الحجاب" وذلك في الحفل الإختتامي الذي احتضنته أول امس إقامة مليحة حميدو
بتلمسان، وما زاد من خصوصية الحدث وتميزه أنه وقع في خضم النشاطات الثقافية
التي تعرفها عاصمة الزيانيين في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة
الإسلامية.