بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شاعر سعودي تألق في عالم الشعر
وكانت له صولات وجولات وعُدَّ من شعراء الصفوة وكبار الشعراء سواءا في الحجاز
أو في الجزيرة العربية ألفت فيه العديد من الرسائل الجامعية وتناول العديد من الأدباء شاعريته
وأ شبعوها نقدا وتحليلا.
دعونا أولا نقراء ونتذوق هذه القصيدة ومن ثم نتعرف عليه.
مالي أراهـا لا تـرد سلامـــي .... هـل حرّمت عند اللقاء كـلامـي
أم ذاك شـأن الغيـــد يبدين الجفـا ...وفـؤادهـن من الصبـابة دامـي
يا قلب ويحــــك إن من علقـتهـا ..رأت الوفـا في الحـب غير لـزام
هي لا تبادلك الغرام فناجنــي .... لـم أنت في أحضانهـا مـترامـي
ما كان يبكي يومه كي تضحكي .مـا كـان يسـهر ليله لتنـامـي
بل كان ينشد في هواك سعـادةً .... فـجـعلـتها حــلما من الأحلام ِ
يا ربّة الطرف الكحيل تذكـري.عهدي وخـاف الله في استسلامـي
لولا رجائي في ودادك والوفـا . لكرهت عيشي في الهوى ومقامـي
أصبحت عـبدا فــي هـواك .... وإنـنـي لسليل قوم ماجدين كـرام
ِروحي فداك إذا ملكتي ترفقـي .... لا تــتركيني فريـسـة ااـللـوّامِ
القصيدة للشاعر:حمزة شحاتة -رحمه الله-
وهذه نبذة عن سيرته-نقلتها من الموسوعة الحرة-:
من مواليد عام 1908م، في مكة، وحيث كان الشحاتة يتيم الأب فقد نشأ وتربى في جدة لدى جاره العم والمربي محمد نور جمجوم، درس في مدارس الفلاح النظامية في جدة وكان متفوقاً في درسه ومتقدماً على سنه، وقد أثّرت أجواء جدة الانفتاحية في شخصية الشحاتة كما فعلت مع بقية أبناء جيله من الشباب في تلك الفترة، قفرأ لكبار كتاب التيارات التجديدية والرومانسية العربية في المقرّ والمهجر، وقد تأثر كثيراً بجبران خليل جبران، وايليا أبوماضي وجماعة الديوان. وكانت رحلته إلى الهند، وقيامه بها لمدة سنتين، مبعوثا لمباشرة الأعمال التجارية لاحدى البيوتات التجارية الجداوية منعطفا تاريخيا في حياته، حيث انكب فيها على تعلّم اللغة الإنجليزية والتزود بالمعارف والاطلاع على الانتاج الأدبي البريطاني والاستعماري، كما شكَلَ التاجر قاسم خازنا علي رضا رافداً أساسيا في تكوين شخصية الشحاتة الفكرية ونزعته التجديدية، تماما كما كان أثر قاسم في العواد حاضراً.
ذاع صيت الشحاتة في المشهد الثقافي بالحجاز في محاضرة مطولة وشهيرة ألقاها في خمس ساعات متواصلة في جمعية الإسعاف الخيري بمكة المكرمة في عام 1938م، حيث عنونها بـ(الرجولة عماد الخلق الفاضل)
بدلا من
(الخلق الفاضل عماد الرجولة)
الذي اختارته الجمعية عنوانا لمحاضرته ولم يتقيد به، في مشهد أثار به فتى الثلاثين ربيعا فضول واندهاش شيوخ ومثقفي مكة من بلاغته ونمط تفكيره، حتى أن الحضور كانوا قد صفقوا له أكثر من 30 مرة دلالة على ما حمله خطاب الشحاتة من أبعاد فكرية ومضامين فلسفية واجادات لغوية جاءت باكرة.
كان شديد النفور من الشهرة وحريص على العزلة من المشهد الثقافي على الرغم من إجماع أقرانه على ريادته وعبقريته وتقديمهم له. عُد شعره ونثره -من قبل النقاد- كطليعة الأدب الحجازي، ضمن الرعيل الذي ضم إلى جانبه إبراهيم فلالي و حسين عرب، وآخرون.
ترك من خلفه مدرسة أدبية وفكرية عريضة في الحجاز، وكان أشهر المتأثرين به، جيل الكبار، أحمد قنديل ، عبد الله عبد الجبار، عزيز ضياء، محمد حسن فقي، عبدالله الخطيب، حسن قرشي، محمد عمر توفيق، عبدالمجيد شبكشي، حتى الأجيال اللاحقة، عبد الفتاح بو مدين، محمد سعيد طيب ، عبدالحميد مشخص، عبد الله خياط ، عبد الله الجفري، عبد الله نور، ومحمد صادق دياب،
وغيرهم.
رحل إلى القاهرة ساخطاً على أحوال البلد عام 1944م،
وهو ذات التاريخ الذي توقف فيه توقفا تاماً عن نشر أي انتاج أو أدب، كما لم يشأ قط التواصل مع أدباء مصر على رغم عز الأدب في مصر في تلك الفترة، ورغم كل المحاولات التي قام بها عبد الله عبد الجبار و عبد المنعم خفاجي من تقديمه لأدباء مصر.
إلا أن الاباء كان سمة من سمات الشحاتة الواضحة. عاش في مصر منعزلاً في شقته صارفا اهتمامه في آخر سنواته إلى تربية بناته الخمس وتعليمهن،
والكتابة والتلحين دون نشر أو تسجيل.
فقد البصر قبل وفاته. توفي عام 1972م في القاهرة، ودفن في مكة المكرمة في مقبرة المعلاة، عن عمر يناهز ال64 عاما.