السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن ما يحدث فى هذه الأيام فى الدول الاسلامية نتيجة لظلم وفسق وكفر فمن يرى ويسمع فهو لاشك مدرك أن هذا ما يحدث
فنسمع التعدي على الله ورسوله فى الصحف والمجلات ولا نجد تعليقاً ولا محاسبة لمن يفعل هذا
ونجد ما نجد من محاربة السنة واهلها فى الفضائيات والهجوم على أهل الفضل من علمائنا , ثم يخرج التعليق بلا تعليق
فلا شك ان الظلم ظلمٌ والكفر كفرٌ والفسق فسقٌ ولكن اعلموا رحمكم الله
أن مثل هذه الأمور لا تدار بحماسة فارغة من العقل والحكمة
ولا شك أن مثل هذه الأزمات لابد من الرجوع فيها لأهل الفضل والعلم
وأما أن يخرج شباب متحمسون لا للدفاع عن الدين وأهله ولا لطلب السماع لأهل العلم ولكن بسبب الغلاء والفقر وفقط ولا يسالون عالماً ولا يرجعون لأهل العلم بل حتى لا ينظرون فى التاريخ فهذا أمر خطير نسأل الله السلامة والعافية من عواقبه الوخيمة
فالشباب لا يدرك الإنقسامات الموجوده فى البلاد - واخص بالبلاد مصر المحروسة - فمصر بها من الجماعات ما بها ومن العلمانيين ما بها ومن النصارى المنتظرين لفرصة لطلب الانقسام والانفصال ما بها ويجمع كل ذلك بلداً يقودها حكومة وإن كانت فاجرة ولكن دعنا ننظر إن سقت الحكومات فما هو الحال وإلى أين يكون المآل ؟!!
كل فئة من هذه الفئات تريد أن تقود هى البلاد فمن نصارى ومن جماعات ومن علمانيين ومن عملاء ومن غوغاء لا يدري الواحد منهم كيف يقضي حاجته بل لا يدري الواحد منهم كيف يتوضاَ بل كيف يتكلم بل كيف يسكت ولا حول ولا قوة الا بالله
ومن سيرضى من هؤلاء بعد هذه السنين ان يُهضم حظه مره أخرى وأن ينحى جانباً ؟
أفتذكرون مطالبة النصارى بتقسيم مصر وبأن تكون لهم دولة فى الصعيد ؟
افتذكرون أيمن نور والآن البرادعي ؟
أفتذكرون مهدي عاكف وبرنامجه الإنتخابي المزعوم ؟
افتذكرون قرارات الهيئات الدولية بالتدخل فى أمور مصر الداخلية ؟
بل هل ترون الآن ما يحدث فى تونس ؟
بعد انهيار حكومة تولت نفس الحكومة المنهارة البلاد ولكن برئيس جديد !!
ومازالت المظاهرات قائمة ولكن إلى أين ؟
والآن ما يحدث فى لبنان وانهيار حكومة مختلطه و مناوشات لتولية حسن نصر اللات وأعوانه للحكومة الجديدة حتى تبدأ المجازر لأهل السنة هناك وهم الأغلبيه !!
ولكن هل نسكت على الفساد ؟ وهل نرضى بتنحية شرع الله ؟ وهل نرضى بالظلم ؟ وهل نتعايش من الفقر ؟
اسئلة هامه لها إجابة عند اهل السنة ولا شك
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كما تكونوا يولى عليكم "
وقد قال ابن القيم رحمه الله " أعمالكم عمالكم - أي أعمالكم هى حكامكم - "
وانا اقسم بالله أن كثيراً ممن خرج فى هذه المظاهرات لا يصلي أصلاً بل واكثرهم ظالماً لنفسه وظالماً لغيره
نسأل الله السلامة والعافية
ولكن أين لحل
وأين الخلاص من هذه الأزمة وما هو المخرج من تلك الفتنة
نقول وبالله التوفيق
الخلاص فى الرجوع إلى الله والى دينه
وقد قال الله جل وعلا
"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) "
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم " إذا تبايعتم بالعينة
وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى تعودوا إلى دينكم "
فالحل فى العودة إلى الله والعودة الى دين الاسلام بإتباع خير الأنام رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأين المصلين فى المساجد ؟
وأين الذين يحرمون ما حرم الله ؟!!!
فنجد الربا والزنا والسرقة والقتل فى كل مكان بيد الشعب كما هو بيد الحكومة ولا حول ولا قوة الا بالله
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مَا ظَهْرَ فِي قَوْمٍ الزِّنَى وَالرِّبَا إِلاَّ أَحَلُوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللَّهِ جَلاَّ وَعَلاَ "
فهل الذى يضع الأموال فى البنوك الربوية هم الحكومات فقط ؟
وهل الذى يزني وينشر الزنا هم الحكومات فقط ؟
هل نحن نستحق أن يحكمنا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ؟
فنسأل الله السلامة والعافية
فالحل الرجوع الى الدين لكي يرفع الله عنا الذل والحل ان نبتعد عن المحرمات من الزنا والربا والظلم
انظر الى كلام شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله فى كتاب مفتاح دار السعادتين
يقول رحمه الله " تأمل جعل الله ملوك العباد وولاة امورهم وأمرائهم من جنس اعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فشر , بل كأن اعمال العباد ظهرت فى صورولاتهم وملوكهم , فإن استقاموا - اى العباد – استقامة ملوكهم وان عدلوا عدلت ملوكهم وان جاروا جارت عليهم ملوكهم , وان ظهر فى العباد المكر والخديعة فولاتهم كذلك
وان منع العباد حقوق الله إليهم وبخلوا بها منعت ملوكهم وولاتهم مالهم عند هم من الحق وبخلوا عليهم
وأقول - أبو معاذ بن حسين -
اعمالكم يوفيها لكم هاهنا فى حياتكم كما ستجدونها فى قبوركم فى برزكم الى ان يقيم الله رب العالمين الساعة ثم هناك فى القيامه فى الاخره فى العاقبة
يقول الامام - ابن القيم -
واذا اخذ العباد ممن يستضعفونه ملا يستحقونه فى معاملاتهم اخذت منهم الملوك ملا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والضرائب وكل ما يستخرجه العباد من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة , فعمالهم وولاتهم وملوكهم وامرائهم ظهرت فى صور اعمالهم
واقول - ابو معاذ بن حسين -
تأملوا من اين يبدأ الاصلاح , يبدأ الاصلاح من اصلاح الاعمال , لا من اصلاح الولاة
نصلح اعمالنا والله يصلح لنا ولاتنا , وكما تكونوا يولى عليكم
يقول الامام
ليست الحكمه الالهية أن يُولى الله رب العالمين على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم ولما كان الصدر الاول اخيار القرون وارها كانت ولاتهم كذلك ,
فلما شابوا شيبت لهم الولاه
فحكمت الله تأبى ان يولى علينا فى مثل هذا الزمان – هذا فى زمان ابن القيم تأمل !! – فحكمت الله تابى ان يولى علينا فى مثل هذا الزمان مثل معاويه وعمرو بن عبد العزيز بل ولاتنا على قدرنا وولاة من قبلنا على قدرهم
وكل من الامريين موجب الحكمه ومقتضاه
الى اخر كلامه رحمه الله عليه
وهذا وارجعوا الى كتاب الامام
وللأسف الناس تعرف ان هذا هو الحل
ولكن الأسهل لهم أن يخرجوا الى الشوارع ناسبين كل الفساد إلى شخص واحد
لأن الكل يعرف أن إصلاح الذات هو الحل ولكن القوم يتغافلون , ولا حول ولا قوة الا بالله
فالله اسأل أن يرد الأمة إلى دينها وأن يعز أهل الطاعة ويذل أهل المعصية
إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل