من أبرز المواضيع التي كان لها نصيب كبير من الاهتمام في ديننا الحنيف كانت الاخلاق ، فقد قال فيها رسول الله (ص): "ألا
أخبركم بأشبهكم بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "أحسنكم خلقاً، وألينكم
كنفاً، وأبركم بقرابته، وأشدكم حُباً لإخوانه في دينه، وأصبركم على الحق،
وأكظمكم للغيظ، وأحسنكم عفواً، وأشدكم من نفسه إنصافاً في الرضا والغضب".
وقيل له (ص) :أيُّ المؤمنين أفضلهم إيماناً؟ قال: "أحسنهم خلقاً". وقال (ص) "أكثر ما يلجُ به أمتي الجنة: تقوى الله، وحسن الخلق".
هذه
الأخلاق التي أوصانا نبينا الكريم بالتحلي بها وغرسها في نفوس أطفالنا، في
هذا العقد بدأت تتلاشى في الكثير من مجتمعاتنا العربية ، قد يرجع هذا
الانحلال في الاخلاق إلى عدة أسباب ،لعل أبرزها وأهمها نقص التربية في
البيت الذي هو من المفروض المدرسة الأولى لأي طفل، سواءا بسبب انشغال الأم عن اطفالها بالعمل خارج البيت أو الاهتمام بأمور اخرى غير أطفالها أو لعدم مبالاة الأب ورمي كل الحمل على الأم أو....
فكثير
من الأباء يعتقدون أن أبنائهم لا يحتاجون غير الأكل واللباس والدخول لأحسن
المدارس ليتحلوا بأفضل الاخلاق، وفي أحسن الاحوال أخذ الأباء لدور المدرس
المتشدد : أفعل هذا.. لا تفعل هذا.. هذا حرام.. هذا عيب..
لكن
الحقيقة أن الطفل لا يتحلى بأحسن الاخلاق من خلال لبسه أغلى الملابس و أكل
أشهى الاكلات ، ولا بالدخول لأفضل المدارس ولا حتى بواسطة أسلوب الأمر
الذي قد يتبعة الأبوين في تربية أطفالهما.
الطفل
يتحلى بأخلاق والديه، لأن مايشاهده ويسمعه هو مايترسخ في ذهنه ،فإن كان
والده أمين وصادق و... فإن أي كلمة سيقولها سيصدقه وسيحاول تقليده ونفس
الشيء بالنسبة للأم ، فإن كان الوالدين عكس ذلك فلن يقتنع الطفل بأي كلام يٌقال له .
وهذا
لا ينطبق على الوالدين فقط، بل ينطبق على الجميع ،المعلم، الأصدقاء... فأي
شخص نقابله في حياتنا نركز على ما يفعل أكثر من ما نركز على مايقول، فإن
لم نجد تعارض بين الفعل والقول تقبلنا وجهة نظره ببساطة.
النصح و الارشاد مهم، لكن ليس أهم من الفعل
فكونوا قدوة لأطفالكم
.هو أول موضوع لي في هذا الركن[/size]
.أتمنى أن أكون بمستوى الكتابة فيه[/size]