اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بَابٌ في الإِمَامَةِ
وَمِنْ شُرُوْطِ الإِمَامِ: أَنْ يَكُوْنَ ذَكَرًا ، مُسْلِمًا ، عَاقِلاً ، بَالِغًا ، عَالِمًا بِمَا لاَ تَصِحُّ الصَّلاَةُ إِلاَّ بِهِ مِن قِرَاءَةٍ وَفِقْهٍ ،
فَإِنْ اِقْتَدَيْتَ بِإِمَامٍ ثُمَّ تَبَيَّنَ لَكَ أَنَّهُ كَافِرٌ ، أَوْ اِمْرَأَةٌ ، أَوْ خُنْثى مُشْكِلٌ ، أَوْ مَجْنُوْنٌ ، أَوْ فَاسِقٌ بِجَارِحَةٍ ، أَوْ صَبِيٌّ لَمْ يَبْلُغِ الحُلُمَ ، أَوْ مُحْدِثٌ تَعَمَّدَ الحَدَثَ ، بَطَلَتْ صَلاَتُكَ وَوَجَبَتْ عَلَيْكَ الإِعَادَةُ .
وَيُسْتَحَبُّ: سَلاَمَةُ الأَعْضَاءِ للإِمَامِ ..
وَتُكْرَهُ إِمَامَةُ: الأَقْطَعِ وَالأَشَلِّ ، َوصَاحِبِ السَّلَسِ ، وَمَنْ بِهِ قُرُوْحٌ لِلصَّحِيْحِ ، وَإِمَامَةُ مَن يُكْرَهُ .
وَيُكْرَهُ لِلْخَصِيِّ وَالأَغْلَفِ وَالْمَأْبُوْنِ ، وَمَجْهُوْلِ الحَالِ ، وَوَلَدِ الزِّنَا ، وَالعَبْدِ في الفَرِيْضَةِ أَنْ يَكُوْنَ إِمَامًا رَاتِبًا .. بِخِلاَفِ النَّافِلَةِ فَإنَّهَا لاَ تُكْرَهُ بِوَاحِدٍ مِنْهُمْ .
وَتَجُوْزُ إِمَامَةُ الأَعْمَى ، وَالْمُخَالِفِ في الفُرُوْعِ، وَالعِنِّيْنِ ، وَالْمُجَذَّمِ إِلاَّ أَنْ يَشْتَدَّ جُذَامُهُ ويَضُرَّ بِمَن خَلْفَهُ فَيُنَحَّى عَنْهُم .
وَيَجُوْزُ عُلُوُّ الْمَأْمُوْمِ عَلَى إِمَامِهِ وَلَو بِسَطْحٍ ، وَلاَ يَجُوْزُ لِلإِمَامِ العُلُوُّ عَلَى مَأْمُوْمِهِ إِلاَّ بِالشَّيْءِ اليَسِيْرِ كَالشِّبْرِ وَنَحْوِهِ .. وَإِنْ قَصَدَ الإِمَامُ أَو الْمَأْمُوْمُ بِعُلُوِّهِ الكِبْرَ بَطَلَتْ صَلاَتُهُ .
وَمِن شُرُوْطِ الْمَأْمُوْمِ: أَنْ يَنْوِيَ الاِقْتَدَاءَ بِإِمَامِهِ ..
وَلاَ يُشْتَرَطُ في حَقِّ الإِمَامِ أَنْ يَنْوِيَ إِلاَّ في أَرْبَعِ مَسَائِلَ : في صَلاَةِ الجُمُعَةِ ، وَصَلاَةِ الْجَمْعِ ، وَصَلاَةِ الخَوْفِ ، وَصَلاَةِ الاِسْتِخْلاَفِ .. وَزَادَ بَعْضُهُمْ فَضْلَ الجَمَاعَةِ عَلَى الخِلاَفِ في ذَلِكَ .
وَيُسْتَحَبُّ تَقْدِيْمُ: السُّلْطَانِ في الإِمَامَةِ ، ثُمَّ رَبُّ الْمَنْزِلِ ، ثُمَّ الْمُسْتَأْجِرُ يُقَدَّمُ عَلَى المَالِكِ ، ثُمَّ الزَّائِدُ في الفِقْهِ ، ثُمَّ الزَّائِدُ في الحَدِيْثِ ، ثُمَّ الزَّائِدُ في القِرَاءَةِ ، ثُمَّ الزَّائِدُ في العِبَادَةِ ، ثُمَّ الْمُسِنُّ في الإِسْلاَمِ ، ثُمَّ ذُوْ النَّسَبِ ، ثُمَّ جَمِيْلُ الْخَلْقِ ، ثُمَّ حَسَنُ الْخُلُقِ ، ثُمَّ حَسَنُ اللِّبَاسِ ، وَمَن كَانَ لَهُ حَقُّ التَّقْدِيْمِ في الإِمَامَةِ وَنَقَصَ عَن دَرَجَتِهَا كَرَبِّ الدَّارِ - وَإِنْ كَانَ عَبْدًا أَوِ امْرَأَةً أَوْ غَيْرَ عَالِمٍ مَثَلاً - فَإِنَّهُ يُسْتَحَبُّ لَهُ أَن يَسْتَنِيْبَ مَن هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ. وَاللهُ أَعْلَمُ .
نقلاً من كتاب العشماوية في الفقه المالكي .