حرص سيّدنا رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أثـناء تعامله اللّطيف مع
الأطفال على احترامه لنفوسهم وذواتهم، وحرص على توصيل أفضل المفاهيم إليهم
بأبسط الوسائل وأقومها. فلم يكن صلّى الله عليه وسلّم ممّن يؤيّد طريقة
التّعامل مع الأطفال الّتي تهمل قيمتهم، فإذا سألوا سؤالاً، لا يُجابون
إجابات منطقية، أو تُستغل بساطتهم فيكذب عليهم.
يحكي لنا أحد الأطفال
هذا الموقف له مع سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو عبد الله بن
عامر، فيقول: دعتني أمي ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم قاعد في بيتنا،
فقالت: هَا تعالَ أعطيك. فقال صلّى الله عليه وسلّم: ''ما أردتِ أن
تعطيه؟''. قالت: أعطيه تمرًا. فقال لها: ''أمَا إنّك لو لم تعطه شيئًا
لكُتبت عليك كذبة''.. أخرجه أبوداود وأحمد. فهو يُحذّرها من أن تكذب على
الصبي أو تستهين بمشاعره، ولو أن تقول له: تعالَ أعطيك شيئًا، ثـمّ لا
تفعل.