يروي الحجاج الجزائريون العائدون من أداء شعيرة الحج نهاية الأسبوع الماضي، قصة غريبة عايشوها وتسبّبت لهم في صدمة كبيرة، حيث أقدم أحد ضيوف الرحمان الجزائريين على تطليق زوجته التي اصطحبها معه لأداء الركن الخامس ليعمد بعدها إلى الانتحار في أطهر بقعة في العالم.
تفاصيل القضية حسب شهادات الحجاج الذين عادوا إلى أرض الوطن، بعد رحلة دامت 32 يوما كاملة، تعود إلى اليوم المشهود الذي اختاره الله تعالى كأحسن أيام السنة يتباهى فيه بخلقه الذين جاءوا من كل فج عميق، مجرّدين من ثيابهم، طالبين المغفرة والثواب على صعيد عرفة، حيث أمام شدة الزحام تاهت حاجة جزائرية في الخمسينيات من عمرها وسط حشود الحجيج، وغابت عن أعين زوجها الذي كانت برفقته، الأمر الذي اضطر هذا الأخير إلى البحث عنها في كل الاتجاهات دون جدوى، وذلك بالرغم من استنجاده بمساعدة بعض الجزائريين الذين استعملوا مكبر الصوت وظلوا ينادون على الزوجة التائهة، غير أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.
وحسب شهود عيان التقتهم ''الخبر''، فإن الزوج بعد أن استسلم لضياع زوجته في غمرة الزحام عاد إلى مشعر منى، أين قضى أيام التشريق كاملة داخل الخيمة التي كان مقيما فيها وأدى المناسك على غرار الرجم والطواف والسعي، قبل أن يلتحق بالفندق في اليوم الثاني من أيام التشريق دون أن يظهر أي أثر لزوجته التائهة وذلك إلى غاية اليوم الرابع بعد عيد الأضحى المبارك عندما جاءت الزوجة التائهة رفقة حاج من جنسية عربية أخرى دلّها على الفندق بعد أن تذكّرته بشق الأنفس، الأمر الذي أسعد الحجاج الجزائريين الذين كانوا يعلمون بقصتها وراحوا بسرعة يبشرون زوجها، غير أن مفاجأتهم كانت كبيرة جدا، حيث رمى عليها الزوج دون تردد أغلظ الأيمان، رافضا العدول عن قراره بالرغم من كل المحاولات التي قام بها الحجاج الذين عايشوا الواقعة والذين سعوا لإقناعه بأن غياب زوجته كان دون إرادتها بفعل شدة الزحام.
وقد صُدمت الزوجة التي قصدت البقاع المقدسة من أجل الحج لتجد نفسها مطلقة بهذا الموقف المفاجئ وتعاملت مع الأمر بالبكاء والعويل. في حين غادر الزوج المكان في قمة الغضب قبل أن يأتي خبر انتحاره في تلك الأمسية من أعلى جسر بمنطقة منى قصده لإنهاء حياته، حيث تم حمل جثثه من قبل أفراد الأمن حتى تتعرف عليها الزوجة، الأمر الذي تم فعلا. وانهارت المطلقة بالبكاء والصراخ نتيجة هول المشهد وفظاعة المنظر.
وفي هذا السياق، شكك الحجاج العائدين في صحة أرقام وفيات الحجاج المعلن عنها من قبل البعثة الجزائرية، باعتبار أن عدد الوفيات الحقيقي يفوق بكثير الرقم المصرح به على حد قولهم.