الى اين تسافر بنا مشاعرنا المتدفقة؟ الى اين يغدو بنا هذا النبض الجميل ,,, ؟
لماذا تهفو النفوس وتخفق القلوب ,,,؟
لماذا تحيط بنا في أحيان كثيرة هذه الهالة (الرائعة) من الأحاسيس تحلِّق بنا في آفاق الأحلام الجميلة ,,, ؟؟
اسئلة كثيرة ربما يكون جوابها عند الكثير لا أدري ولكنه في الحقيقة
يدري لأنه يعيش ما يشعر به، وفي كلمة لا ادري يُفرغ المحبُّ الصادق شعوره الغامر بتلك الروعة التي يعيش جمالها وسحرها لا لأنه
لا يدري ولكن لانه يرى ان الشرح والتفصيل قد يخرجه من ذلك الجو العاطفي الجميل وهو لا يريد الخروج منه، وهل يتاح للإنسان
العاقل ان يدخل الى بستان جميل تبوح سواقيه بما تحسُّ به، وتعزف أغصانُه أنغام الحفيف البديع، وتشدو عصافيره بأغاريدها
الرائعة؟ ثم يرضى أن يخرج منه ليقول لسائله نعم أدري ، ثم ليدخل من بوابة أدري الى الشرح الممل، والجواب الطويل ,,,؟
هنالك إجابة واحدة في جملة واحدة تغني عن التفصيل إنه الحب نعم,, الحب هو الذي يأخذنا الى تلك العوالم الجميلة الرائعة
الحب هو الذي يفتح أمامنا آفاق المشاعر، وأبواب الأحلام ويسافر بنا الى ظلال السعادة والهناء
الحب هذه الكلمة السحرية الآسرة بكل ما تحمله من معاني التواصل،
والتآلف، هو الذي يجعل للحياة قيمةً كبيرة، ومذاقاً متميزاً عن كل مذاق، وما فقدها إنسان الا وفقد معنى العطف والحنان ومعنى
الراحة والهدوء، وحُرم من لذة لا توازيها لذائذ الدنيا باسرها, الحب بحر ، فماذا نعرف عن بحر الحب ؟
ولماذا كان الحب بحراً؟ ولماذا نسعد بالإبحار فيه؟؟
كل المحيطات تتلاشى وتصغر أمام بحر الحب الفسيح العميق، لأن
شاطىء بحر الحب ليس كشواطيء البحار التي نعرفها، إن شاطئه بساط من الزهور، ينسكب عليها النور، فتنشرح بها الصدور، ولهذا
كان الإبحار فيه أجمل إبحار، وكان الانتظار على شاطئه أجمل انتظار.
ان الابحار في بحر الحب يحقق للمبحرين متعة كبيرة عندما يركبون زوارق الصدق والوفاء، والبراءة والنقاء، وعندما يتجهون صوب
الشاطيء الجميل، وعندما يرون الشمس رأي العين لأنهم لا يختبئون في الزوايا المظلمة، ولا في المنحنيات المعتمة
[center]
وبحر الحب يحركه النسيم العليل
فيرسُم موجُه أقواس الأمل العذب على وجه الماء في انحناءاته المتناسقة التي
تتوالى كما تتوالى المشاعر المتدفقة في قلب المحبِّ الصادق.
إن المحبَّ يتفانى إذا صدق في الوفاء لمن أحبَّ، ويتغاضى عن هفواته، ويتيه حينما يرنو الى وجهه ويرحل مع ذكرياته.
والحياة بلا حب ليس لها معنى، تصبح جفافاً قاتلاً، وقيظاً لاهباً، وأرضاً جدبة لا أنيس بها ولا رفيق، وكلما أوغلت القلوب في الحب
الصادق، زادت رقة وحنانا، وذاقت برغم الشقاء سعادة لا يذوقها الا المحبون.
ترى كثيراً من الناس يعيشون حياة مليئة بالقسوة والعناء،
ويملؤون بيوتهم صخباً وضجيجاً، وغضباً جارفاً، وربما لطموا وركلوا، وسبوا وشتموا وقتلوا البسمة في ثغور الاهل والأبناء
والزوجات، ورسموا في حياتهم النهايات قبل البدايات، وتفتش عن السبب فتجد في القلوب جدباً وقسوة وفي النفوس غلظة وجفوة، ثم
توغل في البحث عن السبب وراء ذلك فتجد ان غياب الحب هو الذي قتل السعادة في تلك القلوب القاسية.
لماذا يحرم هؤلاء انفسهم من جمال الحب ومتعته، ولماذا ينساقون وراء جدب نفوسهم وقسوتها ,,, ؟؟
إنه الحرمان، نعوذ بالله من قسوة الحرمان.