العادة السيئة

شاطر
 

 العادة السيئة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hou.a

hou.a

نوع المتصفح موزيلا

صلي على النبي

صل الله عليه وسلم


العادة السيئة  Empty
مُساهمةموضوع: العادة السيئة    العادة السيئة  Empty2011-03-13, 22:35

العادة السيئة


محمد صالح المنجد


تم إخفاء الأخطاء الإملائية من هذا المستند ، لتفعيلها اذهب قائمة أدوات>اخترخيارات>التبويب: التدقيق النحوي والإملائي
جزاكم الله خيرا ،،





تقـديـم


إِنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد : فقد كثر السؤال عن مشكلة عويصة، أرَّقت عدداً كبيراً من الشبابِ، وسبَّبت أنواعاً من الهزات القلبية والاضطرابات النفسية، وصار الإيمان منها في مد وجذر، مشكلةٌ تدفع إليها نيران الشهوة وعنفوان الشباب، ألا وهي الاستمناء، أو ما يسمى بالعادة السرية .
فكتبت هذه الرسالة إسهاماً في إيجاد الحلِّ وبيان العلاج ، فأقول مستعيناً بالله :
تكاد تكون العادة السيئة من أشد مشكلات شباب عصرنا مما يتعلق بفتنة الشهوات، ومما زاد الأمر سوءاً الانتشار المنظَّم لوسائِل الفاحشة، والدعوة إليها، وكثرة المغريات، وتعدد سبل الفساد، والمجتمع المتفسخ لا ينتظر منه أن يعين على معالجة مثل هذه المشكلات، بل إنه سببٌ لتولدها وازدياد انتشارها واضطرام نيرانها .
ويتعرف الشاب على هذه العادة القبيحة من عدة طرق، منها : وقوعه على كتاب أو مجلة تتحدث بدقة وتفصيل عن هذه القضية، أو أن يكتشف ذلك تلقائياً من خلال العبث، أو عن طريق رفقاء السوء من أولاد الأقرباء أو الجيران أو زملاء المدرسة، عند تداول معلومات عن الجنس ويتبادلون خبراتهم السيئة بعيداً عن دائرة التربية الإسلامية .
ويعاني الشاب المسكين مما يقرأ ويسمع ويشاهد ويفكر من آثار فوران الشهوة، فتحمله نفسه على ممارسة هذه العادة لأنه يجد فيها طريقاً لتصريف الغريزة، ويشعر بنوع من الارتياح بعدها، واللذة أثنائها، في مشاعر مختلطة ليس لها حدود مع خواطر تسري في النفس والجسد بطلب المزيد .
ويقف المرء حائراً في كيفية علاج هذه المشكلة، وهو يسمع أخبار عدد من الذين حاولوا الخلاص ثم باءت محاولاتهم بالفشل الذريع، وآخرين ممن استطاعوا الصمود مؤقتاً ثم عاودتهم الأفكار والخواطر والمشاهد بقوةٍ انهار معها جدارُ الصمود فتفاقم الأمرُ، وانتكس الحال، وعاد الأمر كما كان .
ونظراً لأن هذه العادة لا تحتاج إلى كبير عناء لممارستها، والدافع إليها قوي، وسلطان الشهوة مستحكم، فإن تجدد الوقوع فيها مرة بعد أخرى يُصيبُ الكثيرين باليأس ويُشعرُ بعض المخلصين منهم بالنفاق، وربما أدى ببعضهم إلى النكوص، وسهَّل عليهم الشيطان الولوغ في أوحال ذنوب أكبر، وهم يقولون في أنفسهم ما دمنا من المصرين على تلك العادة، فلم يعد هُناك فرق بيننا وبين أصحاب الكبائِر .
ولأننا نعلم قطعا أن العلاج موجود في كتاب الله تعالى كما قال عز وجل :  وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ  - الإسراء 82 – كان لابد من تلمس ذلك .
وفيما يلي عدد من النصائح والخطوات النظرية والعملية أسأل الله أن ينفع بها إنه سميع مجيب :
1- السعي لإرضاء الله تعالى :
يجب أن يكون الدافع للتخلص من هذه العادة هو السعي لإرضاء الله تعالى بطاعته واجتناب أسباب سخطه أكثر من الدافع الدنيوي الناتج عن سماع الأضرار الطبية والنفسية لهذه العادة .
2- معرفة الحكم الشرعي :
مما يعين على السعي للتخلص من هذه العادة معرفة شيء من أقوال أهل العلم في حكمها، قال ابن كثير رحمه الله تعالى : " وقد استدل الإمام الشافعي ومن وافقه على تحريم الاستمناء باليد بهذه الآية الكريمة :  وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ  -المؤمنون والمعارج – قال : فهذا الصنيع خارج عن هذين القسمين، وقد قال الله تعالى :  فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ  -المؤمنون والمعارج – ]
تفسير ابن كثير ط.دار الشعب 5/458 [ .
وقال الشافعي في كتاب النكاح من مصنفه الأم: باب الاستمناء باليد وقال الله عز وجل :  وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ  قرأ إلى  الْعَادُونَ  ، قال الشافعي: فكان بيِّنَاً في ذكر حفظهم لفروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت الأيمان، وبيَّن أن الأزواج وملك اليمين من الآدميات دون البهائم، ثم أكدها فقال عز وجل :  فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ  فلا يحل العمل بالذكر إلا في الزوجة، أو في ملك اليمين، ولا يحل الاستمناء والله أعلم . ]كتاب الأم للشافعي ط.دار المعرفة 5/94 [
واستدل بعض أهل العلم بقوله تعالى :  وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ  -النور 33 - على أن الأمر بالعفاف يقتضي الصبر عما سواه .
وكذلك استدلوا بحديث: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " ] رواه البخاري-فتح الباري 9/112 [ لأن الشارع أرشد عند العجز عن النكاح إلى الصوم، ولم يرشد إلى الاستمناء مع قوة الدافع إليه، وهو أسهل من الصوم ومع ذلك لم يسمح به، وفي المسألة مناقشات وأدلة أخرى لأهل العلم يمكن لمن أراد التوسع الرجوع إليها .
3- الزواج :
العلاج الإسلامي والشفاء الرباني والحل الجذري لهذه المشكلة هو الزواج، قال تعالى :  وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ  -النور 32- ولعل حثه  الشباب على الزواج هو من أجل معالجة هذه المشكلة وغيرها : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج .." والامتناع عن الوقوع في هذه العادة من جملة تحصين الفرج .
والشاب الذي يؤمن بحديثه  : " ثلاثة حق على الله تعالى عونهم ......والناكح الذي يريد العفاف " ] رواه الإمام أحمد وهو في صحيح الجامع 3050 [ لن تمنعه العراقيل الاجتماعية والمادية عن محاولة الوصول إلى تحقيق الغرض الشرعي بعقد النكاح، وقد تمر به فترة ضيق في مبدأ الأمر ولكن الله سيجعل له من أمر يسراً، وكثيرٌ من الذين تزوجوا مبكرين يخبروك عن صعوبة عيشهم في مبدأ الأمر ثم مجيء الفرج بعدُ، قال تعالى :  إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ  على أن مما يجدر تنبيه الشباب إليه مسألة بذل الأسباب بقدر الطاقة لإنجاح الزواج، ومواجهة المسؤوليات المترتبة عليه، فليست المسألة تحقيق رغبة عارضة، ثم تهرُّب من حمل المسؤولية، قد يؤدي بعقدة النكاح إلى هاوية الطلاق .
وفي الجانب الآخر ، نهمس في أذن الذين يؤخرون الزواج مع حاجتهم إليه، وقدرتهم عليه لأسباب واهية وغير شرعية نقول: اتقوا الله في أنفسكم واخشوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون، ها أنتم أولاء تقعون في أنواع المعاصي وتعلمون أن الزواج هو الحل، وقد استطعتم الباءة، ثم تقولون: نخشى على الدراسة من الزواج ولابد أن نكمل الدراسة أولاً. وأنتم ترون من خلال الواقع أن زواج كثير من الشباب قد ساعدهم في حياتهم الدراسية وضبط أمورهم وأوقاتهم، والبعض يقول: الزواج مسؤوليات وإرهاق ونحن نريد الاستمتاع بالحياة، ولن نُعكِّر المزاج بطلبات البيت وصراخ الأولاد، والجواب أنه هذه دعايات شيطانية المقصود منها الاستمتاع بالحرام، لأن الزواج عصمة ووقاية وليس هموماً وغموماً في الغالب .
وعلى الذين لا يريدون تحمل المسؤولية مبكراً كما يقولون أن يتفكروا في نعمة الله عليهم وقد أغناهم الله من فضله وأقدرهم على النكاح، كيف يكفرون بهذه النعمة ؟! وهناك من عباد الله من يوَّد الزواج ولكن لا يجد، فهو يُصبِّر نفسه بقول الله تعالى :  وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ  .
4- دفع الخواطر والوساوس :
هذا أساس العلاج وبيت قصيد الدواء، وهو اجتثاث الأمر من جذوره، والوقاية خير من العلاج، ذلك أن الذي يمارس هذه العادة إنما ينجرُّ إليها تسوقه خواطره وأفكاره والخيالات التي يتصورها في ذهنه، فهي التي تحرك من شهوته ما يدعوه إلى ممارسة تلك العادة، لذلك كان من أهم وسائل العلاج الاهتمام بالخطرات والأفكار .
وفيما يلي تحليل دقيق في نصوص من كلام للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى، يبين السبب ثم العلاج، يقول رحمه الله في كتاب الفوائد ] ط.دار البيان ص 306 [ مبيناً مراحل تطور المعصية : " مبدأ كل علم نظري وعمل اختياري هو الخواطر والأفكار، فإنها توجب التصورات، والتصورات تدعو إلى الإرادات، والإرادات تقتضي وقوع الفعل، وكثرة تكراره تعطي العادة، فصلاح هذه المراتب بصلاح الخواطر والأفكار وفسادها بفسادها " .
" واعلم أن الخطرات والوساوس تؤدي متعلقاتها إلى الفكر فيأخذها الفكر فيؤديها إلى التذكر، فيأخذها التذكر فيؤديها إلى الإرادة، فتأخذها الإرادة فتؤديها إلى الجوارح والعمل، فتستحكم فتصير عادة، فردّها من مبادئها أسهل من قطعها بعد قوتها وتمامها " .
" فإذا دفعت الخاطر الوارد عليك، اندفع عنك ما بعده، وإن قبلته صار فكراً جوالاً، ومن المعلوم أن إصلاح الخواطر أسهل من إصلاح الأفكار، وإصلاح الأفكار أسهل من إصلاح الإرادات، وإصلاح الإرادات أسهل من تدارك فساد العمل، وتداركه أسهل من قطع العوائد " ( العادات ) .
وبعد هذا يأتي العلاج، قال ابن القيم - رحمه الله - : " فصلاح الخواطر بأن تكون مراقبة لوليها وإلهها، صاعدة إليه، دائرة على مرضاته ومحآبّه فإنه سبحانه به كل صلاح ومن عنده كل هدى .." فإذا كان العبد يستشعر بأن الله رقيب عليه، ناظر إليه، شاهد له، مطلع على خواطره وإرادته وهمّه " فحينئذ يستحيي منه ويجله أن يطَّلع منه على عورة يكره أن يطلع عليها مخلوق مثله أو يرى في نفسه خاطرا يمقته عليه " .
ومن العلاج كذلك قوله - رحمه الله - : " ومعلوم أنه لم يعط الإنسان إماتة الخواطر، ولا القوة على قطعها، فإنها تهجم عليه هجوم النفس، إلا أن قوة الإيمان والعقل تعينه على قبول أحسنها، ورضاه بها، ومساكنته له، وعلى دفع أقبحها، وكراهته له، ونفرته منه، كما قال الصحابة: يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه ما لأن يحترق حتى يصير حُمَمَةً (فحمة)، أحب إليه من أن يتكلم به. فقال: " أو قد وجدتموه ؟ " قالوا : نعم قال: " ذالك صريح الإيمان " .
وعن علاج آخر يقول: " فأنفع الدواء أن تشغل نفسك بالفكر فيما يعنيك دون مالا يعنيك، فالفكر فيما لا يعني باب كل شر ومن فكَّر فيما لا يعنيه "أي: ما لا صلاح له ولا خير في دنياه وآخرته " فاته ما يعنيه، واشتغل عن أنفع الأشياء له بما لا منفعة فيه، فالفكر والخواطر والإرادة والهمة أحق شيء بإصلاحه في نفسك، فإن هذه خاصتك وحقيقتك التي تبتعد بها، أو تقرب من إلهك ومعبودك الذي لا سعادة لك إلا في قُربه ورِضاه عنك، وكل الشقاء في بعدك عنه، وسخطه عليك، ومن كان في خواطره ومجالات فكره دنيئاً خسيساً لم يكن في أمره إلا كذلك " .
ويقول أيضاً عن علاج الخطرات: " وجماع إصلاح ذلك أن تشغل فكرك في باب العلوم والتصورات بمعرفة ما يلزمك من التوحيد وحقوقه، وفي الموت وما بعده إلى دخول الجنة والنار، وفي آفات الأعمال، وطرق التحرز منها، وفي باب الإرادات والعزوم أن تشغل نفسك بإرادة ما ينفعك إرادته وطرح إرادة ما يضرك إرادته " .
وهذه النفس لا يمكن أن تخلو من الخواطر، وهذه الخواطر هي التي توجه النفس، يقول - رحمه الله- : " وقد خلق الله سبحانه النفس شبيهة بالرحى الدائرة التي لا تسكن، ولابد لها من شيء تطحنه، فإذا وضع فيها حب طحنته، وإن وضع فيها تراب أو حصى طحنته، فالأفكار والخواطر التي تجول في النفس هي بمنزلة الْحَب الذي يوضع في الرحى ولا تبقى تلك الرحى معطلة قط بل لابد لها من شيء يوضع فيها، فمن الناس من تطحن رحاه حَبّا يخرج دقيقاً ينفع به نفسه وغيره، وأكثرهم يطحن رملاً وحصىً وتبناً ونحو ذلك، فإذا جاء وقت العجن والخبز تبين له حقيقة طحينه " .
والشيطان حريص كل الحرص على الإتيان بالخواطر والأفكار السيئة المحرمة إلى صدر الإنسان، فما الحل ؟
الجواب:
" إياك أن تمكِّن الشيطانَ من بيت أفكارك وإرادتك، فإنه يفسدها عليك فساداً يصعب تداركه، ويُلقي إليك أنواع الوساوس ولأفكار المضرة، ويحول بينك وبين الفكر فيما ينفعك، وأنت الذي أعنته على نفسك بتمكينه من قلبك وخواطرك فملكها عليك، فمثالك معه مثال صاحب رحى يطحن فيها جيد الحبوب، فأتاه شخص معه حِمْل تراب وبَعْر وفحم وغثاء ليطحنه في طاحونه، فإن طرده ولم يُمكِّنه من إلقاء ما معه في الطاحون استمر على طحن ما ينفعه، وإن مكَّنه من إلقاء ذلك في الطاحون أفسد ما فيها من الحب وخرج الطحين كله فاسداً " .
هذا بعض كلام ابن القيم - رحمه الله -، وهو كلام يهمنا في علاج مسألتنا على النحو التالي :
 يجب على المسلم منع الشيطان من إلقاء الخواطرِ والأفكارِ التي تدفعُ إلى تلك العادة كتخيل صورةٍ عاريةٍ أو أوضاعٍ محرمةٍ وشاذةٍ، فهذه التي تهيج النفس على الوقوع في السوء .
 إذا أتى الشيطان بها وتسلل، فلابد من طردها وإبعادها وعدم الاسترسال فيها خصوصاً وأنَّ تصوُّر شخص معين في الذهن في وضع محرم مع تمني الوصول إليه بالحرام وأنه لو كان عنده لفعل معه ذلك الأمر المحرم، فإن هذا يعتبر عملاً قلبياً يُخْشَى على صاحبه، وليس مما يُعْفى عنه من حديث النفس لأنه تضمن نيةً جازمةً وعزماً على فعلِ الحرام .
 لابد من مزاحمة تلك الخواطر الرديئة بأفكارٍ وخواطرٍ حسنةٍ كالتفكير في أعمال الخير وأنجح السبل لتحقيقها، والتفكير في آلآءِ الله ومخلوقاتِه، ومُحاسبة النفس، والتفكير في المسائل العلمية، وفهم استنباطات أهل العلم، والتفكير في أوضاع المسلمين وطريق الخلاص ، وكذلك سبل تحصيل الرزق الحلال وهكذا.....
ولا شك أن صرف الذهن عن الأفكار الرديئة إلى التفكير في وسيلة دعوية أو قضية تربوية أو مسألة علمية....، هو حماية للنفس من الوقوع في مثل تلك التُرَّهَات .
5- غض البصر:
لا شك أن مما يدفع إلى الوقوع في مصيدة هذه العادة تعدد الصور المخزونة في الذاكرة والمحفورة في الذهن من جراء الإكثار من النظر إلى ما حرم الله من الصور الفاتنة، سواءً كانت حيةً في عالم الواقع أو مطبوعةً في مجلة أو متحركةً في فيلم لامرأةٍ أو أمردٍ ونحو ذلك ، وتكرار النظر يؤدي إلى ترسيخ الصورة في الذهن وتعلق القلب بها، وترَسُّخها يؤدي إلى سهولة استدعائها، وسهولة استدعائها تؤدي إلى تخيلها بوضع معين تثور معه الشهوة ويصاب مريض القلب بالقلق الشديد فيندفع إلى التنفيس بممارسة هذه العادة .
ولو عالج المتساهل في النظر نفسه من النظرة الأولى لسَهُلَ الأمر، ولكن إطلاق البصر يُورد المهالك ويُورث الحسرات ، فلا هو قادر على نيل بغيته، ولا هو بمستطيع نسيان ما ركز فيه بصره، فيتردد بين نوعين من العذاب الأليم، وإذا كان الحال عند أهل السوء ممارسة تلك العادة أمام فيلم أو صورة فإن بعض من تَدَيَّنُواْ تُطاردهم أشباح الصور التي كانوا ينظرون إليها في جاهليتهم، وكذا ما يرونه من صور في فترات ضعف إيماني وفتور يتخلل تدينهم فتهيج لديهم أنواعاً من المثيرات الدافعة لارتكاب هذه العادة .
ومن أجل ذلك كان التركيز في الشريعة على غض البصر كبيراً ومن وسائل ذلك :
 امتثال أمر الله تعالى لما قال :  قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ  -النور 30-
 استحضار سعة علم الله تعالى ، وأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
قال ابن عباس  : هو الرجل يكون في القوم فتمر بهم المرأة، فيُريهم أنه يغض بصره عنها، فإن رأى منهم غفلة نظر إليها، فإن خاف أن يفطنوا إليه غض بصره، وقد اطَّلع الله عز وجل من قلبه أنه يود لو أنه نظر إلى عورتها .
 أن يعلم الناظر أن الإثم في النظرة الثانية، لحديث علي  مرفوعاً : " لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة " ] رواه الإمام أحمد 5/353 وهو في صحيح الجامع 7953 [ .
 أن يعلم الإنسان شهادة عينه عليه يوم القيامة بما ينظر بها إلى الحرام، وهذا نوع من الزنا، قال  : " العينان زناهما النظر " [ رواه مسلم ترتيب عبد الباقي ص 2047 ] .
 الاقتداء بالسلف الصالح، وحالهم العجيب في هذا الأمر .
عن سفيان قال : كان الربيع بن خثيم يغض بصره، فمر به النسوة فأطرق حتى ظن النسوة
أنه أعمى، فتعوذن بالله من العمى .
ولما خرج سفيان إلى صلاة العيد قال : إن أول ما نبدأ به يومنا هذا غض أبصارنا .
 الابتعاد عن الأماكن التي يوجد فيها ما يغري البصر بالانطلاق يميناً وشمالاً، والتحفظ الشديد من ذلك ما أمكن، كالأسواق والمنتزهات والشواطيء والطائرات وأبواب مدارس البنات وصالات الأعراس، وكذا أغلفة المجلات في المحلات والأفلام المعروضة على الشاشات، فإنه لا معنى لأن يعرض المسلم نفسه لمواطن الفتن ثم يحاول غض بصره فأنّى يكون له النجاح .
 ولابد من التذكير بالتخلص من جميع المقتنيات المحرمة كالصور والأفلام وغيرها من مخلفات الجاهلية، والمسلم ينبغي أن يخلع على عتبة الإسلام كل تلك الأردية الرديئة .
 الاستئذان عند الدخول حتى لا تقع عينه على ما لا يجوز له النظر إليه كما قال  : " إنما جُعل الاستئذان من أجل البصر " [ رواه البخاري، فتح الباري 11/24 ] [ مزيد من التفصيل في الموضوع كان في محاضرة بعنوان لا تتبع النظرة النظرة ]
6- إشغال النفس بالعبادات والانهماك في الدعوة :
إن تعطيل القلب عن أوراده وجفاف مادة حياته وتعطيل الجوارح من العبادات وانقطاعها عن ممارسة الطاعات لهو من أعظم أسباب الوقوع فى أسر هذه العادة، لأن النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية .
ولذلك كانت نشأة الشاب فى طاعة الله مانعة له من الوقوع فى مثل تلك السفاسف، كيف لا ومن السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظلّ إلا ظله "شاب نشأ فى عبادة ربه" [ رواه البخاري، فتح الباري 2/143 ] .
وإذا كان الشاب متنقلاً فى منازل الطاعات، بين صلاةٍ وصيامٍ، وبر والدين وصلة رحم، وعيادة مريض وتشييع جنازة، وزيارة مقبرة، وحلقة علم، وبذل تضحيةٍ فى سبيل الدعوة، وصبرٍ على أذى مخالطة الخلق، وزيارة الإخوان والقيام بحقوقهم، وحضور المناسبات التربوية، وغير ذلك...، فهل تقول: إنه سيجد بعد ذلك دافعاً ملحّاً لارتكاب تلك المعصية، أم أن وصوله إلى فراشه آخر اليوم كالّاً متعباً من قيامة بتلك العبادات، وتنوعها سيحول بينه وبين فعل أمر يسخط الرب عز وجل .
وإذا صار الشاب يتقرب إلى الله بالنوافل حتى ينال محبة الرب، فلا ينظر إلا إلى ما يرضى الله ولا يسمع إلا ما يرضى الله، ولا يبطش إلا بما يرضى الله، ولا يمشى إلا إلى ما يرضى الله، فهل تراه يقدم على أفعال كتلك فيَغْرق فيها؟!
الجواب: كلا والله .
7-الاعتبار بالأضرار الناتجة عن تلك الممارسة :
ومنها : الجسدية والنفسية والدينية .
فأما الجسدية : فقد ذكر بعض أهل الطب من أضرار تلك العادة :ضعف البصر والأعصاب عموماً، وضعف عضو التناسل، والالتهاب المنوي، وألآم الظهر، ورعشة الأعصاب، وكذلك فهو يحل ماء فاعله، فبعد أن يكون مَنِيّهُ غليظاً ثخيناً يصير بهذه العملية رقيقاً، وقد يولد منه ولد ضعيف، والقاعدة الشرعية تقول : " لا ضرر ولا ضرار " .
وبينما كان يُرى الشاب من هؤلاء المصابين قوي الأعضاء، جمّ النشاط، يشعل ذكاءً وفتوة، ويلتهب حماساً وقوة، تجري نضرة الشباب في وجهه، ويغلي دم الحياة في عروقه، إذا أنت تراه – وقد أنهكه ذلك الفعل – خائر الأعضاء، فاقد النشاط، قد استحال ذكاؤه إلى غباوة وأفن، وانقلب حماسه وقوته إلى ضعف ووهن، وصارت نضرته صُفْرَة تنذر بحلول داءٍ عياءٍ، وهبطت حرارة الدم فيه بنسبة ما أخرج من الماء، والتحق بالشيوخ الهرامى، وهو لا يزال بعد في سن الشباب، كل هذه البلايا بفضل ذلك الفعل الخبيث ولا غرو ، فإن ماء الرجل قوة عقله ونضارة وجهه ومخ ساقه وخلاصة عروقه .
احفظ منيَّك ما استطعت فإنه ماء الحياة يصب في الأرحام
[ هذه الفقرة نقلاً عن رسالة من عبد الله الصديق الحسني في حكم هذه العادة مع اختصار وتصرف ] .
وأما الأضرار النفسية : فمنها الصراع النفسي الناتج عن الإحساس بالإثم ووخز الضمير، وكذلك القلق العصبي وعدم الثقة بالنفس، والرغبة في العزلة، والشعور بالخجل والانطواء .
أما الأضرار الدينية : فكثيرة واضحة، وبالله كم ضاعت بسبب هذه العادة من صلواتٍ، لصعوبة الاغتسال والتكاسل عنه خصوصاً أيام البرد، وكم فسد من أيام صومٍ من رمضان بسبب مزاولتها .
8- إزالة القناعات الخاظئة :
لقد اقتنع كثير من الشباب أنه يجوز له ممارسة هذه العادة حماية لنفسه من الفواحش العظام كالزنا، واللواط، وهم عندما يتكلمون بذلك يخيِّلون إليك أنهم قاب قوسين أو أدنى من الوقوع في الفاحشة، وأن أسبابها حاضرة بين أيديهم، وأنهم سيقعون فيها للتو واللحظة، وإذا تأملت واقعهم وجدت بينهم وبين الفاحشة أمداً بعيداً، لكن يهولون الوضع لأنفسهم ليقنعواْ أنفسهم أن ما يقومون به ضرورة، ويتناقلون أن بعض العلماء أباحوه للضرورة، ولتوضيح هذه المسألة ننقل هنا فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - في هذا الموضوع .
قال - رحمه الله - في الفتاوى [10/573] : " وكذلك من أباح الاستمناء عند الضرورة، فالصبر عن الاستمناء أفضل، فقد رُوي عن ابن عباس  أن نكاح الإماء خير منه، وهو خير من الزنا، فإذا كان الصبر عن نكاح الإماء أفضل، فعن الاستمناء بطريق الأولى أفضل .
لا سيما وكثير من العلماء أو أكثرهم يجزمون بتحريمه مطلقاً،وهو أحد الأقوال في مذهب أحمد، واختاره ابن عقيل في المفردات والمشهور عنه – يعني احمد – أنه محرم إلا إذا خشي العنت، والثالث أنه مكروه إلا إذا خشي العنت .
فإذا كان الله قد قال في نكاح الإماء :  وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ  -النساء 25- ففيه أولى، وذلك يدل على أن الصبر عن كلاهما [ كذا في الأصل والصواب كليهما ] ممكن .
فإذا كان الله قد أباح ما يمكن الصبر عنه، فذلك لتسهيل التكليف كما قال تعالى :  يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا  -النساء 28- .
والاستمناء لا يباح عند أكثر العلماء سلفاً وخلفاً سواء خشي العنت أو لم يخش ذلك، وكلام ابن عباس  وما رُوي عن أحمد فيه، إنما هو لمن خشي العنت - وهو الزنا واللواط – خشية شديدة خاف على نفسه من الوقوع في ذلك، فأبيح له ذلك لتكسير شدة عَنَتِهِ وشهوته .
وأما من فعل ذلك تلذذاً أو تذكراً أو عادة، بأن يتذكر في حال استمنائه صورة كأنه يجامعها، فهذا كله محرم لا يقول به أحمد ولا غيره، وقد أوجب فيه بعضهم الحد، والصبر عن هذا من الواجبات لا من المستحبات .
ومن القناعات التي تحتاج إلى مراجعة أيضاً ظن بعضهم أن الاستمناء يحل مشكلة الشهوة المتفاقمة، وأنه يطفيء نارها، والحق أنه حلٌ مؤقت بل وهمي، بل الذي يحدث أن من يمارسها يشعر بالحاجة إلى ممارستها مرة أخرى بعدها مباشرة، وهكذا يصاب بالإنهاك، ثم لو أطفأ نار الشهوة يوماً، فإنها لا تلبث أن تستعر بسرعة فيعود إلى الوقوع فيها وهكذا..، فهو أراد الهروب من مشكلة فوقع في مصيبة .
9- التسلح بقوة الإرادة والعزيمة :
الشاب المسلم لا يستسلم لتزيين إبليس، ولا يسلم قِيَادَهُ لعدوه مهما أغراه، فإذا حضَّر الشيطان العدة وهيأ الجو، فلا بد من عزيمة إيمانية تُقيمُ الشاب من مكانه، ليذهب في طاعة، رافضاً الانقيادَ لفكرةِ إبليس، ولو شرع في عمل محرم فلابد من إرادة إسلامية توقف ذلك العمل في مبدأ الأمر قبل أن يستفحل، وتأبى لصاحبها الاستسلام والانسياق إلى نهاية الطريق، ونستحضر هنا قصة يوسف  وثباته أمام إغراء امرأة العزيز وتفضيله دخول السجن على الوقوع في الفاحشة، وكذلك حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة وهم في الغار فتوسلوا إلى الله بأعمال صالحة حتى فرج الله عنهم، قال أحدهم : " اللهم إنه كانت لي ابنة عم كنت أُحبُّها كأشد ما يحبُّ الرجالُ النساءَ، فأردتها على نفسها فامتنعت منّي حتى ألَمَّت بها سنةٌ من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت، حتى إذا قدرت عليها، وفي رواية :فلما قعدت بين رجليها قالت : اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليّ، وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه......" [ متفق عليه، فتح الباري 10/404 ، صحيح مسلم ص 2099 ، وذكر الرواية الإمام النووي – رحمه الله – في رياض الصالحين في آخر الباب الأول ] .
10- تجنب الوحدة :
لا شك أن من أعظم الأسباب الدافعة لممارسة هذه العادة هو الوحدة، فهي تهيء الجو للمعصية، وهنا نذكر أموراً :
 يصعب على المرء أن يكون دائماً مع الناس، بل الصحيح أن يجعل وقتاً يخلو فيه بنفسه ويذكر فيه ربه، ولذلك فإن أوقات الخلوة يجب أن تستعمل في الطاعة لا في المعصية، وقد ذكر عليه الصلاة والسلام من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظله " رجلا ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" .
 لقد نهى  ان يبيت الرجل وحده [ رواه أحمد، المسند2/91 وهو في صحيح الجامع 6919 ] وهذا النهي مفيد في علاج مثل هذه الحالة، لأن الانفراد يُسهِّل مهمة الشيطان في الوسوسة ودفع الشخص لممارسة هذا العادة .
 من فوائد القرين الصالح أنه يأمر بالخير وينهى عن الشر، ورؤيته تذكِّر بالله فلا شك أن وجوده صارف للنفس إذا أَمرت بسوء، ودعت إلى فعل تلك العادة وأقل ما في الأمر أنه يُستحيا منه .
 ينبغي أن يتذكر الفاعل لهذا العمل إذا خلا بنفسه أن الله مطلع عليه، وأنه ناظر إليه، وانه يراه سبحانه، فكيف يليق به أن يعمل هذا العمل تحت بصر الله وعلمه ؟! فكيف يعصيه وهو يعلم أنه معه حيث كان، وأنه يراه في ظلمةِ الليلِ ويعلم مكانه وفعله؟! وهذا يقود العبدَ إلى الاستحياء من الله أن يراه يستعمل جوارحه في غير مرضاته عز وجل .
وإذا خلـوت بريبة في ظـلمة والنفس داعية إلى الطغيـان
فاستحي من نظر الإله وقل لَها إن الذي خلق الظـلام يراني
 الإخلاص في أدعية دخول الخلاء، ومنها : "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " فإن هذه الأماكن من مظان وجود الشياطين وكثرة قيامهم بالوسوسة فيها .
11- عدم الاستهانة بنتائج الصوم :
لا شك أن أولى العلاجات بالاهتمام والتقديم العلاجات النبوية، والحل النبوي بمعالجة هذه المشكلة واضح فيما يرويه عبد الرحمن بن يزيد قال : دخلت مع علقمة والأسود على عبد الله، فقال عبد الله : كنا مع النبي  شباباً لا نجد شيئاً، فقال لنا رسول الله  : " يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجآء " [ متفق عليه، انظر الفتح 9/112 ] .
فهذه نصيحته  للشباب الفقرآء عنده، الذين لا يجدون مالاً للزواج؛ فإنْ قال قائل : جربنا الصيام فلم يُفد، ولا زلنا نواقع تلك المعصية؛ فجواب مثل هؤلاء أن يقال لهم : إنكم لم تعملوا بذلك العلاج فترة كافية ولم تداوموا عليه مدة طويلة يظهر بعدها الأثر، فاستعجالكم بإطلاق النتيجة بعدم الفائدة وليدُ قِصَر النفس في الأخذ بذلك العلاج النبوي، أما صيام يوم أو يومين أو جعله على فترات متباعدة، فقد لا يشعركم بنتائج محسوسة وقريبة، فمهلاً وصبراً، فإنه ليس كلام طبيب يخطيء ويصيب، وإنما هو كلام الصادق المصدوق المنبَّأ من عند علام الغيوب .
ثم إن الصيام مفيد على جميع الأحوال، فهو عبادة يؤجر عليها ولو لم يجد لها أثراً مباشراً وسريعاً، وأجرُ الصيام يمكن أن يمحو سيئات تلك الأعمال وزيادة .
وأما فائدته المتعلقة بالموضوع فهي واضحة في أن الصيام يكسر الشهوة، قال ابن حجر – رحمه الله - : " وفي الحديث أيضاً إرشاد العاجز عن مؤن النكاح إلى الصوم، لأن شهوة النكاح تابعة لشهوة الأكل، تقوى بقوته وتضعف بضعفه " [ الفتح 9/111 ] .
12- الحذر من العلاجات الغريبة :
يعمد بعض الشباب في محاولة وضع حد لهذه وضع حد لهذه المشكلة إلى علاجات غريبة، فمن ذلك : استخدام النَذْرِ والحلف، فيحلف بالله العظيم أن لا يفعل هذه العادة، أو ينذر صياماً أو صدقة معينة إذا أقدم على تلك العادة، وقد ينفع هذا الحل فترة مؤقتة لما في النفس من تعظيم القَسَمِ واليمين، أو خشية أن يلزمه ما نذر من العمل الشديد والكثير، ولكن لا تلبث الشهوة أن تلقى بثقلها، فَتَئِنُّ النفسُ الضعيفة تحت الوطأة، فتنزلق في منحدر تلك الرذيلة فَتُنْقَضُ الأَيمان بعد توكيدها، فتلزم الكفارة ، وبعضهم ينذر أن يتصدق بمبلغ كبير عن كل مرة يرتكب فيها تلك المعصية، فلولا رحمة ربك أنَّ نَذْرَه نذر لجاج وإلا لاجتمعت عليه مبالغ كبيرة لا يستطيع أداءها، والصحيح أن عليه كفارة يمين .
وعلاج آخر يفكر فيه البعض : وهو تعاطي بعض الأدوية المسكنة للشهوة، وهذا الحل قد يكون فيه مخاطر طبية وجسدية وعلى كلٍّ فإن من شروطه أن لا يؤدي إلى انعدام شهوة النكاح بالكلية؛ قال ابن حجر – رحمه الله – بعد أن حكى قولاً عن بعضهم في مسألة استعمال المعالجة بالأدوية لقطع الشهوة قال : " وينبغي أن يُحمل على دواء يسكن الشهوة دون ما يقطعها أصالة، لأنه قد يَقْدِرُ بعدُ فيندم لفوات ذلك، وقد صرح الشافعية بأنه لا يكسرها بالكافور ونحوه، والحجة فيه انهم اتفقوا على منع الجبٍّ والخصاء، فيلحق بذلك ما في معناه من التداوي بالقطع أصلاً " [ فتح الباري 9/111 ] .
13- الالتزام بالآداب الشرعية عند النوم :
حيث أن الشيطان يأتي بوسوسته بمثل هذه الأمور عند النوم، لذا كان من وسائل المحاربة تطبيق الهدي النبوي والآداب الشرعية في تلك الحال ومن ذلك : [هذه الآداب سردها النووي - رحمه الله – في كتاب آداب الوم والاضطجاع من مصنفه رياض الصالحين . انظر ط. المكتب الإسلامي تحقيق الألبانب ص 317 ] :
 النوم على الجانب الأيمن :
عن البراء بن عازب  قال : كان رسول الله  إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن [رواه البخاري] .
 تجنب النوم على البطن :
عن يعيش بن طِخْفَة الغفاريّ – رضي الله عنهما – قال : قال أبي : بينما أنا مضطجع في المسجد على بطني، إذا رَجُل يحركني برِجله، فقال : " إنَّ هذه ضجعة يبغضها الله " قال فنظرت فإذا رسول الله  [ رواه أبو داود بإسناد صحيح ] .
قال في عون المعبود : وفي الحديث أن النوم على البطن لا يجوز [ عون المعبود 13/383 ] ، ولعل من سيئات هذه الوضعية في النوم ما ينتج من تحريك الشهوة بخلاف وَضْعِيَّةِ السُّنَّةِ .
 الوضوء :
عن البراء بن عازب  قال: قال : رسول الله  : " إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن.."
ولا شك أن الوضوء مما يُسَكِّنُ النفس، ويباعد وسوسة إبليس خصوصاً في هذا الموضع .
 المحافظة على الأذكار الشرعية :
المتأمل لمعاني الأذكار الشرعية عند النوم، يجد فيها رهبة تمنع من مزاولة تلك الدنايا فمن ذلك : "اللهم باسمك أموت وأحيا " [رواه البخاري] وكذلك : " اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت " [رواه البخاري] وفي رواية : " واجعلهن آخر ما تقول " .
14- الحذر من الكتب والمجلات المشبوهة :
من المداخل الشيطانية الخبيثة في هذا الموضوع : الاتجاه إلى القرآءة في الكتب والمجلات الطبية التي تتسلل إلى نفس القارئ عن طريق النصيحة، فتهون من شأن هذه العادة وتعرضها عرضاً يحببها إلى النفس، ويخفف من ضغط تأنيب الضمير على ممارسيها، وعندما يُسأل الطبيب في الصفحة الطبية عن العادة، فإنه لا يقول أنها عادة محرمة، غاية ما يقوله : إن الإفراط في هذه العادة ضار، وبعد ذلك يضطرب القُرَّآءُ المساكين في تحديد مقدار الإفراط، فيفتحون الباب لشهواتهم ويطلقون لها العنان بحجة أنهم لم يصلواْ إلى حد الإفراط بعد، وأنهم لا يشعرون بأضرار، وأن الذاكرة طبيعية، والمفاصل سليمة، والنظر جيد، وهكذا...
كذلك ينبغي الحذر من قرآءة الكتب الطبية وعلم الأحياء التي كتبها أناس لا يعرفون الله أو لم يلتزموا بالمنهج الإسلامي، سواء من ناحية ما كتب فيها، أو ما صور فيها من الصور التي تثير الغريزة تحت ستار منهج البحث العلمي .
15- التّحلِّي بخلقين " الصبر والعفة " :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " وأما الصبر عن المحرمات فواجب، وإن كانت النفس تشتهيها وتهواها، قال تعالى :  وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ  - النور 33 - والاستعفاف هو ترك المنهي عنه كما في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري  عن النبي  قال : " من يستعفف يُعِفّه الله، ومن يستغن يُغنه الله، ومن يتصبر يُصَبِّره الله، وما أعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر " [مجموع الفتاوى 10/574 ] .
16- " أَتْبِع السيئةَ الحسنةَ تَمحُها " :
على المسلم إذا وقع في هذه المعصية أن يبادر إلى فعل طاعات بعدها مباشرة كي يمحو أثر هذا الذنب، قال تعالى :  إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ  - هود 114 – وقال  : " وأَتْبِع السيئةَ الحسنةَ تَمحُها " ، وقد قال عمر بن الخطاب  بعد تَسَرُّعِهِ في الإجابة على رسول الله  في غزوة الحديبية قال : فعملت لذلك أعمالاً ، ومن أمثلة هذا الأعمال الصالحة بع الذنب : ركعتي التوبة [ انظر تفصيلها في رسالة " أريد أن أتوب ولكن " ص 26 ] .
17- الـدُّعَــــــــاء :
مما لا شك فيه أن اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والتذلل إليه سبحانه طلباً للعون على التخلص من أسر هذه العادة هو من اعظم العلاجات، قال الله عز وجل :  وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ  - البقرة 186 – وينبغي أن لا يتحسر المذنب فيترك الدعاء ، والواجب هو :
18- عدم اليأس والقنوط :
إن المؤمن مهما عصى الله ومهما تكرر منه وقوع الذنب فلا يجوز له أن ييأس، وليعلم بأن القنوط من رحمة الله واليأس من روح الله هو كبيرة توقع في الشرك، فتكون أعظم من الوقوع في أسر تلك العادة السيئة ، قال تعالى :  إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ  - يوسف 87 - وقال :  وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ  - الحجر 56 - .
وتكرار الوقوع في هذه العادة يذكرنا بحديثٍ فيه رجاءٌ من جهةٍ، وخوفٌ من جهةٍ أخرى، نسوقه هنا لإنقاذ من أصيب بالإحباط التام من كثرة وقوعه في هذا الذنب، قال رسول الله  : " ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو عليه مقيم، لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خُلِق مُفَتَّنَاً نَسِيَّاً، إذا ذُكِّر ذكر " [ رواه الطبراني عن ابن عباس مرفوعاً، وهو في صحيح الجامع برقم 5735 ] ، وهذه ليست دعوة للرضا بالواقع، كلا، ولا استحسان الوضع والإقامة عليه، إنما هو تذكير بالرجاء في موضع اليأس، ودعوة إلى التوبة عند النسيان والتذكر عند الذكرى .

وفيما يلي رسالةٌ جاوبت بها أخاً لا أعرفه، أرسل إليّ يشكو حاله مع تلك العادة :
أخي في الله ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد..
فاعلم أخي أني أحببتك في الله لما لمسته في كلامك من الحرص على تقوى الله ورضاه، واجتناب عصيانه وسخطه، واعلم أن في النفس ضعفاً لا يسلم منه بشر، ولكن يتفاوت الناس فيه إلى منازل بحسب إيمانهم ودرجتهم في التقوى، واعتياد النفس معصية يوجب غضب الله ما لم تتب وتستغفر وتجاهد في ألّا تعود، فإذا عادت بالرغم من المجاهدة، مع استمرار المجاهدة، فالرجاء من الله الغفور الرحيم أن تدخل هذه النفس في حديث المصطفى  : " إن عبداً أصاب ذنبا فقال : رب أذنبت ذنباً فاغفر، فقال ربُّه : " أَعَلِمَ عبدي أن له ربَّاً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي "، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنباً فقال رب أذنبت ذنباً آخر فاغفره، فقال : " أَعَلِمَ عبدي أن له ربَّاً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي "، ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنباً فقال رب أصبت آخر فاغفره لي، فقال : " أَعَلِمَ عبدي أن له ربَّاً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي ثلاثاً فليعمل ما شاء " ؛ وهذا ما استمرت التوبة بشروطها الثلاثة .
هذا ...وأحذرك يا أخي من اليأس والقنوط من رحمة الله، فإني أعرف أناساً أذنبوا فيئسوا فانتكسوا، لأنهم قطعوا الأمل بالله .
كما أحذرك من مزلق شيطاني خطير، وهو أن يأتي إبليس إلى المسلم المذنب فيقول له : إنك وأنت على هذه المعصية، وهذا الواقع السيء لا تستحق أن تماشي أولئك الناس الطيبين الطاهرين من الشباب المؤمن، لأنك لست في مستواهم ولا قريباً من منزلتهم، فلا يزال الشيطان بهذا الشاب حتى يبعده عن إخوانه، فتكون بداية النهاية .
وأذكرك يا أخي بما قاله بعض أهل العلم من أن المسلم الذي يجاهد نفسه على شهواتها فيغالبها أفضل من الذي لا توجد في نفسه هذه الشهوات ولا تثور، بل إن هذا أحد أوجه تفضيل صالحي البشر على الملائكة .
وبعد هذا التذكير العام الذي أحتاجه قبلك، أذكر لك بعض العلاجات الخاصة مما فهمته من مشكلتك :
أولاً : اعلم يا أخي أن العلاج السريع والحاسم والنهائي لمثل هذه المشاكل هو الزواج، فلابد أن تحرص عليه على قدر الجهد والطاقة، ولا تترك سبيلاً ولا منفذاً تستطيع أن تصل به إلى الزواج إلا سلكته، بل لما لهذه القضية من أهمية فقد جوز أهل العلم دفع الزكاة إلى الشاب الذي يخشى على نفسه العنت ولا يستطيع الزواج، لعظم تكاليفه المادية، ولا يصدُّنَّك عن ذلك المخاوف المستقبلية ومصدر الأموال، فإن الله تكفل بعون من يريد ذلك، قال  : " ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف " [ صحيح الجامع 3045 ] ، وقوله تعالى قبل ذلك :  إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ  ، وقد ورد عن بعض الصحابة قوله : ابتغوا الغنى بالزواج، والفتيات المتدينات كثيرات والحمد لله، والله أسأل أن ييسر لك الأمور .
ثانياً : إلى أن يتم هذا الأمر أوصيك بما يلي :
 قوله  في حديث حث الشباب على الزواج: " .....ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " .
 الانهماك التام في العمل لله عز وجل والدعوة إليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فحاول إشغال نفسك بذلك ما أمكن حتى تصل إلى درجة في العمل تشعر معها في آخر النهار أنك متعب جداً، ومرهق ومنهك، بحيث لا يكون امامك إلا الإخلاد إلى النوم مباشرة، وهذا من أنجح الأدوية، فإن نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية، فلا تترك مجالاً يمكنك الإسهام فيه إلا وابذل من وقتك، وكذلك فبإمكانك ممارسة بعض الأعمال الوظيفية أو التجارية أو مساعدة الأبوين، وخصوصا في آخر الأسبوع وليس عيبا أن يشارك الشاب أهله في إصلاح ما انعطب وترتيب البيت وشراء ما يلزم من السوق والاعتناء بسيارة الأسرة وعمل أشياء نا فعة في مجال النجارة والكهرباء ونحوها .
 أوصيك بغشيان أنواع المجالس المفيدة، وحاول دائما أن تبتعد عن الانفراد بنفسك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وإذا كنت في البيت فخالط اهلك في غير معصية الله .
 احذر من النوم وحدك، فإن رسول الله  نهى عن هذا فقد ورد في الحديث : نهى رسول الله  أن يبيت الرجل وحده . ولو أدى هذا إلى المبيت احيانا عند أحد أصدقائك، فلا حرج بحسب ما ترى من حالك .
 لا بأس أن يزاول الإنسان في بعض الأحيان رياضات مناسبة تصرف طاقة الجسم، فيما يعود بالنفع، ولو مع أشقائه وأقربائه وجيرانه في اليت أو خارج البيت .
وتأمل كيف كان واقع الصحابة رضوان الله عليهم فإن بذلهم وعطاءهم في ميادين الجهاد والتدريب نفعهم كثيراً، وقد جاء أن رسول الله  مر عليهم وهم يتسابقون بالرمي فدخل معهم، وكانوا يتصارعون أمامه تنافساً على الخروج في الجهاد، ويسهرون في حفر الخندق ويصعدون الثنايا والجبال للحراسة والغزو، وسلمة بن الأكوع  يطارد الغزاة فيستنقذ أموال المسلمين ثم يسابق وهو راجع عدَّاءً معروفاً إلى المدينة فيسبقه، ومع ندرة ميادين الجهاد في عصرنا فلا أقلّ من أن يقوي الشاب جسده برياضاتٍ نافعةٍ ومناسبةٍ دون إفراط إعداداً لوقت يحتاج فيه إلى القُوَّة .
 ينبغي على المسلم أن يطرد من ذهنه ما يطرأ من تصوُّر أوضاع محرمة وصور سيئة، حتى لا يؤدي به ذلك إلى الوقوع في الحرام، قال ابن عقيل – رحمه الله – : " وإذا اشتهى وصوّر في نفسه شخصاً أو دعى باسمه ..فإن كان زوجة أو أمة له فلا بأس إذا كان غائبا عنها، لأن الفعل جاز ولا يمنع توهمه وتخيله، وإن كان غلاماً أو أجنبية كُره له ذلك لأنه إغراء للنفس بالحرام " [ نقله بن القيم في بدائع الفوائد 4/97 ] .
أخي في الله ...
لقد ذكرت لك كل ما يدور في ذهني الآن حول الموضوع، وبالرغم من كل المعالجات المقترحة فأُذَكِّرك بأن العلاج ليس أمراً سهلاً وليس الدواء سحرياً، وترك العادة أمر صعب ولكنه يسير على من وفقه الله، وبعد كل ما ذكرته لك فلا تظن أن المشكلة ستزول تماماً، فإن حصل شيء من ذلك فنعود إلى التذكير الأول بوجوب الاستغفار بعد حصول الذنب لإعادة النفس إلى الجادة ولو تكرر الذنب في اليوم الواحد .
ولو نسيت فتمسك بأمرين :
الأول : تجديد التوبة بعد كل ذنب .
والثاني : الاستزادة من الأعمال الصالحة لتعويض النقص الحاصل بسبب هذه الذنوب .
وختاماً أرجو من الله تعالى أن يعينني ويعينك على انفسنا، وأن يوفقنا لاجتناب الآثام والفواحش ما ظهر منها وما بطن .
والسلام عليكم ورحمة الله ،
أسئلة فقهية
السؤال الأول :
هل الذي يقوم بالاستمناء يعتبر جنباً ؟
الجواب :
نعم الذي يقوم بالاستمناء حتى يخرج منه الماء فإنه يعتبر جنباً لا تصلح صلاته ولا يجوز له مس المصحف، وأما قراءة القرآن فـ " الجنب لا يجوز له قراءة القرآن لا من المصحف ولا عن ظهر قلب حتى يغتسل، لأنه قد ثبت عن النبي  أنه كان لا يحجزه شيء عن القرآن إلا الجنابة، أما الاستماع لقراءة القرآن فلا حرج في ذلك للجنب..." [ فتاوى إسلامية، الشيخ ابن باز 1/222 ] وكذلك يجوز له ذكر الله والدعاء والاستغفار .
السؤال الثاني :
كيف يزيل الذي وقع في الاستمناء الجنابة التي عليه ؟
الجواب :
تزول الجنابة بالغُسْلِ الشرعي وهو إفاضة الماء على الجسد كلِّه، وقد وردت صفة الغسل في السنة الشريفة " فعن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي  أن النبي  كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض على رأسه ثلاث غُرَفٍ بيديه، ثم يفيض الماء على جلده كلِّه " " وعن ميمونة - رضي الله عنها - قالت وضعت للنبي  ماءً للغسل من الجنابة فغسل يديه مرتين أو ثلاثاً، ثم أفرغ بيمينه على شماله فغسل واستنشق وغسل وجهه ويديه وغسل رأسه ثلاثاً ثم أفاض على جسده، ثم تحول من مكانه فغسل قدميه " [ الروايتان في البخاري، انظر مختصر البخاري للألباني 1/73،75 ] .
وبذلك يُعلم أنه لابد من غسل الرأس والشعر لإزالة الجنابة خلافاً لما هو شائع عند بعض الناس جهلاً، وكذلك فإن استعمال المراوش الموجودة الآن يجزيء إذا عم الماء جميع البدن .
هذا وينبغي المبادرة إلى إزالة الجنابة بالاغتسال من أجل الصلاة، فبعض من لا يخاف الله من الطلاب يذهب للمدرسة وعليه الجنابة ولم يصل الفجر، ثم قد يصلي الظهر مع الجماعة وعليه الجنابة، ويقرأ القرآن في حصة القرآن وهو جنب نعوذ بالله من السوء، ويكفي حثاً على الإسراع للاغتسال قوله  : " ثلاثة لا تقربهم الملائكة : السكران والمتضمخ بالزعفران والجنب " [ رواه البزار، صحيح الجامع 3060 ] .
وإذا أراد الجنب أن ينام، فالأفضل له أن يتوضأ ليُخفف أثر الجنابة ويأتي بأذكار النوم .
ومن صار جنب على إثر احتلام فينطبق عليه ما تقدم إلا أنه لا إثم عليه بخلاف من فعل الاستمناء يقظة متعمداً .
السؤال الثالث :
هل المني طاهر أم نجس ؟ وهل تجوز الصلاة بالثياب الملبوسة أثناء حدوث الجنابة أم يجب تغييرها ؟
الجواب :
الصحيح من أقوال أهل العلم أن المنيَّ طاهرٌ، لأنه  كان ينضحه إذا كان رطباً ويفركه إذا كان يابساً، ولو كان نجساً لوجب غسله .
وأما الثياب الملبوسة عند حدوث الجنابة فالأصل أنها طاهرة تجوز الصلاة فيها حتى تطرأ عليها النجاسة .
الس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ZaKoo

ZaKoo

نوع المتصفح صافاري

صلي على النبي

صل الله عليه وسلم


انجازاتي
لايتوفر على اوسمة بعد:  

العادة السيئة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العادة السيئة    العادة السيئة  Empty2011-03-14, 00:28

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mysterious boy

mysterious boy

نوع المتصفح موزيلا

صلي على النبي

صل الله عليه وسلم


انجازاتي
لايتوفر على اوسمة بعد:

الوسام الأول


العادة السيئة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العادة السيئة    العادة السيئة  Empty2011-03-17, 14:32

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sadi9i.yoo7.com/
 
العادة السيئة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العادات النفسية السيئة للطفل
» تحرر من حالتك النفسية السيئة بالخطوات الاربع البسيطة
» صحة القلق والتوتر والحالة النفسية السيئة تؤخر الحمل
» مقالة العادة والإرادة
» مباراة أياكس امتحان جديد لــ بنزيما من اجل تجاوز ارقامه السيئة مع ناديه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة سيدي عامر :: المنتديات العامه :: المنتدى العام :: إسلام أون لاين :: ارشيف المنتديات الاسلاميه-
انتقل الى: