تابع
التراجم والسير :
تعريف الترجمة:فن أدبي يتناول التعريف بحياة عالم )نسبه،مولده،طفولته،تعلمه،عوامل نبوغه،مواقفه،أهم آثاره،ظروف وفاته( وكذلك تسليط الضوء على بيئته السياسية والاجتماعية والفكرية .
تعريف السيرة:ترجمة مطولة تنفرد بمصنف على حدة تستوفي جميع جوانب حياة صاحب السيرة*هو فن قديم منذ الجاهلية إلا أنه كان شفويا يهتم بأخبار الشعراء وأنسابهم وأيام العرب .
أ-ظهر مع بداية عصر التدوين لأسباب دينية تتعلق بسيرة الرسول -ص- وحياة الصحابة وشرح القرآن الكريم لغويا والاستشهاد بأشعار العرب .
ب-كان يعتمد على نقل الأخبار بأسلوب السرد القصصي ثم تطور عندما ظهرت تراجم الأدباء مع ابن سلام الجمعي وابن قتيبة * طبقات الشعراء * *الشعر والشعراء * .إلى جانب اهتمام المترجمين بالملوك و كبار الساسة
جـ-في العصر الحديث عاد هذا الفن بقوة مع العقاد،طه حسين، ،السباعي،فألفوا في التراجم الدينية –العبقريات للعقاد-والأدبية-شعراء مصر وبيئاتهم في العصر الحديث-كما ظهر فن السيرة الذاتية مع أحمد أمين-حياتي-وطه حسين-الأيام-وغيرهم…
د-دخل على هذا الفن اسلوب جديد يعتمد على الهدف الحضاري واللغة الميسورة والتأثر بالتحاليل الاجتماعية والنفسية
هـ-فن السيرة يعتمد على السرد والحكاية والقصة والتركيز على حياة الشخصية من ميلادها إلى وفاتها وبأسلوب مشوق.أما فن الترجمة فيعتمد على لغة التحليل العلمي الموضوعي ويركز على الجوانب الهامة من شخصية المترجم له من خلال استعمال المنهج النفسي والاجتماعي .
خصائص السيرة :
1-إيراد الأحداث وفق تسلسلها الزمني اعتمادا على المصادر القديمة .
2-نقد الأخبار بعرضها على المنطق ، وبالاستناد على حجج متينة .
3-عرض الروايات المختلفة وترجيح رواية على أخرى .
4-الاعتماد على التحليل النفسي
5-ربط تصرفات الأشخاص بمحيطهم السياسي و الاجتماعي والديني
6-اعتماد اسلوب السرد7-تحري الموضوعية وتغليب العقل على العاطفة …
خصائص الترجمة : 1-ذكر الاسم والكنية والنسب والنشأة والتعلم وأهم الأسفار و المناصب
2-الاستعانة بعلم النفس والاجتماع
3-الاعتماد على الروايات والآثار المادية .
4-تأتي في حلة جميلة،إلا أن تراجم الأدباء أجود من حيث العرض و الفكرة .
القصة و المسرحية :
أ-القصة:من فنون التعبير الأدبي ،تتميز بطابعها الإنساني، وبحلتها الجمالية الأنيقة تعالج قضايا إنسانية جوهرية،بالتحليل الواقعي العميق وهي أشكال ثلاثة :
1-الرواية: طويلة الحجم
2-القصة:وتتميز بحجمها المتوسط
3-القصة القصيرة : قصيرة الحجم
ب-المسرحية:نص أدبي يأتي على هيئة حوار،يقوم الممثلون بتمثيله بقاعة .
1-لم يعرف العرب القصة قديما،وإنما عرفوا ما يشبه فن القصة كمقامات الهمذاني وبخلاء الجاحظ وحي بن يقظان لابن طفيل وكليلة ودمنة لابن المقفع،كما أنهم لم يعرفوا المسرح .
2-عرف العرب القصة لما احتكوا بالغرب،وأول قصة عربية بالمعنى الفني ظهرت في العقد الثاني من القرن 20 هي رواية -زينب- لمحمد حسين هيكل،وأول القصص قصص محمود تيمور.
3-تطورت القصة والرواية العربيتان كثيرا نتيجة التأثر بالمدارس الغربية خاصة المدرسة الواقعية،وظهرت العديد من القصص والروايات بين 1930-1980 ،وكان من أشهر القاصين الذين عملوا على ازدهارها:محمود تيمور-يوسف ادريس-سلامة موسى-طه حسين-المنفلوطي-نجيب محفوظ-احسان عبد القدوس وعبد الرحمان الشرقاوي.
4-يعتبر نجيب محفوظ سلطان الرواية العربية الحديثة بأعماله المشهورة مثل:الثلاثية،البداية والنهاية،اللص والكلاب،ونال جائزة نوبل للآداب لعام 89
5-من أبرز كتاب القصة الجزائرية مولود فرعون،مولود معمري،محمد ديب بالفرنسية(الطاهر وطار،عبد الحميد بن هدوقة )بالعربية( وهي أعمال واقعية.
6-عموما مرت القصة العربية بمراحل ثلاثة :
أ-طور الترجمة:ترجمة قصص أوروبية إلى العربية وكان رائدهم رفاعة الطهطاوي –مغامرات تليماك-
ب-طور المحاكاة والاقتباس:وكانت أول محاولة –حديث عيسى بن هشام-لمويليحي و-ليالي سطيح-لحافظ ابراهيم التي نقد فيها الكثير من عيوب الشعب المصري الاجتماعية.ثم كان التصرف في الترجمات كما فعل المنفلوطي في-الشاعر- -مجدولين-و-الفضيلة-
جـ-طور التأليف والإبداع:وبدأ بقصة-زينب-لمحمد حسين هيكل وتتميز بتوافر العناصر الفنية التي تعتمد عليها القصة عموما .
7-وقد تعددت اتجاهات القصة العربية الحديثة،فعالجت قضايا اجتماعية،ومنها ما عالج القضايا النفسية،ومنها ما تناول المشاكل القومية والمواقف الوطنية…
خصائصها:
1الحادثة2السرد3-الحبكة4-الشخصية5-الزمان و المكان6-الفكرة.
-أما الأقصوصة فعناصرها :1-الأشخاص2-الحيز3-الحبكة .
تطور المسرحية : -لم يعرف العرب المسرح ولم ينقلوه عن اليونان لأنه يتضمن فكرة تعدد الآلهة كما أن الشعر العربي كان فنا يكاد ليس موضوعيا .
*ولد المسرح العربي عام 1847 على يد مارون النقاش ،ولكن المسرحية العربية لم تولد إلا في عام 1927 بإنتاج أحمد شوقي لمسرحيته الشعرية (مصر كليوبترا) ،وأدى نجاح مسرحياته إلى بروز كتاب كثيرين طوروا المسرح منهم:عزيز أباظة علي أحمد باكثير محمود تيمور، توفيق الحكيم
الذي يعد أشهر المسرحيين بإنتاج حوالي 80 مسرحية ،وسمي مسرحه بالذهني نظرا لمستواه الفكري.
خصائصها: تشترك المسرحية مع القصة في اشتمالها على:الحادثة،الشخصية ،الفكرة ،والتعبير، ولا يميزها عنها سوى استخدامها
للحوار فقط. والحوار هو العمود الفقري للمسرحية،لذلك يشترط في نجاحه :
1-مطابقته للشخصية
2-سهولته
3-حياده تجاه المؤلف
4-توافره على إيقاع موسيقي مناسب
5-ارتفاعه من حيث قوة الأداء ومن حيث العمق عن الأحاديث العادية
6-حسن تسلسله وجودة ابتدائه واختتامه. وإذا كان الحوار هو عمود المسرحية فإن مظهرها المعنوي هو الصراع
أنواع المسرحية: أشهرها: المأساة-الملهاة- الدراما-الأوبرا …………
الشعر السياسي:
تعريفه:هو ما ينظم في شأن من شؤون السياسة ،يدعو به الشعراء لقبيلة أو حزب أو دولة أو لمبدأ متصل بالسياسة ؛لذا فإن دواعي نظمه هي:المنفعة أو العصبية أو تبني فكرة.
أنواعه :
1-الشعر التحرري المرتبط بحركات التحرر العربية،وقد نشط ابتداء من القرن العشرين بسبب ظروف الاحتلال .
2-الشعر الوطني :وينظم فيه الشعراء لوصف أوطانهم والتعبير عن حبهم لها وتعلقهم بها .
3 الشعر السياسي الذي يتناول شأنا من شؤؤن السياسة
تطوره :
في العصر الجاهلي :الشاعر الجاهلي اقتصر شعره على قبيلته في السلم والحرب متغنيا بأمجادها وفضائلها ذائدا عنها مفتخرا بانتصاراتها وبطولاتها فيؤثرهم وفي أفكارهم،وهو في كل ذلك متبنيا لمواقف قبيلته ،معتمدا على الفخر والحماسة والمدح والهجاء ،وهي الأغراض الشعرية الشائعة ،وهذا ما عبر عنه الشاعر دريد بن الصّمذة قائلا:
وَهَلْ أَنَاإٍٍلاَّمِنْ غُزَئَّةَإِنْ غَوَتْ
غَوَيْتُ،وَإِنْ تَرْشُدْ غُزَيَّةُأَرْشُدِ
في العصر الإسلامي: احتدم الصراع الكلامي بين المسلمين وقريش فانبرى حسان وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة يردون على الحملة ويدافعون عن المبادئ ،واصطبغ بصبغة سياسية ،نابذا فكرة العصبية القبلية ،داعيا إلى الإسلام معتنيا بأمور الدولة الإسلامية
يقول حسان :
أَما قريش فإني لن أسالمهم
حتى ينيبوا من الغيات ويتركوا اللات والعزى بمعزلة
ويسجدوا كلهم للواحد الصمد
في العصر الأموي: في هذا العصر ظهرت أحزاب سياسية : بني أمية-الخوارج-الشيعة- الزبيريين.العباسيين...
يقول عبد الله بنهمام السلولي مدافعا عن حق بني أمية في الخلافة:
خلافة رببكم كونوا عليها
إذا غمزت ،عنابسة أسودا
ويقول شاعر الزبيريين الوحيد ساخطا على بني أمية أنا عنكم بني أمية مزور وأنتم في نفسي الأعداء
ويقول الكميث بن زيد الأسدي معبرا عن ولائه لآل البيت: إلى النفر البيض الذين بحبهم إلى الله فيما نالني أتقرب بني هاشم ،رهط النبي ،فإنني بهم ولهم أرضى مرارا وأغضب
فمالي إلا آل أحمد شيعة وما لي إلا مذهب الحق مذهب
أما شاعر الخوارج عمران بن حطان فيقول :
فنحن بنو الإسلام ،والله واحد وأولى عباد الله بالله من شكر في العصر العباسي: ضعف الشعر السياسي في هذا العصر لضعف الأحزاب السياسية ؛ فالزبيري سقط نهائيا ،والخوارج طحنتهم معاركهم مع الأمويين ،أما الشيعة فظلت ثوراتهم مطالبين بزوال العباسيين عن الحكم ورد الامور إلى نصابها إلا أن خوفهم من العباسيين جعلهم لا يعلنون ما ينظمون من الشعر ،وغنما ينشرونه بينهم سرا
يقول منصور النمري منددا بالعباسيين: شاء من الناس راتع هامل يعللون النفوس بالباطل تقتل ذرية النبي وير جون جنان الخلود للقاتل
*أما شعراء بني العباس فكانوا يحرضون الحكام على الفتك ببني أمية ،وهو ما استجاب له السفاح يقول الحجازي سديف:
لا يغرنك ما ترى من رجال إن تحت الضلوع داء دويا
فضع السيف وارفع السوط حتى لا ترى فوق ظهرها أمويا
*ومع مرور الزمن تلاشى الحديث عن الخلافة ،وحين غلب العنصر الاعجمي على الحكم ظهرت نزعات شعوبية (عنصرية)وكان من روادها ابو نواس الذي عبر عن ازدرائه للعنصر العربي قائلا: عاج الشقي على طلل يسائله وعجت أسال عن خمارة البلد
*وفي القرن الرابع الهجري أصبح بعض العرب يتذمرون من حكم الأعاجم على أنهم لا يصلحون للحكم ولا عهد لهم ولا ذمم
يقول المتنبي:
وإنما الناس بالملوك وما تفلح عرب ملوكها عجم
لا أدب عندهم ولا حسب ولا عهود لهم ولا ذمم
*ولما أحدق بالأمة خطر الصليبيين وسقطت بيت المقدس تمنى العرب لو كان الحكم بيد العرب يقول محمد أبو المظفر :
أرى أمتي لايسرعون إلى العدى رماحهم والدين واهي الدعائم
ويجتنبون النار خوفا من الردى ولا يحسبون العار ضربة لازم
*أما بعض الشعراء فلم يشغلوا بالسياسة،وآثروا التعبير عن حبهم لأوطانهم وشغفهم بها يقول بن الرومي:
ولي وطن آليت أن لا أبيعه وان لا أرى غيري له الدهر مالكا
فقد ألفته النفس حتى كأنه لها جسد إن غاب غودرت هالكا
في عصر المماليك والعثمانيين: حكم المماليك ثم العثمانيون كثيرا من البلاد العربية ،فلم يجد العرب غضاضة على أنفسهم في حكمهم وهلل بعض الشعراء وفرحوا لانتصارات هم مثلما عبر القاضي شهاب الدين قائلا :
الحمد لله ذلت دولة الصلب وعز بالترك دين المصطفى العربي
في العصر الحديث: عرف الشعر السياسي والوطني في العصر الحديث نشاطا كبيرا ،فقد اهتم الشعراء بجميع مناحي الحياة ذات الصلة بالسياسة ،ولم يقتصر شعرهم على ما يقع في بلدانهم فقط ،وإنما شمل جميع أحداث الوطن العربي الإسلامي .
*نظم أغلب الشعراء قصائد كثيرة يستنهضون شعوبهم للتحرر من الاستعمار بشتى أشكاله ،ويؤازرونها في ثوراتها ،ويساعدونها في الدعاية لقضاياها ،وعرف هذا النوع بالشعر السياسي التحرري ،أو الثوري.
*من أمثلة ذلك قول محمد العيد آل خليفة :
يا قوم هبوا لاغتنام حياتكم فالعمر ساعات تمر عجالا
الأسر طال بكم فطال عناؤكم فكوا القيود وحطموا الأغلا
*وقد ألهمت الثورات التحريرية العربية الشعراء فتفاعلوا معها ،وأبدعوا في تمجيدها وتفننوا في مدها بالمدد المعنوي وحشد القلوب على نصرتها.وقد مجد كثير من الشعراء الثورتين الجزائرية والفلسطينية ،واسترعت انتباه الشعراء حادثة العدوان الثلاثي على مصر عام 56منهم الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي فقال
على جبين الشمس بور سعيد
مدينة شامخة الأسوار
شامخة كالنار ،كالإعصار
في أوجه اللصوص لصوص أوروبا من التجار
من مجرمي الحروب
*عموما تناول الشعراء فضح أساليب الاستعمار في قمع الشعوب ،وتأييد الثورات التحريرية ،والتنديد
بالفساد السياسي ،وتمجيد البطولة والفداء ،وتشجيع المواقف الداعية إلى وحدة الشعوب العربية .
خصائص الشعر السياسي: تناول الشعر السياسي الحكم وسياسة الشعوب والحملة على الاستعمار ،والتنديد بفظائع المستعمرين،والتغني بالحرية والاستقلال ،والدعة إلى الحكم الدستوري ،والحث على الاتحاد،والجهاد والكفاح ،والإشادة بالأبطال والزعماء ،وتمجيد الشهداء
ويتميز بما يلي:
1-طابعه الإنساني
2-طابعه الوجداني العاطفي
3-التأريخ لأحداث في فترات معينة
الشعر الاجتماعي:
هو الشعر الذي يتناول صراحة وبشيء من التحليل والتفصيل قضية من قضايا المجتمع كالعدالة الاجتماعية ،ونشر التعليم ،ومشاكل العمل ،ومحاربة الانحلال الخلقي ،والحث على الإصلاح عموما ،ويكون بتحديد العلة والداء ،وتشخيص السبب واقتراح العلاج
تطوره: بساطة الحياة قديما واعتمادها على النشاط الفلاحي وبعض الحرف والصناعات الضرورية أدى إلى عدم وجود قصائد مطولة في الشعر العربي القديم تتناول قضايا اجتماعية إلا في القليل النادر ،يضاف له اهتمام الشعراء بالمدائح والمراثي والدوران في فلك الخلفاء والأمراء والوزراء ،فلم يروا فائدة في الحديث عن مشاكل الناس .
في العصر الجاهلي: وردت مقطوعات تناولت مواضيع لها صلة بالحياة الاجتماعية كالفقر الذي شكاه الشعراء الصعاليك قال عروة بن الورد: ذريني للغنى أسعى فإنني رأيت الناس شرهم الفقير
*أما زهير بن أبي سلمى فقد سجل ظاهرة اجتماعية تتمثل في بذل الموسرين من أموالهم لإعالةالفقراء
إذا السنة الشهباء بالناس أجحفت ونال كرام المال في الحجرة الاكل رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم قطينا بها ختى إذا نبت البقل
في العصر الإسلامي والأموي: نظم الشعراء في مختلف الأغراض منها: نظرة الناس للمرأة فقال معن بن أوس ردا على المبغضين
رأيت الناس يكرهون بناتهم وفيهن –لاتكذب- نساء صوالح
*وتناول بعض الشعراء عيوب بعض المسؤولين على شؤون الرعية فقال كعب الاشقر محذرا عمر بن عبد العزيز:
إن كنت تحفظ ما يليك فإنما عمال أرضك بالبلاد لن يستجيبوا للدي تدعوله حتى تجلد بالسيوف رقاب
في العصر العباسي: استمر الشعراء ينظمون المقطوعات في القضايا الاجتماعية على شكل خواطر تفتقر إلى العمق والتحليل ،وتتميز بالخصوصية ،لا تقدم صورة شاملة عن وضع اجتماعي معين.
*ومن الشعراء من غاص إلى خفايا المجتمع ووصف دقيق لنماذج بشرية مذمومة كالبخلاء والجبناء يقول ابن الرومي:
نحن أحياء على الأرض،وقد خسف الدهر بنا،ثم خسف أصبح السافل منا عاليا وهوى أهل المعالي والشرف
*والملاحظ عن هذا الشعر أنه هادف في معظمه ،يبرز العيوب ويستخلص العبرة. يقول سلم بن الخاسر متهما أبا العتاهية بالنفاق:
ما أقبح التزهيد من واعظ يزهد الناس ولا يزهد لو كان في تزهيده صادقا أضحى وأمسى بيته المسجد
في عصر المماليك والعثمانيين: ساءت الأحوال الاجتماعية والاقتصادية لتهالك الحكام على أموال شعوبهم فعبر شهاب الدين الأعرج عن ذلك قائلا: وكيف يروم الرز ق قوم ومن دونه الأتراك بالسيف والترس
فللترك والسلطان ثلث خراجها وللقبط نصف والخلائق في السدس
في العصر الحديث: في العصر الحديث شاع الشعر الاجتماعي وانتشر في المغرب والمشرق وفي المهجر ،واشتهر من الشعراء:الرصافي والزهاوي وحافظ وشوقي ومطران ومحمد العيد وإليا أبو ماضي،وتناولوا قضايا اجتماعية بدافع الإصلاح التربوي ،واعتمدوا الأساليب المباشرة يقول محمدالعيد:
الخمر فاس خراب هدمت أسرا مصونة ،عاث فيها صاحب الفاس يا شارب الخمر ما ترجوه من درن للعرض ،غول عقول ،لص أكياس
فحطم الكأس واهجر كل رفقتها تعش سعيدا وـأمن السن الناس
*ومن الشعراء من اعتمد الأسلوب غير المباشر(أبو ماضي في قصيدة(الطين)
*ومن أهم موضوعات الشعر الاجتاعي في العصر الحديث(الفقر واليتم ) يقول محمد العيد:
فشا الجوع واشتد عسر المعاش وعادت سنو يوسف الغابرة
تفاقم كرب الفقير الكسير أما عندكم من يد جابرة؟
*أما الانحراف الخلقي فقد تناوله خليل مطران بقوله: بني الشرق فلنفقه حقيقة حالنا لننجو أو يقضى القضاء المحتم
يصول علينا الجهل غير مدافع بجيش،له في كـل ربع مخيـــم
*وقد تناول الشعر العربي الحديث مواضيع اجتماعية أخرى كثيرة أسهم بها في نشر الوعي الاجتماعي،وترقية الانسان العربي،وقد كان له الدور الفعال في صرف الناس عن التقاط نفايات الحضارة الغربية وتقليدها بأسلوب عشوائي،كما كان له الأثر الكبير في تشجيع المحسنين على الاحسان
*ومن الشعراء من لجأ إلى الرمز لنقد الناس في مواقفهم وتصرفاتهم،أو لتوجيههم وإرشادهم.ويمكن تصنيف الشعر الاجتماعي الذي يعتمد على الرمز إلى ضربين هما:
أ-شعر اجتماعي على شكل قصص على ألسنة الحيوان،وقد برز فيه أحمد شوقي الذي نظم فيه قصائد كثيرة تجمع بين الطرافة والتوجيه المفيد.
ب-شعر اجتماعي يعتمد على الاسلوب غير المباشر.وقد برز فيه إيلياء أبو ماضي ومن مثل ذلك قصيدته( الحجر الصغير)
*وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر نوع من الشعر أطلق عليه اسم: الشعر الاجتماعي الثوري .ويتناول بالجملة وعي جماهير الشعب بواقعها، .يقول الشاعر وصفي القرنفلي يصور وعي الفقراء لواقعهم،وفهمهم لمأساتهم
فقراؤنا قد حطموا حكم القناعة
واستفاقواومضوا،فمن متسولين
الجوع ليس من السماء فمن إذا؟
وهنا أفاقوا على الرصيف،لثائرين
خصائص الشعر الاجتماعي: الشعر الاجتماعي شعر هادف،يرمي إلى اصلاح الأوضاع الاجتماعية باستعمال أساليب الاقناع لتحقيق مراميهم،مثل:
-إجراء الموازنة بين نتائج التمادي في الغي والانصراف عنه.
-تعريف الناس بحقوقهم،وبسبل المطالبة بها.
-لفت الانتباه إلى ما أحرزته بعض الشعوب المتقدمة في المجال الاجتماعي .
-استخدام أساليب تعبيرية مناسبة مل:استعمال اللغة الواضحة المؤثرة،ومخاطبة العواطف،واعتماد النمط القصصي والتصويري .
-شفع الرأي بالحجة البائنة أو الحكمة البليغة .
وثمة ضروب متعددة من الشعر الاجتماعي،منها :
-الشعر الاجتماعي التقريري:ويعتمد على تصوير الواقع عن طريق تبيين العيوب ووصف العلاج .
-الشعر الاجتماعي غير المباشر:ويتناول علاج مشاكل اجتماعية بالرمز .
-الشعر الاجتماعي الثوري:ويدعو إلى الثورة ضد الفقر والعوز