بينما كانت عائلة ساجين تستعد للذهاب للكنيسة الشهر الماضي في
“فينكس”، تسللت بروك، ذات العامين، من الباب الخلفي للمنزل، والذي تُرك
مفتوحاً، فسقطت في حمام السباحة، وكادت أن تغرق، ولكن الأم كيم انتشلتها
سريعاً من المياه، إلا أنها لم تكن تتنفس، وذلك الذي لم يقبله شقيقها
الأكبر.
أسرع تريستان، البالغ من العمر تسعة أعوام، إلى جدته وطلب منها الاتصال
برقم الطوارئ 911، وهذا رد فعل يُعد عبقري من طفل في عمره، ولكن ما فعله
بعد ذلك كان أكثر غرابة، فلقد قفز سريعاً لإنعاش قلب شقيقته الصغرى، عن
طريق التنفس الصناعي، بل وحاول استعادة تنفسها عن طريق “قبلة الحياة.”
هذا التصرف لفت الانتباه إلى أهمية تعليم الأطفال كيفية التعامل مع حالات
الطوارئ، التي ربما تحدث في أي منزل، وقد يتعرض لها أي من أفراد الأسرة.
والخطوة الأولى التي يجب على الأهل الاهتمام بها، هي تعليم الأطفال كيفية
الاتصال برقم الطوارئ والإسعاف، فالطفل من عمر الثلاثة أعوام، يمكنهم تعلم
الاتصال بأي رقم هاتفي.
وحول ذلك، قال الدكتور دافيد ماركينسون، طبيب الأطفال، وخبير الإسعافات
الأولية وسلامة الطفل في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنه “من السهل
تعليم الأطفال الاتصال برقم الطوارئ، ولكن يجب علينا تعليمهم بعض المهام
الأخرى.”
وأضاف في هذا الصدد: “من الممكن للأطفال ذوى الأربع سنوات أن يتعلموا كيفية
علاج الجروح، وذوى الثماني سنوات يمكنهم أن يساعدوا المصابين بالاختناق.”
وأفادت دراسات متخصصة في هذا المجال بأنه يمكن للأطفال البالغين عمر تسع
سنوات القيام بعملية إنعاش القلب والرئتين، والتنفس الصناعي، ولذوي الحادية
عشرة التعامل مع لدغات النحل والحساسية والحروق، ومن الممكن لمن هم في سن
الخامسة عشرة أن يصبحوا منقذي سباحة معتمدين.”
وأوضح ماركينسون أن بعض الأطفال يشعرون بأن هناك بعض المسؤولية تقع على عاتقهم، وعلينا فقط أن نشجعهم ونساعدهم في ذلك.
وتختلف ردة فعل الأطفال تجاه حالات الطوارئ، فالبعض يمكنه التعامل في مثل
هذه المواقف بجرأة، والبعض الآخر قد يقف جامداً، ويمكن أن يسبب الخوف حالة
شلل لبعض الأطفال، لذا فعلى الأهل أن يساعدوا الأطفال ويعلموهم كيفية كسر
حاجز الخوف.
وينصح ماركينسون بطمأنة الأطفال بأن الشعور بالخوف أمر طبيعي عند رؤية بعض
الأشياء، فيما ينصح خبراء آخرون بإخبار الأطفال بالعد حتى رقم خمسة، أو غلق
أعينهم لثوان، وذلك ليتمكن الطفل من استجماع تركيزه مرة أخرى.
ويؤكد ماركينسون على أن جميع الأطفال يمكنهم أن يصبحوا أبطالاً، حتى الطفل
الخجول الهادئ، يمكنه التألق، وأداء عمل متميز في حالات الطوارئ.
هناك أربع حالات طوارئ من السهل تدريب الأطفال عليها:
الاختناق:
من الممكن لأطفال المرحلة الابتدائية التعامل مع حالات الاختناق، وذلك بأن
يقوموا بوضع المصاب في وضع مائل للأمام، والضرب على ظهره، وينصح الصليب
الأحمر الأمريكي بالضرب خمس مرات، وعليك تعليم الطفل بعد ذلك أن يكون قبضة
بأصابعه مع فرد الإبهام (شكل علامة OK)، ووضع هذه القبضة بمسافة صغيرة أعلى
السُرة، مع الضغط على البطن، ومن الممكن استخدام اليد الأخرى لمزيد من
القوة.
النزيف: نزيف الدم من الأشياء المروعة للأطفال، خاصةً لو كان النزيف غزيراً، لذلك
يمكن أن تبدأ بتدريب طفلك على إيقاف نزيف الأنف، وعند الانتهاء من التدريب،
أخبر الطفل بأن كل ما عليه فعله في أي حالة نزيف، هو الضغط على مكان
النزيف.
الحرق: علم طفلك أنه في حالة أمسكت النيران بشخص ما، فعلى طفلك أن يصرخ، ويطلب من الضحية أن يقف ويلقى بنفسه على الأرض ويدور على الأرض.
وتقول لورين كارلى، نائب رئيس الجمعية القومية للحماية من الحرائق، أن
“الغرض من الدوران على الأرض، هو إطفاء النيران المشتعلة بالضحية.”
ولا تنصح الجمعية بتعليم الأطفال استخدام طفايات الحريق، وذلك لأنها قد
تحتاج لبعض الوقت، ما يؤدى إلى ضياع وقت يفيد في إنقاذ الضحية بالطريقة
التقليدية.
الغرق: تقول الدكتورة سارة روس، مساعد المدير الطبي لجمعية “سيف سيتر”، وهي جمعية
غير ربحية تهدف لجعل الشباب مراقبين شواطئ جيدين: “من الأفضل تشجيع طفلك
على عدم الاندفاع والقفز في الماء، لإنقاذ غريق، لأن الغريق في الأغلب يمكن
أن يجذب معه آخرين ممن يحاولون إنقاذه، ما قد يزيد من عدد الضحايا.”
وأضافت أن هناك حلولاً أخرى يمكن تدريب الطفل عليها، مثل إلقاء طوق نجاة، أو أي شيء يمكن للغريق التعلق به، ليجعله طافياً على الماء.